تحية غَزية صادقة أوجهها لأخوتي وأحبتي في مصر العظيمة، وأود من خلال هذا المنبر الموقر أن أخاطب القلة من أحباءنا المصريين الذين يزايدون عبر وسائل الإعلام المصرية على فلسطين وخاصة غزة وأهلها، وذلك لألفت انتباههم وبكل محبة إلى أنه عندما فرض مبارك ومن سبقوه حصارهم الخانق على غزة لم تتوقف في مصر عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات ولم يقل معدل الجرائم بل حدثت في التسعينيات إغتيالات سياسية وتفجيرات ارتكبها مصريون أباً عن جد شأن مصر بذلك شان كل الدول التي في مجتمعها الصالح والطالح، وبعض تلك الأعمال الإرهابية والإجرامية تورط بها أشخاص من جنسيات مختلفة من بينها الجنسية الفلسطينية. وبناءاً على ما تقدم، أرجوكم يا أحبتي أن لا تعلقوا كل ما تمر به مصر الحبيبة حالياً من أحداث مؤسفة على شماعة اليتيمة غزة وتعميمها لتشمل كل إخوانكم الفلسطينيين! فإن افترضنا جدلاً ان غزة وأهلها جميعاً حمساويين أو متطرفين، لا أظن أن قطاع مشلول فيه مليوني نسمة سيشكل أي خطر على بلدٍ مؤساساتي فيه أكثر من تسعين مليون نسمة وفيه جيش منظم وعظيم اسمه القوات المسلحة المصرية، خاصة وإن أخذنا كذلك بعين الإعتبار أن المليوني نسمة قد يكون نصفهم أطفال ونساء. يا أهل مصر الحبيبة.. إن كنتم ترون أن أزمة السولار التي تمرون بها سببها تهريب السولار لغزة، فاللوم لا يجب أن يكون على الغريب الذي اشترى - هذا إن كان قد اشترى فعلاً -، ولكن اللوم يكون على ابن البلد الذي باع وهَرّب مقدرات وطنه وخان أمانته المهنية لأجل حفنة من المال، مع العلم أن غزة غارقة بالظلام مثلكم تماماً ففيها شُح بالوقود والمشتقات النفطية وربما الفرق الوحيد أن معاناة غزة وأهلها ممتدة منذ سنوات ! كما وأنني لا أظن أن حدودكم الشرقية مع فلسطين والتي تمتد لمئتي كم تشكل خطر كبير عليكم أكثر من حدودكم الأخرى مع جيرانكم والتي تمتد إحداها لحوالي ألف كم، وهم الجيران الذين يعانون كارثة الفلتان الأمني وفوضى السلاح والتهريب المنظم بإشراف عصابات ومافيات دولية، دون أن ننسى كذلك التهريب الذي يتم عبر حدودكم البحرية على البحرين الأبيض والاحمر، فلا أعرف ما ذنب المسافرين الفلسطينين ليعاقبوا جماعياً ويمنعوا من السفر في وقت بقي مطار القاهرة يعمل بصورة طبيعية إلى جانب سائر معابر مصر مع ليبيا والسودان وحتى معبر طابا مع إسرائيل، فما الخطر الذي سيشكله عبور الفلسطينيين المدنيين المرضى أو المغتربين من وإلى غزة عبر معبر رفح الحدودي الذي يخضع أصلاً لرقابة صارمة من المخابرات المصرية التي لا تسمح بمرور أي مواطن فلسطيني إلا لو كان قيده الأمني سليم وبموافقة مسبقة من الأمن الوطني. وما يؤلم النفس أكثر أن القوات الأمنية المصرية تضبط مع مطلع كل فجر جديد عشرات المهربين والمجرمين من مختلف الجنسيات ويمر ذلك مرور الكرام عبر وسائل الإعلام – هذا إن مر أصلاً-، ولكن عندما يكون هذا المهرب أو المجرم فلسطيني أو غزي تحديداً تقوم الدنيا ولا تقعد، ويتم تعميم الموضوع ليشمل كل فلسطين وأهلها، يا أحبتي في مصر إن كان كل الشعب المصري هو أيمن الظواهري او مرسي أو إن كان كل الأقباط زكريا بطرس فعندها يجوز أن نعمم ونقول كل الشعب الفلسطيني مُهرب ومتطرف ومجرم وأن كل أهل غزة حمساويون إرهابيون يريدون السوء بمصر وأهلها وأمنها. حما الله مصر العظيمة ودمتم لفلسطين كما كنتم دائماً نعم الأهل والأخوة والعزوة، سائلين الله عز وجل أن يوحد كلمتكم ويحقن دماءكم فدمكم دمنا وألمكم ألمنا ومصركم أُمُنا.
إعلامي فلسطيني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.