الكلام الذي قاله أحمد أبو الغيط وزير الخارجية تعليقا على ما حدث لمجموعة من المواطنين المصريين العاملين في الكويت ، من مؤيدي الدكتور محمد البرادعي هو من النوع الفضائحي الفاجر ، بل هو عار يلحق بأي مسؤول مصري أيا كانت درجته ، أبو الغيط قال في حواره للصحافة الكويتية تعليقا على طرد مواطنيه من هناك : (لا شأن لنا بما يقوم به مصري في الخارج ، إلا إذا خالف القانون في الدولة التي يقيم بها).ورفض أبو الغيط التعليق على الواقعة ، مضيفا (لست على اطلاع بهذا الأمر ولم يطرح عليَّ الموضوع أصلا) ، والحقيقة أن الرجل غير أمين مع الحقيقة في ذلك وليس صادقا فيما قاله بالتأكيد ، لأنه في نفس الحوار قال بعد قليل (على كل دولة أن تنظر في تأثيرات هذه الأمور على علاقاتها مع مصر واعتقد أن غالبية الدول تراعي هذا) وهذا تهديد واضح بأن مثل هذه الاجتماعات المعارضة تضر بعلاقات الدولة بمصر ، فكونه يقول أنه لا شأن لنا هو تلاعب بالكلام ومجافاة للأمانة والصدق ، والمدهش أن ما اهتم به أبو الغيط هو مصالح سلطته وسيده وكأن هؤلاء المواطنين ليسوا مصريين ولا تعني شؤونهم وحقوقهم ومصالحهم وأوضاعهم مصر ووزراءها ، واضح أن ما حدث في الكويت حدث بعد اتصالات وضغوط من القاهرة ، هذا ما لا شك فيه ، ولكني سأفترض صحة كلام وزير الخارجية المصري وأنه لا يعلم وأن حكومته لم تتصل ولم تضغط ، ألا يشعر وزير خارجة دولة بالخجل والعار وهو يتكلم عن رعايا دولته في الخارج وكأنهم رعايا حكومة معادية أو من بلاد الواق واق ، لا يخصه أمرهم ولا يعنيه شأنهم ، سأفترض أنك لا تعنيك مواقفهم السياسية المعارضة لأسيادك ، سأفترض ، ولكن ألا يشعر وزير خارجية مصر بالعار وهو يرى أبناء وطنه يستباحون في دولة أخرى ويتم طردهم من أعمالهم وترحيلهم إلى بلادهم وما يتسبب فيه ذلك من أضرار فادحة لهم وأسرهم ثم يقول أن الأمر لا يعنيني ، فما هي وظيفتك إذن يا معالي الوزير ، ما هي قيمتك في حكومة مصر إذا كان لا يعنيك ولا يخصك مصالح شعبك ومواطنيك الذين تتعيش أنت وأمثالك من خيرهم الذي يحولونه إلى الوطن كل عام بالمليارات ، ألا تشعر بالعار يا وزير خارجية مصر وأنت تبدي هذه الشماتة غير الأخلاقية تجاه مواطنيك الذين تم تشريدهم في إحدى الدول لأنهم قالوا : لا ، لرئيسك ، وأيدوا أحد معارضيه ، هل إذا كانت هذه التجمعات التي شهدتها الكويت أو الدوحة أو غيرها قد قامت من أجل "الهتاف" الرخيص للرئيس مبارك ، كما فعل البعض قبل ذلك في عواصم عربية عديدة أيام انتخابات الرئاسة ، وإذا حدث وتم ترحيل هؤلاء المحتشدين تأييدا للرئيس مبارك لأنهم تظاهروا أو مارسوا نشاطا سياسيا لا تسمح به القواعد المرعية في تلك البلاد ، هل كنت ستصمت يا وزير الفضائح ، أنا لا أستوعب أبدا هذا الكلام غير المسؤول وغير اللائق الذي تكلم به أحمد أبو الغيط عن مأساة عشرات المصريين العاملين في الكويت ، لا أتصور أبدا أن وزير خارجية يتحدث عن قطاع من مواطنيه في الخارج كأنهم أعداء أو خصوم لا يعنيه شأنهم أو أنه من غير المناسب ديبلوماسيا أن يتدخل في شؤونهم ، كأنهم رعايا دولة الكويت ، أو أنه يرى من غير اللائق أن يخاطب الجهات الرسمية في الدولة التي أضيروا فيها بخصوص مصالحهم ورعايتها وأن يطلب من سفارته وديبلوماسييه أن لا يناموا حتى يحتووا أي مشكلة ويدافعوا عن مصالح المصريين هناك ، لم يفعل الوزير الهمام لأنهم لا يخصونه ولا يهمه أمرهم ، والواضح أن التواطؤ مؤسسي بين الوزارات المختلفة في مصر ، الحكومة بكاملها تواطأت ، وواضح أن التوجيهات كانت أعلى من الحكومة بكل وزرائها ، لأن أحدا من المسؤولين أو الوزراء المختصين بالمسألة لم يفكر حتى أن يطلق بيانا أو تصريحا صحفيا يطالب بحماية مصالح رعايا مصر هناك أو يطلب وقف الإجراءات العنيفة بحقهم ، حتى الوزارة المعنية بالقوى العاملة والهجرة ، خرست ، وقطع لسانها ، كان واضحا أن الجميع يتواطؤ على "العار" وأن التنسيق في التنكيل بالمصريين المؤيدين للبرادعي في الكويت كان على أعلى مستوى ، بئست هذه حكومة وبئس هذا وزير . [email protected]