شارك عشرات الآلاف من محبي آل البيت والمريدين وأتباع الصوفية يوم الثلاثاء في الاحتفال بالليلة الختامية لمولد الإمام الحسين رضي الله عنه يوم الثلاثاء، والذين توافدوا من كل صوب وحد من قرى ونجوع الصعيد والوجه البحري قبلها بأكثر من أسبوع، حيث امتلأ بهم ميدان المشهد الحسيني وحارات منطقة الجمالية وشارع الأزهر في الليلة الختامية لمولد حفيد الرسول عليه الصلاة والسلام. وأقيم الاحتفال السنوي وسط تواجد أمني مكثف من جانب قوات الأمن، وفي ظل إجراءات مشددة شملت إخضاع الزائرين للتفتيش لكل من يحمل حقيبة أو حتى كيسًا بلاستيكيًا به مأكولات، خشية حدوث أية عمليات "إرهابية" في المنطق استغلالاً للحضور الحاشد بالمنطقة التي شهدت من قبل تفجيرات في 22 فبراير 2009 أسفرت عن مقتل سائحة فرنسية، وإصابة 25 سائحًا بينهم 14 فرنسيا. وفي الوقت الذي شهدت فيه الاحتفالات حضورًا شعبيًا كبيرًا في إحياء مولد الإمام الحسين امتد من أمام مسجد الشيخ صالح الجعفري بمنطقة الدّراسة وحتى بداية شارع الأزهر ومنطقة العتبة، كانت الاحتفالات الرسمية متواضعة للغاية واقتصرت على أمسية داخل المسجد عقب صلاة العشاء وقام مندوب الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف الشيخ فؤاد عبد العظيم بإلقاء كلمة. وكان أبرز الغائبين عن الاحتفال الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية الذي لم يظهر داخل المسجد أو في سرادقات الطرق الصوفية، كما لم يقم أي من مشايخ الصوفية بإلقاء كلمة في الاحتفال الرسمي، وهو ما أثار علامات استفهام كبيرة خاصة وأن مولد الحسين هو أول مناسبة دينية بعد صدور القرار الجمهوري بتعيين القصبي شيخا لمشايخ الطرق الصوفية. وكانت المرة الأولى التي يتجول فيها السيد الشريف نقيب الأشراف على السرادقات دون أن يكون بصحبته صديقه ورفيقه في السياسة والتصوف الشيخ القصبي، وقد فسر غيابه بأنه كان موجودًا، وذهب في الصباح إلى القصر الجمهوري بصحبة عدد من المشايخ لتقديم الشكر للرئيس حسني مبارك على قراره بتعيين شيخ المشايخ وسجلوا شكرهم في سجل التشريفات، وأن غيابه جاء نتيجة تعرضه لإرهاق شديد بسبب الجهد الذي قام به منذ صدور القرار الجمهوري يوم السبت. وأعرب الشريف عن أمله في أن تنتهي الخلافات داخل البيت الصوفي، ووجه الدعوة للسلفيين وغيرهم من الفصائل الإسلامية من أجل إنهاء الخلافات والتوحد تحت راية الإسلام لصد الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الفلسطينيون والمقدسات في فلسطين وعلى رأسها المسجد الأقصى. وقال إن أحفاد ومحبي الإمام الحسين ينتهزون مناسبة الاحتفال بمولده ليقدموا التهنئة للرئيس مبارك على شفائه وعودته سالما ويدعون له في هذه الرحاب الطاهرة بأن ينعم الله عليه بنعمة الصحة والعافية، مؤكدا أن ما ننعم به الآن من أمن وأمان واستقرار يرجع للقيادة الحكيمة والرشيدة للرئيس مبارك. وقد امتدت الاحتفالات في الليلة الكبيرة لمولد الإمام الحسين حتى أداء صلاة الفجر صباح الأربعاء حيث استمرت حلقات الذكر والإنشاد والمدائح النبوية داخل السرادقات والمسجد الحسيني.