زغاريد تغطى أجواء الميدان.. والجيش يكرر مشاهد 25 يناير بصور تذكارية مع الأطفال.. وقوات الأمن ترقص مع المتظاهرين انتظر الآلاف من المصريين مساء أمس الأول بميدان التحرير البيان الثانى للقيادة العامة للقوات المسلحة والذى تضمن تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة كفاءات وطنية لإدارة المرحلة الانتقالية. واحتبس المتظاهرون أنفاسهم حتى التاسعة من مساء انتظاراً للبيان الذى كان من المفترض أن يذاع عصراً بعد انتهاء المهلة المحددة ما تسبب فى حالة من الضيق وظن المتظاهرون أن البيان سيأتى بما لا يرضيهم، ما جعل الميدان بؤرة للشائعات والأخبار التى يتم تكذيبها فى الوقت نفسه. واستعد المتظاهرون لاستماع البيان بطرق مختلفة فمنهم من تجمع بالمقاهى المحيطة بالميدان تجنباً للازدحام، وذلك بعد أن جهزت المنصة الرئيسية مكبرات الصوت ووزعتها على أطراف الميدان، فى الوقت الذى تجمع فيه البعض فى حلقات حول أجهزة الراديو للاستماع عما ستقرره القيادة العامة للقوات المسلحة، فيما شددت اللجان الشعبية بالشوارع الجانبية من إجراءاتها وانتشارها تحسباً لاندساس أى عناصر خارجية تروع المتظاهرين وتثير الفوضى داخل الميدان. وعقب إعلان البيان غمرت الفرحة أرجاء الميدان وتعالت الزغاريد والهتافات، وأطلقت الشماريخ والألعاب النارية احتفالاً بالخطاب الذى لبى مطالبهم، وطافوا حول الصينية الرئيسية بنعش رمزى للتعبير عن نهاية حكم الإخوان المسلمين، مرددين هتاف: "الشعب خلاص أسقط النظام"، وكتبوا على النعش "الجنازة حارة والميت خروف"، كما طافت مسيرة تحمل صور الرئيسين جمال عبد الناصر والسادات بين المتظاهرين، وارتفعت صور الفريق أول عبد الفتاح السيسى بين المتظاهرين باعتباره بطلا قوميا وكتب تحتها: " السادات عبر بمصر بعد نكسة 67 والسيسى عبر بمصر بعد نكسة 2012"، كما شارك أصحاب المحال التجارية وأصحاب العقارات فرحة المتظاهرين برش الماء البارد على متظاهرى الميدان، معتبرين أن ما حدث هو فرحة بالعيد الذى حل قبل رمضان. ورقص المتظاهرون بشارع طلعت حرب على كلمات "الشرعية" بصوت الدكتور محمد مرسى المقتبسة من خطابه الأخير مصاحبة بموسيقى شعبية، مرددين هتافات: "أفرح أفرح يا مبارك محمد مرسى هيبقى جارك". وننتقل بالمشهد من ميدان التحرير إلى ماسبيرو فى صورة مكررة من ثورة 25 يناير على مبارك، حيث شارك أفراد القوات المسلحة فرحة المتظاهرين برحيل مرسى والتقطوا معهم الصور التذكارية وحملوا الأطفال على أكتافهم فى مشهد يعيد إلى الأذهان ثورة 25 يناير. وشاركت الشرطة فى الفرحة برقص أفراد الأمن المركزى مع المتظاهرين بوسط الشارع واحتضنهم الثوار، مرددين: "شرطة وشعب وجيش أيد واحدة".. "الشرطة والجيش أسقطوا النظام"، فيما اصطف أفراد الجيش والشرطة مع الشعب صفاً واحداً على الرصيف بمنتصف طريق الكورنيش أمام ماسبيرو معبرين عن أن هذا نسيج الشعب المصرى المتكامل الذى فرقته جماعة الأخوان أثناء فترة حكمها. ورفع المواطنون أعلام مصر وصور الفريق السيسى على السيارات بطريق الكورنيش وهتفوا على وقع أصوات الكلاكسات ما تسبب فى تزاحم المتظاهرين الذين بلغوا مبنى وزارة الخارجية. شاهد بالصور: