كلما خرجنا من كارثة دخلنا في أخري ، أسوأ شئ أن تمل من كل شئ حولك ، من الدنيا و العيشة واللي عايشنها ، أينما تلفت فثمة ما يقهرك ، رغم أنني لست من المتشائمين علي الإطلاق ، ورغم أنني أعرف قدر هذا البلد جيداً ، وأنه سيأتي يوم ويتغير ذلك الوجه القبيح الذي نراه في كل ما حولنا ، لكن امتي الوقت ده الله أعلم ، وإلي يأتي هذا اليوم فليس لدينا سوي الأحلام ، طب ليه ما نحلمش هي الأحلام بفلوس ،خلينا نحلم ما احنا لو بطلنا نحلم لا قدر الله نموت ، لذلك تفاءلوا رغم كل الموجود حولكم أدعوكم للتفاؤل ، حتى لو كانت حياتنا تسير بمعدل طبيعي جداً و متسارع من كارثة إلي كارثة ، حاجة تفرح بسم الله ما شاء الله ، يحسدنا عليها العدو قبل الحبيب ، وكارثة مستشفي الشاطبي لن تكون الأخيرة ، ولماذا تكون الأخيرة ، ونحن نغرق في بحور الإهمال واللامبالاة والفساد الذي كتم علي مراوحنا وسد أنوفنا وأصابنا بزكام مزمن ، والتحقيقات الأولية في الحادث تفيد أن سبب الحريق انفجار لمبة خاصة بجهاز التدفئة وأن الوحدة يوجد بها جهاز واحد لتدفئة جميع الحضانات ويوجد بها عدد كبير من الأطفال، كما تشير التحقيقات الي غياب الصيانة وعدم تحديث الأجهزة وان الوحدة نشب بها حريق منذ حوالي شهرين ولقي فيها طفلان مصرعهما ، والغلطة غلطة من انجبوهم ، وفي مستشفي الإهمال اودعوهم ، ليتهم سمعوا كلام صلاح جاهين لما قال : لو فيه سلام في الأرض وطمان و أمن لو كان مفيش و لا فقر و لا خوف و جبن لو يملك الإنسان مصير كل شئ أنا كنت أجيب للدنيا ميت ألف ابن وعجبي ما علينا ، خلينا في موضوعنا ، و خدوا الموضوع ببساطة ، الأمر أبسط من كدة ، والمسألة لا تعد كارثة في نظر الحكومة ولا المسئولين ، طبعاً لأن موت كام طفل ليست كارثة بالقياس لكوارث التسونامي وإعصار كاترينا وزلزال أندونسيا ، وقتلي الحرب العالمية الأولي والتانية ، وحرب داحس والغبراء وحرب البسوس وحرب أحمس مع الهكسوس ، كفاكم تضخيماً للأمور هي المعارضة "الوحشة الشريرة " أم لسان طويل هي السبب ، إن مثل هذه الحوادث العارضة ح تيجي إيه جنب البلاوي العالمية التي تمتلئ بها كتب التاريخ والجغرافيا والتفاضل ، إنها فقط مجرد قتل خطأ ، غير مقصود يعني ، أصل إحنا في بلدنا بتتعامل بالنية ، ويكفينا النوايا الطيبة حتي لو كانت الأساليب قذرة وحقيرة مش مهم ، المهم أن الحكومة نيتها سليمة ناحية الناس وتصريحاتها دايماً في المضمون ، وبعدين ايه المشكلة لما كام طفل يموتوا من كام وسبعين مليون نسبة وتناسب ،ويعني هما كانوا ح يعيشوا يعملوا إيه ؟ ، ما هي الكوارث الطبيعية في العالم كله بتحصد ملايين الأرواح في العالم كله ، إيه المانع لما مرة نخترع حاجة تكون صناعة مصرية نتخصص فيها وننفرد بها ، وتكون عندنا عرض أول وانفراد ومش ح تقدر تغمض عينيك ، وخصوصاً إن الكوارث المستوردة لم تؤدي الغرض المنوطة به - حلوة المنوطة دي - فلا الأسمدة المسرطنة نفعت ولا اللحوم المنتهية صلاحيتها أدت الغرض ، ولا أنفلونزا الطيور جابت نتيجة ، ولا أي حاجة أثرت في الشعب اللي مش عاوز يتهد ده ، فالكوارث اختراع مصري مائة في المائة ، والتقارير سابقة التجهيز موجودة ، قتل خطأ وخطأ غير مقصود واسألوا كل الكوارث المسبقة ، من قطار كفر الدوار وقطار الصعيد ومسرح بني سويف والعبارة ، كلها قتل خطأ ، وكلها أمور بسيطة لا تستوجب أن نتوقف طويلاً أمامها ، وليه نتوقف وهي لن تكون آخر الكوارث ، فطول ما انت عايش هناك الجيد دائماً في بلد فسد كل شئ فيه ، بلد حكومته ترفع شعار" الكوارث علينا حق " ، لكن دايماً يبقي الأمل وهو الإنسان مننا إيه غير أمل ، حتي لو كل حاجة حواليك بتصرخ وتقول مفيش أمل ، خلي عندك أمل ، ومتع شبابك بالأمل ،و الدنيا إيه من غير أمل عيش بالأمل ، مع الاعتذار للراحلة القديرة هدي سلطان [email protected]