أستغرب من البرود العجيب للوجوه السياسية التي ألفناها تطل علينا من جميع وسائل الإعلام منذ ربع قرن أو يزيد ، بلا كلل ولا ملل ، عندما يكررون كل عدة سنوات وعودا بنزاهة الانتخابات "هذه المرة" ، وحرص السيد الرئيس على أن تكون الانتخابات "المقبلة" متسمة بالنزاهة والشفافية ، ثم في كل مرة يتم "طبخ" الانتخابات وتزويرها ، ثم يعودون إلينا بعد عدة سنوات ليكرروا نفس العبارات المحفوظة ونفس الوعود الجميلة ، هذه "تناحة" فرعونية متوارثة فيما يبدو ، المهم أني أحببت أن أمهد بذلك لتلك الرسالة التي أتتني من الدكتور عبد الدايم شريف من كلية العلوم جامعة المنصورة ، وهي تعطينا مؤشرا جديدا إلى معنى النزاهة التي تحدث عنها الرئيس مبارك كوعد للانتخابات المقبلة ، تقول الرسالة : الأخ العزيز .... أرسل لكم برسالتي وهي ليست شخصيه ولكنها تهم جموع أعضاء هيئة التدريس بجامعات مصر بل تكمن خطورتها بان هذه الاحداث تعد بمثابة رسالة للجميع بأن كل ما هو آت في مصر من انتخابات في الفتره القادمة يمكن أن يكون على نفس المنوال ويتنافى بما نادى ووعد به الرئيس مبارك (في أول خطاب له بعد شفائه) بأن الانتخابات القادمة ستكون حرة ونزيهة. فما حدث من أحداث مخجلة في حق الأساتذه بجامعة المنصوره بسبب التدخلات الأمنية السافرة بالتآمر مع ثلة من الأساتذه الذين باعوا كرامتهم دون مقابل ( اللهم الا أن يرضى الأمن عنهم فينالوا بعض المكاسب الرخيصة ) وقيام ضباط الحرس بالكليات بالضغط المستمر على المرشحين للتنازل. ولمصلحة مرشحي الجهات الأمنيه تم استبعاد 9من الاساتذه الشرفاء من قوائم المرشحين لانتخابات نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة المنصوره والذين تقدموا بأوراقهم منذ قرابة الثلاثة أشهر لتمثيل زملائهم في مجلس ادارة النادي عن كليات :الطب والعلوم والزراعة والهندسة والصيدلة وطب الاسنان وهذه الكليات تضم أكثر من 80% من أساتذة الجامعه , ولم يعلم الزملاء باستبعادهم الا صبيحة يوم الانتخاب ,ولشكهم المسبق فيما سيحدث فقد سارع معظمهم بعد مرور 60 يوم من التقدم باوراقهم ( المدة القانونيه) بالطعن على القرار السلبي لعدم اعلان القوائم النهائية للمرشحين للانتخابات فحصلوا على أحكام قضائية نهائية واجبة النفاذ من محكمة القضاء الاداري بالزام الجهة الادارية بادراج أسمائهم ضمن كشوف المرشحين , ورغم ذلك كله وبايعاز من أمن الدولة لمسئولي مديرية التضامن الاجتماعي بالدقهلية وبالتواطؤ مع مجلس ادارة النادي , تم الشطب أسماء الزملاء وضربوا بالأحكام القضائية كلها عرض الحائط. وشعر جموع الاساتذه بالمهانة وفي المساء من يوم الاثنين 3/5 تجمع الاساتذه للثأر لكرامتهم من خلال اجتماع جمعية عمومية عاصف صدر عقبها بيان بعنوان: بيان حول أحداث الجمعية العمومية بنادي أعضاء هيئة التدريس - جامعة المنصورة كان البند الرئيسي فيه هو ما نصه : رفض إعلان نتيجة الانتخابات لما شاب الإجراءات من بطلان كان أوضحها عدم إعلان القوائم النهائية بأسماء المرشحين, سوي صبيحة يوم الانتخابات دون توقيع من أحد , مع عدم احترام تنفيذ الأحكام القضائية الواجبة النفاذ و الصادرة من محكمة القضاء الإداري للزملاء الذين تم حذف أسمائهم من قوائم المرشحين مع الغياب التام للجهة الإدارية المنوطة بالإشراف علي العملية الانتخابية. انتهت الرسالة .... [email protected]