أبدت الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماما ملحوظا بالتقرير الذي نشرته "المصريون" في عددها أمس الاثنين الذي كشفت فيه أن القاهرة قطعت علاقاتها مؤخرا بحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وعدم السماح لأي من قيادات وأعضاء الحركة بالدخول إلى مصر، على خلفية الاتهامات لمصر بالتورط بتعذيب المعتقلين الفلسطينيين بالسجون المصرية، ووصف سجونها بأنها "جوانتنامو عربي". وتحت عنوان: "مصر تتعنت في موقفها وتمنع التأشيرات عن حماس"، كتب روعي نحمياس المحلل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" قائلا إن صحيفة "المصريون" المقربة من المعارضة المصرية نشرت تقريرًا عن أن القاهرة قررت وقف كل علاقاتها مع "حماس"، كما ستمنع كلاً من خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي وإسماعيل هنية رئيس حكومة "حماس" بقطاع غزة، وعضوي المكتب السياسي محمد نزال ومحمود الزهار خلال الفترة المقبلة من الدخول لأراضيها بعد حملتهم ضدها. وقال نحمياس خبير الشئون العربية بالصحيفة الإسرائيلية إن القاهرة قررت وقف كل الاتصالات التي تجريها مع زعماء حماس سواء في القطاع وخارجه، مضيفًا أن هذه المعلومات جاءت على لسان مصادر رفيعة المستوى أدلت بها لصحيفة "المصريون" الإلكترونية المصرية، التي وصفها بأنها "صحيفة مستقلة مقربة لأوساط المعارضة المصرية"، ونقل عنها إن القاهرة قررت أيضا رفض أي طلب من "حماس" للحصول على تأشيرات دخول لمصر خلال الفترة المقبلة وتجميد كل قنوات الاتصال الدبلوماسي والأمني مع الحركة الفلسطينية. وذكر نحمياس أن التوتر بين القاهرة وحماس تصاعد وتيرته خلال الفترة الأخيرة، موضحا أن جذور الخلاف بين الجانبين تتمثل في رفض القاهرة فتح معبر رفح البري بين سيناء والقطاع، والاستمرار في بناء الجدار الفولاذي الحدودي المحاذي لغزة، وتشديد الحرب على أنفاق التهريب في رفح والاستمرار في عملية هدمها، موضحا أنه في المقابل قامت حماس باتهام القاهرة الشهر الماضي بتسميم أنفاق رفح والتسبب في وفاة أربعة فلسطينيين. وأضاف الصحفي الإسرائيلي أن سلسلة أخرى من التطورات شهدها الأربعاء الماضي "وضعت مزيدا من البنزين على النار" فيما يتعلق بالتوتر بين القاهرة وحماس موضحا أن هذه التطورات تمثلت في تصريحات لسامي أبو زهري المتحدث باسم حماس اتهم فيها مصر بتعذيب 30 معتقل فلسطيني تم القبض عليهم على يد قوات الأمن المصري وتعرضوا للتعذيب بالكهرباء والتعليق المستمر، وهو الأمر الذي يمر زمن طويلا عليه حتى وقعت حادثة جديدة زادت من التوتر وهي إعلان القوات الأمنية التابعة لحماس بأنها كشفت عبوة ناسفة بجانب السفارة المصرية والتي لم تنفجر منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007. أما موقع "اتروج" الإخباري الإسرائيلي فقال إن صحيفة "المصريون" المصرية نشرت تقريرا كشفت فيه عن قطع مصر مؤخرا لعلاقاتها مع الحركة الفلسطينية بشكل أعقبته وقف إصدار أي تأشيرات لمسئولي "حماس" البارزين الذي يرغبون في زيارة مصر ووقف جميع الاتصالات السياسية والأمنية والدبلوماسية مع رجال الحركة، موضحا أن "المصريون" نقلت عن مصدر مصري تأكيده أن السبب في قطع العلاقات هو قيام حماس بالتحريض ضد القاهرة. وقال الموقع إن "المصريون" نقلت عن مصادر حكومية مصرية قولها، إن القرار المصري جاء كرد على الحملة التحريضية التي تديرها "حماس" ضد القاهرة ويترأسها خالد مشعل ومحمد نزال قائدا الحركة بدمشق وإسماعيل هنية ومحمود الزهار في القطاع، لافتا إلى أن المصادر أكدت للصحيفة المصرية أن الفترة الأخيرة شهدت حملة حمساوية إعلامية منظمة للتحريض ضد مصر وقادتها وذلك عبر القنوات التليفزيونية والصحف العربية. ونقل الموقع عن "المصريون" إن العلاقات بين مصر و"حماس" وصلت إلى طريق مسدود بعد إعلان الأخيرة أنها علمت بوفاة يوسف أبو زهري شقيق سامي أبو زري المتحدث باسمها داخل المعتقل المصري بعد تعذيبه بالكهرباء وأنه لم يمت بسبب مشكلة صحية كما أعلنت القاهرة. وذكر "اتروج" أن حالة التوتر بين مصر و"حماس" وصلت لأقصاها بعد قيام الحركة مؤخرا باتهام الحكومة المصرية بتسميم أنفاق رفح، الأمر الذي تسبب في وفاة أربعة مهربين فلسطينيين، مضيفة أن فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة اتهم القاهرة بالوقوف وراء ذلك، ونعتها بالجريمة التي قامت بها القوات المصرية ضد الفلسطينيين البسطاء الذين حاولوا الحصول على لقمة عيشهم اليومية. وأضاف الموقع الإسرائيلي أن برهوم استخدم كلمات لاذعة وغير مسبوقة في هجومه على الحكومة المصرية واصفا تسميم الأنفاق بأنها عملية قتل جاءت بدم بارد موضحا أن كل من حماس والشعب الفلسطيني يدينون الأمر بشدة، مطالبا بمصر أن تقدم تفسيرا لما جرى. وتحت عنوان: "مبارك غاضب على حماس"، قال موقع "عنيان مركازي" الإخباري الإسرائيلي إن صحيفة "المصريون" المصرية كشفت عن غضب مبارك على حركة "حماس" وقيامه بقطع العلاقات مع المنظمة الفلسطينية. وأضاف الموقع الإسرائيلي أن تل أبيب ترى أن هذا التحرك من قبل مبارك سيجعل من فرصة إعادة جلعاد شاليط الجندي الأسير بقطاع غزة منذ ثلاثة أعوام إلى إسرائيل فرصة ضئيلة. وذكر الموقع أن "المصريون" كشفت عن يأس القاهرة من تعنت حماس وقيام الأخيرة حملة تحريضية مستمرة ضد مصر، موضحا أنه على رأس المسيئين لمصر أشارت الأخيرة بأصابع الاتهام إلى خالد مشعل ومحمد نزال قائدي الحركة بسوريا وإسماعيل هنية ومحمود الزهار قائديها بغزة، مضيفا في نهاية تقريره أن تحجيم العلاقات بين الجانبين المصري والفلسطيني يقلل الأمل في الوصول إلى اتفاق مستقبلي يقوم بموجبه تحرير شاليط مقابل مئات الأسرى من "القتلى الحمساويين"، على حد تعبيره.