أعلن موقع "المصريون" الخميس الماضي أن أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني بدأ في تشكيل جبهة في مواجهة أعضاء الحرس القديم بالحزب بعد أن خرج بعضهم عن صمته ووجه انتقادات علنية لأدائه الحزبي والبرلماني، وهو ما اعتبره محاولة لإحراجه أمام الرئيس مبارك وسعيًا للإطاحة به من منصبه الحزبي. وقد استطاع عز تشكيل جبهة قوية تضم حمدي الطحان وإبراهيم الجوهري وأحمد المغربي استطاعت أن تستقطب عددًا لا بأس به من نواب الوطني وأعضاء الأمانة العامة، يأتي ذلك على خلفية المشادة العلنية بين أحمد عز وعبد الأحد جمال الدين زعيم الأغلبية في مجلس الشعب يوم الأربعاء قبل الماضي، بسبب مشروع خصخصة السكك الحديدية. فقد طالب الدكتور عبد الأحد إلى ضرورة إعادة المشروع مرة أخرى للجنة النقل والمواصلات لمزيد من الدراسة، كاشفًا في ذات الوقت عن عدم عرضه على الهيئة البرلمانية للحزب الوطني قبل إحالته إلى البرلمان، بعد أن فوجئ مثل بقية نواب المجلس بعرضه مشروع القانون المذكور. لتشتعل القاعة إثر ذلك، بعد أن انفجر الدكتور عبد الأحد في وجه عز قائلاً" أنا زعيم الأغلبية والحزب يرفض قانون الحكومة ومن المفترض أنك تكون معانا"، فرد عليه عز "أنتم سبب تأخر البلد وأنا مش معاكم"، فشاط زعيم الأغلبية غضبا وكادت الأمور أن تصل إلى الاشتباك بالأيدي بين الطرفين. وبعد انتهاء الجلسة ذهب كمال الشاذلي رئيس المجالس القومية المتخصصة لخليفته في موقعه الحزبي والبرلماني محذرًا إياه من تماديه في عدم التزامه برأي الأغلبية، فرد عز عليه "أنت صحيت أمتى"، فخرج الشاذلي عن شعوره "أنت باين عليك نسيت نفسك يا أحمد وعازوني أفتح الدفاتر". وعقد في مساء يوم الأربعاء قبل الماضي اجتماعًا بأمانة الحزب الوطني حذر فيه عز أعضاء الأمانة العامة، قائلاً: عودة الشاذلي معناه عودة الزمن المرفوض. وعلى الفور تحرك عبد الأحد جمال الدين والشاذلي لتشكيل جبهة أخرى ضمت عبد الرحيم الغول وزكريا عزمي وحمدي السيد وبدر القاضي. وكانت "المصريون" قد علمت من مصادر مطلعة عن وجود نية لدى الرئيس مبارك في إعادة الشاذلي إلى موقع أمين التنظيم بالحزب الوطني الحاكم بدلاً من أحمد عز، وذلك في محاولة لاستعادة قوة الحزب وبسط سيطرته على أعضائه. وجاء ذلك بعد أن أظهرت الدورة البرلمانية الماضية أن حوالي 80 بالمائة من أعضاء الحزب الحاكم غير ملتزمين حزبيًا وخارجون على تعليمات الحزب ، وهو الأمر الذي أرجعته المصادر إلى عدم قدرة عز على ملء الفراغ الذي تركه الشاذلي - الملقب ببعبع الحزب الوطني – والذي برز بوضوح في الانقسامات التي شهدها الحزب في الأشهر الأخيرة على خلفية تشكيل واختيار أمناء المحافظات. وأوضحت أن من أهم العوامل التي كشفت ضعف أحمد عز في الأشهر الأخيرة صدامه القوي مع النائب طلعت السادات في جلسة المجلس يوم 30 مايو الماضي، عندما طالبه بالإفصاح عن مصادر ثروته التي تقدر ب 40 مليار دولار. وأكدت المصادر أنه رغم الاتفاق على ضعف أداء الرجل المقرب من مؤسسة الرئاسة ووجود اتجاه لدى الرئيس مبارك لإعادة كمال الشاذلي إلى منصبه السابق، إلا أن هناك بعض الأصوات - وعلى رأسها جمال مبارك وعلى الدين هلال - التي ترفض ذلك.