كشفت مصادر برلمانية مطلعة عن احتدام الصراع داخل أروقة البرلمان بين النائبين كمال الشاذلي أمين التنظيم السابق في الحزب الوطني وخلفه أحمد عز على النفوذ داخل مجلس الشعب ، حيث نجح الشاذلي في استغلال ضعف دور وشعبية عز والدكتور عبد الأحد جمال الدين زعيم الأغلبية بالبرلمان من أجل الحفاظ على نفوذه رغم استبعاده من كافة مناصبه بالحزب ، لكنه نجح في التدخل أكثر من مرة لفض المنازعات والمشاكل داخل المجلس سواء بين نواب من الوطني أو بين نواب الحزب من جهة ونواب الإخوان والمعارضة والمستقلين من جهة أخرى . وأشارت المصادر إلى أن أزمة المذكرة التي أصدرها النائب حمدي حسن المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ، حول تلقي نواب الحزب الوطني مبالغ مالية مقابل الموافقة على تمرير قانون الطوارئ ، كشفت مدى النفوذ الذي مازال الشاذلي يتمتع به وسط النواب حيث تمكن من تهدئة ثورة نواب الوطني والتراجع عن المطالبة بإحالة نائب الإخوان إلى لجنة القيم للتحقيق معه فما بدر منه من اتهامات . ولفتت المصادر إلى أن الأزمة تفجرت وتم احتوائها بدون أن يشعر أحد بوجود أحمد عز وزعيم الأغلبية عبد الأحد جمال الدين ، رغم أن الدكتور فتحي سرور رئيس المجلس طالبهما أكثر من مرة بالتدخل لتهدئة نواب الحزب دون جدوى ، وهو ما تكرر أيضا في أزمة النائب الوفدي محمد عبد العليم داود الذي اتهم مجلس الشعب بالتواطؤ مع الحكومة لحماية الفساد على خلفية رفض البرلمان إدراج استجوابه عن العمالة الإسرائيلية في الدورة البرلمانية الحالية وهو الاتهام الذي رفضه الدكتور فتحي سرور وقام بإحالة داود إلى لجنة القيم إلا أن تدخل الشاذلي ونجح في احتواء الأزمة وإقناع داود بالاعتذار لسرور . ولم يتوقف لعب كمال الشاذلي لدور مطفأ الحريق عند هذا الحد بل تدخل لوقف الخلافات المتصاعدة بين نائبي الوطني عماد الجلدة وبدر القاضي من جانب ونائب بورسعيد الإخواني الدكتور أكرم الشاعر على خلفية الاستجواب الذي قدمه الشاعر وأتهم فيه الجلدة باحتكار مشاريع مشتركة بين مصر وسيراليون. من جهته ، أعتبر الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ النظم السياسية بجامعة القاهرة أن النفوذ الذي مازال يتمتع به الشاذلي رغم تجريده من مناصبه هو دليل على فشل من جاءوا بعده وافتقادهم للخبرة اللازمة لملأ الفراغ الذي تركه الشاذلي رغم تحفظاتنا الشديدة على أسلوبه في إدارة العمل في البرلمان. وأوضح السيد أن أحمد عز أمين التنظيم مازال يفتقد الخبرة اللازمة للقيام بهذا الدور وأمامه سنوات لاكتساب هذه الخبرة ، ناهيك عن أن التطورات السياسية الأخيرة قد تجاوزت الدكتور عبد الأحد جمال الدين مدللا على ذلك بالصعوبات الشديدة التي تواجهه ووجود توجهات داخل الحزب تطالب بإبعاده عن منصب زعيم الأغلبية في أقرب تغييرات.