كشفت مصادر مؤسسة الاهرام عن أن الانتقادات الشديدة التي وجهها الدكتور عمرو عبد السميع فى مقاله المنشور أول أمس في جريدة روزاليوسف لكل من الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس تحرير السياسة الدولية والدكتورة هالة مصطفى رئيس تحرير الديمقراطية يعود إلى سعي عبد السميع إلى تصفية الحسابات مع حرب ومصطفى اللذين مارسا ضغوطا شديدة على جهات في الدولة لمنعه من رئاسة تحرير الأهرام وإهدائها إلى خصمه اللدود أسامة سرايا. كما لم تستبعد المصادر أن يكون الصراع بين أسامة الغزالي حرب وعبد السميع جزءا من الصراع داخل مؤسسات الدولة خصوصا أن حرب وهالة مصطفى كانا قد وجها انتقادات لاذعة للأجهزة الأمنية في مصر واتهماها بالسيطرة على الساحة السياسية وعرقلة الإصلاح. ورجحت المصادر أن تكون هذه الانتقادات قد جاءت بتوجيهات من الأجهزة الأمنية خصوصا أن عبد السميع يحاول منذ مدة توثيق صلاته بالأجهزة الأمنية لعلها تحقق حلمه بالوصول إلى رئاسة تحرير الأهرام أو إبعاد سرايا لصالح أي من أنصاره في ظل حالة التوترالتي تحكم علاقة سرايا بالجهات الأمنية في الفترة الأخيرة لافساحه مساحات فى الصحيفة لمقربين من جماعة الإخوان وكتاب معروفين بمعارضتهم للنظام. وأشارت المصادر إلى تزايد احتمالات اشتعال الصراع بين عبد السميع وحرب في المرحلة القادمة حيث سيواصل عبد السميع مساعيه لتعرية حرب واستعداء جهات في الدولة عليه في إطار سعيه للتقرب إلي السلطة والحصول على منصب رفيع كما يتردد حاليا وهو ما لم يصمت عليه حرب الذي يمكن أن يلجأ إلى ملفات عبد السميع القديمة خصوصا في مكتب الأهرام بواشنطن الذي أبعد عنه عبد السميع لأسباب مشينة كما يزعم الكثيرون. وكانت "المصريون" قد انفردت أمس بخبر ترشيح عمرو عبد السميع لرئاسة الهيئة العامة للاستعلامات بعد أن رشحت مصر السفير ناصر كامل رئيس الهيئة الحالي للعمل سفيرا لمصر في العاصمة الفرنسية باريس في ظل توجيه انتقادات حادة لعمل وأداء السفير الحالي لمصر في فرنسا حاتم سيف النصر خاصة وانه لا يجيد الفرنسية التي تعد شرطا أساسيا للعمل الدبلوماسي. على صعيد اخر تسود حالة من التوتر داخل جريدة الأهرام أثر تنامي ظاهرة المنشورات السرية داخل المؤسسة بالاضافة الى اتساع حملة التوقيعات للمطالبة بإقالة سعيد ماهر مدير الشئون الإدارية بالمؤسسة لتخطيه سن المعاش منذ سنوات. حيث طالبت المنشورات بضرورة إقالته وإبعاده عن منصبه واتهامه أنه حول الشئون الإدارية إلى عزبة خاصة ناهيك عن معاملته السيئة للصحفيين والنظر إليهم كأنهم مواطنون من الدرجة الثالثة بحسب المنشورات . كما انتشرت منشورات سرية داخل المؤسسة تطالب بإجراء تحقيق مع إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام السابق حول المخالفات المنسوبة إليه طوال الثلاثين سنة الماضية واسترداد أموال المؤسسة ومستحقاتها لدى نافع والعديد من رموز إدارة الإعلانات خلال عهده متهمة الإدارة الحالية بالتقصير في محاسبة نافع والتسبب في إهدار أموال المؤسسة. ولم تتوقف المنشورات عند هذا الحد بل اتهم منشور سري صلاح الغمري رئيس مجلس الإدارة الحالى بالصمت حيال استمرار حصول العديد من كبار العاملين بإدارة الإعلانات على عمولات بالملايين كما كان يحدث في السابق مع استمرار حصول الأغلبية الساحقة من الصحفيين والإداريين على مرتبات ضعيفة لا تقارن بهذه المبالغ الخرافية. وهددت المنشورات بتقديم شكاوى إلى جهات سيادية إذا استمرت هذه المخالفات في الأهرام منبهة إلى احتمالات اللجوء إلى سلاح الاعتصام أو الإضراب كسبيل للضغط على الإدارة لوقف هذه المهازل.