رفض عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر وأحد مؤسسى جبهة الإنقاذ الوطني، وصف ما يحدث فى مصر بأنه "انقلاب عسكري بل إنه انتفاضة شعبية عارمة"، مشيرًا إلى أن الجيش المصري لم يتحرك إلا في مرحلة معينة" وهي خروج التظاهرات المليونية الغاضبة في كل أنحاء البلاد، وبدأ الجيش فى التدخل بعد رفضه تهديد وترويع المواطنين لمنع البلاد من الدخول فى حرب أهلية". وتوقع موسى في مقابلة خاصة مع قناة روسيا اليوم بثت الليلة الماضية أنه "خلال الأيام المقبلة وليس الأشهر المقبلة سيتم تشكيل حكومة جديدة للبلاد تتولى مهمة قيادة الفترة الانتقالية الحالية وأيضا تشكيل بعض اللجان الأساسية التي ستعهد إليها مهمات معينة.. وستكون إحدى هذه اللجان مهتمة بقضية المصالحة الوطنية، بينما ستتولى لجنة أخرى مسألة إعداد الدستور الجديد". وأضاف "نحن سنبذل كل ما في وسعنا وكل ما يلزم لكي تتمكن مصر من النهوض مجددًا والسير إلى الأمام وتعويض الوقت الذي خسرناه وخسرته مصر خلال الأحداث التي شهدتها البلاد في العام الماضي". وتابع قائلا إن " جبهة الإنقاذ الوطني كانت إحدى فصائل المعارضة أبان فترة حكم الرئيس مرسي، لكنها ستتوقف عن ذلك الآن بالتأكيد ولن تكون جبهة معارضة، بل ستكون جبهة مؤيدة للحكومة الجديدة لكي تساعدها في المضي إلى الأمام". وأضاف موسى أن قوات الجيش والأمن تعمل جاهدة على إحلال الاستقرار والأمن في البلاد، كما أن الجماهير التي خرجت إلى الميادين في 30 يونيو للتعبير عن رفضها للنظام السابق تنوي البقاء في الميادين لكي توصل فكرتها والرسالة التي خرجت من أجلها.. فهذه الرسالة لا تتمثل في تغيير النظام السابق فقط بل في العمل على ضمان السير إلى الأمام بخطى ثابتة وقوية تمكننا جميعا من إعادة بلادنا إلى مسارها الصحيح. وعن وجود اتصالات تمت بين القوات المسلحة وبين رموز المعارضة قبل 30 يونيو، قال موسي إن المعارضة كانت منشغلة مع حركة تمرد والدعوة للتظاهر السلمى يوم 30 يونيو وعدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة، منوهًا إلى أن القوات المسلحة كانت تقف بعيدة عن معسكر الحكومة والمعارضة. وأكد أن ثورة 30 يونيو هي استكمالا لثورة 25 يناير وليست ضد حكم الإخوان لمجرد أنهم إخوان، بل لأنهم فشلوا فى إدارة الأمور ولم يتقبل الشعب طريقة إدارتهم ووضعهم للأولويات قائلا: "كان أمام الإخوان فرصة ذهبية لو أحسنوا إدارة الأمور، ولكنهم دفعوا الثمن غاليا بسوء إدارتهم". وقال موسى إن "الإخوان ظنوا أن الحكم هو مجرد سيارات وأعلام، وحاولوا إخضاع الشعب، وفاتهم أن وقت إخضاع الشعوب انتهى، انتهت لغة الديكتاتورية ومحاصرة الشعب ولم يروا ما حدث فى مصر ولم يتطرقوا للمشاكل التى يعانى منها الشعب ولم يستعدوا لها بخطة أو نظرية أو أشخاص بل إن تركيزهم كان على أمور معينة، وهو السيطرة على مقاليد الحكم فى مصر". وأضاف إن: "الإخوان لم يختاروا الشخص المناسب للمكان المناسب وظلوا يعملون وفق مفهوم أهل الثقة دون أهل الخبرة فى وقت تعيش مصر فيه أشد أزماتها وتواجه تحديا كبيرا بحاجة فيه لأهل الخبرة لإنقاذها داخليا وخارجيا"، واستكمل موسى حديثه قائلا: إنه "يجب ألا نحجر على تيار الإسلام السياسى ووضعهم فى حجمهم الحقيقى، لأن من حق جماعة الإخوان والتيار الإسلامي ممارسة السياسة لأنهم جزء من الثورة ولا يجب إقصاؤهم"، داعيا إياهم إلى إعادة بناء أنفسهم بناء حديثا.
ودعا موسى شباب القوى الإسلامية إلى الانضمام إلى حركة تمرد التي تستهدف التغيير الجذري في حياة المصريين والعرب ، متوقعا أن ينضم في النهاية شباب الإخوان لباقي شباب مصر، لأن هذا مستقبلهم.
وشدد موسى على أن مصر تحتاج إلى الاستقرار ولا تتحمل الفوضي، مؤكدا أن التحريض على الفوضى وإسالة الدماء أمر لا يمكن قبوله أو تركه دون إجراءات توقف هذا الانهيار في الموقف، فالحرب الأهلية تبدو إرهاصاتها متصاعدة وتدفع إليها جهات غير مسئولة - حسب موسى -.