هالة مصطفى محمد، مدرسة رياض أطفال شابة، وأم لثلاثة أبناء، ليس ذلك فحسب بل هى كاتبة من كاتبات الطفل المتميزات، ربما كان لعملها مع الأطفال واحتكاكها بهم أثره الكبير في إثراء مخيلتها الإبداعية كانت الكتابة للطفل بالنسبة لها والدخول إلى عالمها السحري من خلال قراءة لعدد كبير من مجموعات أدب الطفل فى كل فروعه المختلفة فى القصة و الرواية و المسرحية و السيناريو مما دفعها لكتابة عدد من الأعمال التي نشرت ببعض المجلات المهمة المختصة بالطفل مثل علاء الدين وقطر الندى و روايات الهلال للأولاد و البنات. وعن بدايتها الحقيقية تؤكد هالة أنها كانت من خلال روايات الهلال للأولاد والبنات عندما دعا الكاتب محمد الشافعي رئيس تحرير السلسلة مجموعة من الكتاب المتميزين لعمل سلسلة عن تاريخ مصر الفرعوني وكان من بين الحضور الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف الذي تحمس للفكرة وترجم هذا الحماس بطريقة عملية من خلال كتابه الأول الذي افتتحت به السلسلة وهو مسرحية (مينا ..أمير الحياة ). وقد عرضت عليه أن أكتب عن أول إضراب فى التاريخ لنسف فكرة أن الشعب المصري أبدا لن يثور على حاكمه حتى وان بلغ الظلم الحلقوم ، فشجعني على أن أبدأ و وعدني أن يقدمه بنفسه إلى رئيس تحرير السلسلة ومن هنا جاءت روايتي الأولى (تى المؤامرة الكبرى) ، ويحسب للأستاذ محمد الشافعي أنه عمل على إثراء السلسلة بالكتاب الكبار أمثال عبد التواب يوسف ويعقوب الشارونى و على ماهر عيد و فريد معوض و أحمد زحام والدكتورة إيمان سند ونشأت المصري وبكرى عبد الحميد و أحمد أبو خنيجر و محمد رجب و عزة أنور و نوال مهني و غيرهم وفى نفس الوقت لم يتردد فى نشر أول عمل روائي لي دون أن يراني وأكد أن العمل الجيد هو من يفرض نفسه . وتحدثت هالة عن المرأة ومكانتها فى مصر القديمة قائلة: المرأة المعاصرة مظلومة تبحث عن حقوقها وتطالب بالحفاظ على ما اكتسبته من حقوق رافضة الرجوع إلى الماضي ، رغم أننا لو أمعنا النظر بالبحث عن كنوزنا القديمة لتمنت المرأة أن تعيش فى هذه العصور لذلك سيطرت على فكرة تقديم نماذج مشرفة مما يزخر بها تاريخنا الفرعوني لتكون القدوة للفتيات حتى يعلمن قوة وصلابة جدتهم الفرعونية فكانت الرواية الثانية (خنت كاوس –الهرم الرابع )و هى ملكة أخذت على عاتقها استكمال هرم أبيها الملك منقرع صاحب الهرم الثالث فى الجيزة بعد أن مات فجأة وحاربت من اجل ذلك أخاها وحاشيته الفاسدة دون أن تشعر بالضعف كونها امرأة بل زادها ذلك إصرارا لتبنى لنفسها هرما وتنقش اسمها بين الملوك فى شجرة عين شمس . وعن أول قاضية في التاريخ وهو ما دارت حوله أحدث رواياتها قالت: المرأة بطبيعتها عاطفية وحنون يتحكم فيها قلبها قبل عقلها كثيرا لكن لو كانت المرأة قاضية مدافعة عن العدالة ستنحى عاطفتها جانبا من أجل تحقيق العدالة وتحكم فقط بكتاب الأحكام وهذا من خلال نموذج نسائي مشرف ، فكانت رواية (نبت سيدة القضاء ) التي تعد أول قاضية فى التاريخ ، التاريخ الذي شهد محاكمة رئيس وزراء لأنه أخطأ واستغل نفوذه وهو الوزير (بيبى عنخ )ولنا أن نفخر بنظام القضاء القديم حيث تعددت المحاكم مثل محكمة السراة المسئولة عن عقود الملكية والوصايا والميراث ومحكمة الأشراف المختصة بمحاكمة الأشراف وأفراد الأسرة الحاكمة . وترى هالة أن المرأة مظلومة ووضعها سيء في المناهج الدراسية بشكل عام تحتاج إلى إعادة نظر وخاصة مادة الدراسات الاجتماعية التي ينفر منها الطالب مع أن من أهم أهدافها أن يشعر الطالب بالفخر بتاريخ بلده وقد يرجع السبب الرئيسي فى ذلك إلى طريقة كتابة المادة بشكل جامد يرغم الطالب على حفظ مجموعة من التواريخ والأشخاص ، لذلك لابد من إعادة كتابتها بطريقة مشوقة تثير لدى الطالب تساؤلات وتدفعه للبحث عن إجابة لها بطرق غير تقليدية . حيث تحمل مناهج التاريخ الكثير من الظلم للمرأة وتهميش دور الكثير منهن فعلى سبيل المثال يعرف الطلبة أن أحمس قاهر الهكسوس دون الإشارة إلى ثلاث نساء كن أصحاب الفضل فيما آل إليه إلا ما ندر عن أمه دون الإشارة إلى زوجته (أحمس نفرتارى وجدته تيتى شىرى التي ضربت مثال فى التضحية من أجل حرية الوطن وعزته ، فشجعت زوجها على الحرب وقدمت ابنها دون تردد للجهاد كذلك حفيدها الأول وحفيدها الثاني الذي أتى لها بالنصر وحقق حلمها فى عودة أرض الكنانة قطعة واحدة . وعن الصعوبة التي قد يلاقيها المبدع حينما يتناول شخصية تاريخية تؤكد هالة أن هناك اتجاهان فى الكتابة التاريخية فبعض الكتاب يرى أن الشخصية التاريخية أصبحت ملكا له يصبغ عليها آراءه الشخصية ومشاعره، ورأى آخر و أنا من أنصاره مؤداه أن العمل الإبداعي التاريخي يجب أن يكون موضوعي يقدم الشخصية بما لها وما عليها ومن حق الكاتب أن يبتكر عوالم وأشخاص جديدة دون مساس جوهر الشخصية سألتها.. ما شعرها حينما تشرع في الكتابة للطفل وبعد أن تنجز عملا له.. فلفتت أن الكتابة للطفل ممتعة لكنها في ذات الوقت صعبة وبحكم عملها كمعلمة تتعامل مع الأطفال وتعيش أحلامهم وتستفيد منهم فى الكتابة لهم ، فهم جيل رأى العالم كله من خلال شاشة الكمبيوتر والعالم الافتراضي ويحتاج من كاتب الأطفال إلى مجهود كبير لينتزعه دون أن يشعر بذلك العالم الافتراضي وينطلق به فى قاطرة الخيال اللا محدودة . وأحيانا يعود به إلى الواقع ليتفاعل مع عالمه .