تظاهر المئات من العاملين بشركة الغزل والنسيج بدمياط أمس، بعد أن رفضوا الدخول إلى الورش وممارسة العمل، احتجاجًا على إهمال وتسيب مجلس إدارة المصنع، الذي طالبوا بإقالة رئيسه فؤاد عبد العليم حسان. وردد العمال هتافات "شيلوا فؤاد حسان، عايزين المحافظ "، وعلى الفور انتقل رجال الأمن إلى مقر شركة الغزل، لكنهم لم يدخلوا في احتكاكات مع المتظاهرين، في الوقت الذي قامت بعض القيادات الأمنية بالتدخل بالحوار مع المتظاهرين لإقناعهم بفض التظاهر والعمل على حل مطالبهم ومشاكلهم. وقد انفجر بركان الغضب للعاملين على أثر الحادث المشئوم الذي وقع صباح الخميس والذي راح ضحيته 22 شخصًا وإصابة مثلهم بينهم أطفال ورضع وسيدات بسبب الإهمال المتراكم لسيارات الشركة المتهالكة، وتجاهل الإدارة لمطالب العاملين، الأمر الذي أدي إلى وضع متردي للشركة التي يقدر حجم خسائرها بالملايين سنويا من دون تصحيح أوضاع العاملين بالشركة. وقد تمكنت "المصريون" من التسلل بين العاملين المتظاهرين الذين تحدثوا لها بمرارة وأسى عن ظروفهم في العمل بالمصنع، وطالبوا الجهات المعنية بالعمل على تحسين أحوالهم. ويقول أيمن محمد عبد الباسط رئيس قسم بالشركة: جاء الوقت لكي يعلو صوتنا ونبوح بمطالبنا بعد أن وصل الوضع إلى أسوء ما يمكن حتى قتلتا سيارات الشركة بسبب الإهمال وراح بينا 22 عاملاً وعاملة من الأبرياء في حادث أتوبيس الموت وما زلنا ننتظر دورنا يوميا على يد سيارات الشركة المتهالكة ويجب أن يقوم الوزير فورا بإقالة رئيس الشركة ومجلس الإدارة بعد أن أصبح العاملين بالشركة في وضع يرثي له. في حين يصرخ أيمن محمد على موظف بالشركة من معاناته هو وزملائه، مخاطبًا المسئولين: "حرام عليكم أحنا مش لاقين لقمة العيش ولا مرتبات تكفي وحوافز وإضافي بالملاليم، متسائلا: لماذا لا يتم إصلاح العربات التي يصرف عليها الملايين وتكتب في الميزانية سنويا على الورق "الفلوس دي بتروح فين؟". ويقسم السيد بلال أن العشرات يموتون بسبب سوء الخدمة الصحية بل وعلى الأصح انعدامها حتى أن الدواء يصرف من مستشفي الشركة أسبرين وبرشام راكدة في الصيدليات لا يصلح سوي للصداع حتى أن الطفلة التي أصيبت في الحادث لم يستطيع أهلها عمل أشعة وقمنا بتجميع المبلغ المطلوب من جيوب الموظفين الغلابة. وقد كشف السيد إبراهيم متولي موظف العربات بأن سيارات الشركة لا توجد بها فرامل والسقف ينقع في الشتاء علينا والحمولة زائدة والعربات واحدة فقط حيث يتم وضع الكاوتش علي الباب الخلفي المغلق. وتساءل: لماذا تصر الإدارة على عدم الصيانة للعربات وتركيب قطع الغيار بدلاً من الأجزاء المتهالكة حتى أننا أصبحا نقرأ الفاتحة على أرواحنا يوميًا خوفا من ألا نعود لأولادنا بسبب الشركة، وطالب بإعطاء العمال بدل سفر يوميا بدلا من ركوب سيارات الموت. وأكد مسئول بالصيانة رفض ذكر اسمه خوفا من بطش الإدارة أن الصيانة التي تتم وهمية وليست سوي صيانة للهيكل فقط حتى وصل الأمر إلى أنه يتم ترميم سقف الأتوبيس برمل وزلط لإخفاء البرومة.