فتح إعلان فوز مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين د.محمد مرسي من قبل حزبه، بأول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، الباب أما جملة من التساؤلات والطموحات الفلسطينية، وخصوصاً اهل ، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجارتها الشقيقة مصر. ويطمح الغزيين المحاصرين منذ عام 2007، من المرشح الإسلامي، مساندة القضية الفلسطينية وإتمام المصالحة ونصرة مقدساتها الإسلامية التي تتعرض للتهويد الإسرائيلي، والتبادل التجاري مع قطاع غزة وفتح معبر رفح بشكل كامل.
ولعل الصورة الذهنية الغزية "السيئة"، نحو الدور المصري، لن ينجح في شطبها الرئيس الإسلامي الجديد، "إلا بأفعال عروبية وكنانية تترجم على أرض الواقع، لتعيد أمجاد الماضي للحاضر الأليم".
وبالعودة إلى الماضي، ففي صيف عام 2007، أعلنت (إسرائيل) حصارها الكامل على قطاع غزة لجميع المناحي السياسية والحياتية، إثر فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وعملت على تشديد الحصار بمساعدة المخلوع حسني مبارك، إبان سيطرة حماس على قطاع غزة.
"حماس" التي تنبثق فكرتها الحركية، من جماعة الإخوان المسلمين (الأم) التي أسسها الإمام الشهيد حسن البنا في جمهورية مصر العربية عام 1928، لم تعادي مصر الشقيقة ولا حاكمها، وتأكيداً على ذلك فهي تسيطر على منطقة "حبيسة" جغرافياً، يلتزم سكانها وحاكموها بحسن الجوار.
لكن مراقبين يرون أن مصر شاركت في ذلك الحصار الإسرائيلي الذي طال كافة مناحي الحياة الحياتية والسياسية والاقتصادية والصحية لقطاع غزة، إثر تشديد الخناق والحصار من قبل مبارك، عبر إغلاقه لمعبر رفح البري.
ومن المواقف التي زادت "الطيب بلة"، إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي ووزيرة الخارجية تسيبي ليفيني، الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة نهاية 2008/2009، من العاصمة المصرية القاهرة.
وبين تاريخ الحصار الإسرائيلي وإعلان الحرب على غزة، عمل الغزيين على حفر الأنفاق الحدودية بين قطاع غزة ومنطقة سيناء الحدودية، من أجل تهريب المواد الغذائية والتموينية والصحية لسكان القطاع المحاصرين.
ويأمل الفلسطينيون من مرسي ما يأمله العربي من أخيه العربي، بهذه الكلمات لخص الحاج أبو أحمد الهور (70 عاماً)، مطالبه الفلسطينية من رئيس مصر الجديد.
رأي الشاب العشريني حسن حمادة (27 عاماً)، أن المطلوب من رئيس مصر الجديد، هو ممارسة الدور العربي والوقوف بجانب إخوانهم الفلسطينيين المحتلين، بدلاً من " إعلان الحرب على غزة من عاصمة الكنانة".
وتمنى حمادة، حل مشكلة الكهرباء وتزويد غزة بالطاقة الكهربائية، وتدفق كميات الوقود، من أجل ضمان سير الحياة اليومية في قطاع غزة، الذي يواجه القصف الإسرائيلي ومشكلة انقطاع الكهرباء، ومشكلة أزمة الوقود، اللتين ظهرتا مع الحصار الإسرائيلي.
بدوره، توقع المحلل السياسي د.ناجي شراب، بأن يكون الملف الفلسطيني، وقطاع غزة على وجه الخصوص، ملفا أوليا من أجندة الرئيس المصري القادم.
وأشار شراب في تصريح لموقع "فلسطين اون لاين " إلى أن مصر بحاجة لاستعادة المكانة الزعامية والإقليمية في المنطقة العربية، عبر معالجتها للقضايا المركزية، والقضية الفلسطينية التي تعد أولى القضايا بالمعالجة.
واستدل شراب بحديثه، بأن الثورات العربية، وخصوصاً ثورة 25 يناير المصرية، كانت تطالب بتوجيه البوصلة العربية نحو القضية الفلسطينية وحصار غزة.
واعتبر المحلل السياسي قضية حصار غزة والمصالحة الفلسطينية، ومعبر رفح، ومنطقة سيناء والحدود المشتركة بين مصر وغزة، هي أهم القضايا التي تواجه الرئيس القادم، مؤكداً بحديثه بأنها "أولى القضايا التي سيعالجها الرئيس الجديد، من أجل مباشرة عمله".
وعن أهم المطالب الغزية من الرئيس المصري القادم قال شراب: "مطالب الغزيين، مطالب إنسانية وحياتية واقتصادية، من أجل تسهيل حياتهم ومعيشتهم اليومية، وإعادة الآدمية الفلسطينية لأهل غزة"، بالإضافة إلى "شقيق يردع (إسرائيل) في أي عدوان قادم على غزة".