سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الشرق الاوسط طارق الحميد يتوقع ان الاخبارة القادمة في المستقبل القريب من ايران ستكون سيئة وليست جيدة ، وعبد الباري عطوان يقارن بين شجاعة فياض وذرائع عباس ، والصحوة اليمنية تتحدث عن حماقة السياسية الأمريكية التي تتكرر في اليمن
في القدس العربي عبد الباري عطوان يقارن بين شجاعة' فياض و'ذرائع' عباس ، ويقول : المشهد الفلسطيني يحفل دائما بالمفارقات والمواقف الغريبة التي تستعصي على الفهم، ولكن الايام القليلة الماضية شهدت مسألتين رئيسيتين لا يمكن تجاهلهما: الاولى خطاب الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني امام مؤتمر هرتزيليا الاسرائيلي، والثانية توجه السلطة الفلسطينية في رام الله للقبول بالعرض الامريكي باجراء مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الاسرائيلي. الآراء اختلفت حول خطاب الدكتور فياض بين معارض، وهؤلاء هم الاغلبية، وبين مؤيد، وهم الاقلية، لكن اللافت ان بعض الآراء المؤيدة اشادت ب'شجاعة' الرجل وجرأته، واتفقت على وصف شمعون بيريس رئيس وزراء اسرائيل له بأنه 'بن غوريون فلسطين'. لا نعرف اين الشجاعة في ذهاب رئيس وزراء فلسطيني للحديث امام مؤتمر صهيوني، يبحث في القضايا الاستراتيجية الامنية التي تبحث كيفية استمرار اسرائيل قوية مستقرة ومتفوقة في محيطها العربي والاسلامي كقوة اقليمية نووية عظمى. الذين ايدوا الدكتور وخطوته تذرعوا بأنها كانت ضرورية لطرح وجهة النظر الفلسطينية امام هذا الحشد اليهودي المتميز، وهذا تبسيط ينطوي على الكثير من السذاجة، فهل الاسرائيليون، من امثال بيريس ونتنياهو، الذين حضروا المؤتمر، وتحدثوا من منبره، يجهلون وجهة النظر الفلسطينية، ويحتاجون الى الدكتور فياض لكي يعرّفهم بها؟ الم يتفاوضوا مع الفلسطينيين وسلطتهم لاكثر من سبعة عشر عاما، جرى خلالها مناقشة كل القضايا من الحدود واللاجئين والمياه والمستوطنات والقدسالمحتلة، فما هو الجديد الذي يمكن ان يضيفه خطاب الدكتور فياض الشجاع في هذا الخصوص؟ نحن امام محاولة التفاف خطيرة على الشرط الفلسطيني الذي وضعته السلطة ورئيسها للعودة الى مائدة المفاوضات، وهو شرط تجميد الاستيطان في القدس والضفة المحتلتين، فالدكتور فياض ذهب الى المؤتمر، والتقى نتنياهو وبيريس ومسؤولين آخرين، في وقت من المفترض ان تتوقف فيه المفاوضات واللقاءات السياسية مع الاسرائيليين. من الحياة جهاد الخازن يقول تقرير غولدستون لم يُطو جمعية الأمن المجتمعي، وهي جماعة يهودية بريطانية، أعلنت قبل يومين أن 2009 كانت أسوأ سنة في حوادث اللاسامية منذ تأسيس الجمعية سنة 1984 وبدء رصدها مثل هذه الحوادث. وأسرع رئيس الوزراء غوردون براون الى إدانة حوادث اللاسامية والدعوة الى مزيد من اليقظة لمواجهتها. الجمعية قالت ما نعرف جميعاً، فهي سجلت 924 حادثاً ضد اليهود السنة الماضية، ونسبت ذلك الى الغضب نتيجة لهجوم اسرائيل على قطاع غزة، فأكثر الحوادث وقع خلال القتال، وشمل اشارات الى اسرائيل وغزة. الرقم الجديد يزيد 50 في المئة على الرقم القياسي السابق الذي سُجّل سنة 2006، ونُسب الارتفاع في حينه الى حرب اسرائيل على لبنان. ما لم تقله الجمعية اليهودية هو أن اسرائيل أصبحت أول سبب وأهم سبب في العالم للاسامية ضد اليهود، وهي ارتكبت في قطاع غزة جرائم حرب من مستوى نازي، والنتيجة أن 13 اسرائيلياً قتلوا خلال تلك الحرب، أربعة منهم بنيران «صديقة» أي اسرائيلية، في مقابل 1400 فلسطيني، بينهم أكثر من 400 امرأة وطفل، فتكون نسبة القتل واحداً الى مئة، وهي نسبة نازية بامتياز، فقد كان النازيون إذا قتل لهم جندي يقتلون اليهود الذين يجدونهم بمثل هذه النسبة. والنتيجة كذلك أن القاضي ريتشارد غولدستون طلب في تقريره المشهور التحقيق في احتمال أن تكون اسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة. وهو طلب التحقيق مع حماس أيضاً، إلا أن كلامه عن حماس كان أخف كثيراً. وفي حين قاومت الحكومة الإسرائيلية أي تحقيق قضائي مستقل في التهم الموجهة اليها، فإن المدعي العام الإسرائيلي نفسه وقضاة اسرائيليين قالوا إن تجنب التحقيق المستقل خطأ. وكان أن اسرائيل أرسلت الى السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريراً في 40 صفحة عن سير الحرب، يشمل تحقيقات عسكرية فقط، أي أن المتهم بالجريمة حقق مع نفسه. والموضوع لم يحسم بعد حتى بعد أن أهمل بان كي مون دعوة الجمعية العامة الى الانعقاد في الخامس من هذا الشهر لاطلاعها على سير التحقيقات الإسرائيلية والفلسطينية في الحرب، ففي حين لا تزال الحكومة الإسرائيلية تأمل بطيّ الموضوع، فإن هذا يبدو مستحيلاً والتحقيق يقترح تحويل اسرائيل على محكمة جرائم الحرب الدولية إذا لم تنظم تحقيقاً مستقلاً وغير عسكري في الحرب. صحيفة الصحوة اليمنية تتحدث عن حماقة السياسة الامريكية التي تتكرر في اليمن قررت وزارة الدفاع الأميركية مضاعفة عدد أفراد قواتها العسكرية في اليمن، وقال مسؤول في "البنتاغون" لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن العدد ربما سيكون ضعف أو أضعاف المئتي عسكري أميركي الموجودين في اليمن حالياً، فضلاً عن زيادة عمليات الطائرات من دون طيار. زيادة أعداد الجنود الاميركيين في اليمن ليست كل شيء، فهناك منافسة مقلقة بين "البنتاغون"، والاستخبارات المركزية على إدارة هذه الحرب، إضافة الى محاولات وزارة الدفاع الأميركية الواضحة لإبعاد الاستخبارات اليمنية عن ميدان المواجهة. ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" خشية "البنتاغون" من أن سيطرة الاستخبارات المركزية الأميركية على العلميات الجوية ستكون سبباً في زيادة نسبة الضحايا المدنيين، على غرار ما حدث في باكستان، الأمر الذي ربما زاد من حساسية اليمنيين وشعوب المنطقة حيال هذا التدخل، وساهم في إضعاف موقف حكومة صنعاء، وربما أدى الى صراعات داخل أجهزة الحكومة اليمنية. في بداية الشهر الجاري قال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس في المؤتمر الصحافي اليومي في البيت الأبيض الاثنين، أن "الولاياتالمتحدة لن ترسل قوات أميركية إلى اليمن لمساعدته في محاربة تنظيم القاعدة". وكان الرئيس باراك أوباما أكد في تصريحات لمجلة "بيبل" الأميركية أن "مساعدة الولاياتالمتحدة للحكومة اليمنية ستقتصر على الدعم والمساعدات المادية وليس إرسال قوات أميركية إلى الأراضي اليمنية". لكن ما يجري الآن هو عكس هذا تماماً، فهناك إصرار أميركي على تدخل عسكري في اليمن. ومن الواضح أن الإدارة الأميركية لن تكتفي بتكرار أخطاء تدخلها في باكستانوأفغانستان والعراق، وهي في صدد معاودة صراعات أجهزتها على الأرض اليمنية، فهذا التنافس المحموم بين السياسيين والعسكريين على إدارة الحرب في اليمن يعني أن قرار التدخل حسم، والمسألة أصبحت من سيتولى إدارة المعركة، الاستخبارات أم وزارة الدفاع؟ تدرك واشنطن أن ظاهرة الإرهاب ضعفت أو توارت في الدول العربية التي تعاملت مع هذه الظاهرة بواسطة أجهزتها الأمنية، ومن دون تدخل أميركي، لكن يبدو أن الإدارة الأميركية مصرة على إبقاء هذه الظاهرة حية في المنطقة من خلال تدخلها العسكري المباشر. ولعل انتكاس الوضع الأمني في أفغانستان خير شاهد على حماقة هذه السياسة. والمؤسف أن واشنطن تستعد بحماسة لتكرار المأساة في اليمن. في الشرق الاوسط طارق الحميد يتوقع ان الاخبارة القادمة في المستقبل القريب من ايران ستكون سيئة وليست جيدة قد تبدو بعض التصريحات الغربية حيال التعامل مع إيران جيدة لطهران، إلا أنها ليست كذلك؛ فبعد إعلان أحمدي نجاد أن بلاده ستبدأ إنتاج وقود نووي مخصب لمستويات أعلى، قال الفرنسيون إنهم ليسوا متأكدين من إمكانية فرض عقوبات دولية على إيران بسبب الصين غير المتعاونة، بينما قال وزير الدفاع الأميركي بأن «السبيل الوحيد الباقي أمامنا في هذه المرحلة، وكما يبدو لي، هو وسيلة الضغط لكن هذا يتطلب أن يعمل المجتمع الدولي كله معا» للتعامل مع طهران. تصريحات تبدو للوهلة الأولى نجاحاً إيرانياً لدى التعامل مع الغرب، خصوصاً أن إيران اعتمدت، وكما قال وزير الخارجية الألماني، على «المراوغة والحيل. لقد لعبت لكسب الوقت» وذلك لضرب أي محاولة لتوحيد صفوف المجتمع الدولي ضدها، لكن هل هذه أخبار جيدة للإيرانيين، أو يمكن وصف ذلك بالنجاح؟ لا أعتقد! فإذا كان الإيرانيون، وكما قال عنهم مسؤول تركي بأنهم «اخترعوا الشطرنج.. لا توجد طرق مختصرة معهم»، فالخبر السيئ هنا لإيران أن هذا يعني أن إمكانية أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية إلى طهران قاد بات أمراً قائماً أكبر من أي وقت مضى. فمجرد أن يعلن الغرب، سواء أوروبا أو أميركا، بأن طرق التفاوض قد باتت مسدودة مع إيران، فحينها ستكون فرصة سانحة لإسرائيل لإقناع الغرب بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، خصوصاً أن الإيرانيين نجحوا في تفريغ الوقت المحدد لهم من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما، مما جعل هذا الأمر من نقاط الضعف التي يهاجم بها الجمهوريون أوباما في واشنطن، وأبسط دليل على ذلك الهجمة الإعلامية التي تقوم بها الآن سارة بالن ضد أوباما، خصوصاً عندما قالت «نحن بحاجة إلى قائد للقوات المسلحة، وليس إلى أستاذ قانون يلقي المحاضرات». ولذا نقول إن ما يبدو على أنه أخبار جيدة لإيران، في الحقيقة ينطوي على خبر سيئ وهو أنها باتت معرضة أكثر من أي وقت مضى لضربة عسكرية من قبل إسرائيل، خصوصاً أن النظام الإيراني في ورطة حقيقية بالداخل، فتنازل طهران عن حقها النووي سيجعلها في مواجهة عنيفة مع المعارضة التي باتت تتغلغل في الشارع الإيراني، حيث سيكون السؤال وقتها: عَلامَ أضاع الملالي الوقت، وعرّضوا اقتصاد البلاد للمخاطر؟ وهو ملف تلعبه المعارضة الإيرانية بكل ذكاء. أما في حال وقعت المواجهة العسكرية، وخرج النظام بإصابات مفصلية حقيقية، وهو المتوقع، فحينها سيكون الملالي في ورطة أيضاً أمام الغضب الداخلي المتنامي، ولذا فان نظام إيران في ورطة، كما أسلفنا، لأنه يحرص أكثر على عدم انهيار مشروعيته الداخلية، وإن وصل الأمر إلى مواجهة عسكرية، فالانهيار الداخلي يعني نهاية حكم الملالي، بينما الخسارة أمام ضربة عسكرية خارجية قد تمنح النظام الفرصة لقمع المعارضة بكل عنف باسم الدفاع عن الوطن أمام «الخونة»، ولكن يبقى السؤال هنا هو: هل يستطيع النظام الإيراني حينها الصمود؟ لذا نقول إن الأخبار الجيدة لإيران تنطوي كثيراً على أخبار سيئة.