فى عام 1850 ثارت القاهرة على واليها العثمانى خورشيد باشا وقاد الزعيم الشعبى عمر مكرم هذه الثورة حتى تمكن ومعه كبار الأعيان والتجار وعامة الشعب من فرض محمد على واليا على مصر ورغم اننى كنت دائم التساؤل لماذا لم يصبح عمر مكرم نفسه واليا على مصر طالما أنه هو الذى قاد الثورة كما انه مصرى فى الاساس ؟ الا ان انجازات محمد على الاستثنائية فى التاريخ المصرى الحديث جعلتنى انحى هذا السؤال جانبا ولا احاول ان ابحث له عن اجابة وان كانت الاجابة كما اعتقد انه كان مصريا فى الاساس ومن الصعب ان يحكم مصر واحدا من ابنائها فى هذا التوقيت الاهم فى قصة عمر مكرم ان المبادرة هذه المرة كانت من الشعب ولم يكن التغيير من قبل الحاكم او منة منه وكانت الاستجابة سريعة ايضا ومباشرة من الوالى العثمانى بتغيير خورشيد باشا وتعيين محمد على نزولا على ارادة الشعب المصرى لا اعلم لماذا تذكرت هذا النموذج من التغيير الشعبى السلمى وانا ارى المشهد السياسى المصرى الحالى مع فروقات عديدة اولها ان من يحكمنا الان مصرى ولم يعد هناك باب عالى – كما اعتقد- كما ان هناك حالة زهد وتعفف ممن يكونوا قادرين للتصدى لحكم مصر فى هذه المرحلة التى قد لاتحتاج زعيما بقدر ما تحتاج موظف كبير قادر على الادارة ينقل مصر من مرحلة الزعامة والحكمة والكاريزما الى مرحلة الرئيس المواطن الذى قد نراه يتجول بسيارتة ويجلس فى الكافيهات مع اسرته يتمتع بحياته بعد ان امضى فترة رئاستة اى يصبح لدينا ما يطلق علية (فى اوربا والدول المتقدمة )الرئيس السابق لاننا وللاسف لا نعترف الا بالرئيس الراحل لذلك ازعجنى اعلان البرادعى انة لن يرشح نفسه فى الانتخابات الرئاسية كما ازعجنى ايضا تصريح احمد زويل بانة لن يدخل السباق الرئاسي وازعجنى عدم استقرار عمرو موسى على قرار لكن وفى المقابل ابهجنى التحرك الشعبى من المواطنين فى الشارع الذين نفضوا عن انفسهم غبار الاستسلام للامر الواقع وخرجوا يعبروا عن رايهم بشكل فعلى فقد تحمس البعض لمنح توكيلات لمحمد البرادعى لتغيير الدستور وتحمس البعض الاخر لعمل توكيلات لعمرو موسى وبدأت حالة من الحراك السياسي السلمى على غرار طريقة عمر مكرم المحصلة النهائية ان الشعب قد تحرك واذا كانت الحركة من خلال مجموعة من الاشخاص لا يستطيعون ان يطرحوا انفسهم بدائل للنظام الحالى - كما فعل عمر مكرم من قبل - فعلى الاقل بامكانهم دعم مرشح ما اوتكرار تجربة شبيهة لتجربة محمد على مع الفارق ان البحث الان جارى عن محمد على لكن مصرى فهل يمكن ان نجد نفس التركيبة التى جمعت محمد على بعمر مكرم من قبل ؟ لا اريدها تجربة مستنسخة لاننى لا اريد ديكتناتورية محمد على بل ابحث عن نموذج محمد على فى الادارة لدينا الان شعب متحرك يبحث عن التغيير و عن شخص يقف خلفه ويدعمه حتى يصبح موظفا بدرجة رئيس ويجب على الشخص المطلوب ان ينزل الشارع مع الشعب وان يقف فى نفس الخندق وفى نفس الظروف والا ينتظر ان تتحسن الرؤية والظروف ليطرح نفسة حاكما ان المعركة الرئاسية القادمة سيتم انتزاعها بشق الانفس ولن تكون ابدا سهلة او ميسورة حتى على الرئيس مبارك نفسة لو قرر بالفعل نزول الانتخابات مرة اخرى ادعوا معى ان يرزقنا اللة بمحمد على ( بس) على الطريقة المصرية .