كان مصطفى كامل ومحمد فريد يكرهان سعد زغلول، وقد عبر محمد فريد بصراحة فى مذكراته عن هذا الأمر، لكنهما لم يتوانيا لحظة واحدة فى مساعدة سعد زغلول أو تقديمه عليهما لخدمة الوطن . كان مصطفى كامل ومحمد فريد يريان مصر فوق الجميع، تسمو وتفضل أمام كل الخيارات فهل يتعظ أولئك الحمقى بتاريخ الوطنيين المصريين ويدركون أن مصر أكبر من كرسى أو موقع يصعدون عليه على حساب الشعب المصرى ؟! حين سافر مصطفى كامل إلى انجلترا ليعرض قضية بلاده استهجن من الانجليز تعاملهم مع الأتراك فيما يخص استقلال مصر، فكان رد الانجليز بعدم وجود من هو أهل للحكم فى مصر، وعلى الرغم من الخلاف العميق بين مصطفى كامل وسعد زغلول إلا أن مصطفى كامل قال لهم يوجد من هو أهل للحكم مثل محمد فريد وسعد زغلول، بل إن محمد فريد قام بترشيح سعد زغلول ليتولى رئاسة الحزب الوطنى أثناء هروب فريد إلى أوروبا، وذلك لجمع الحزب وعدم تفتيته . إن مدرسة الوطنية المصرية لا تخلو من دروس وعبر يستطيع أن يحذوها الذين لا هم لهم سوى " الشتيمة " والهجوم على القامات الكبيرة والمحترمة، ليس السبب سوى أن هذه القامات تسعى لأخذ موقف حقيقى تجاه ومع هذا الشعب الذى يحاول أن يفيق من ثباته ويتحرك مطالباً بحريته .. مطالباً ببعض من الديمقراطية، بعضهم يكره النظام ويتعاطف مع الإخوان لأجل هذا السبب، بعضهم يكره الاخوان ويتعاطف مع النظام لهذا السبب، وبعضهم " الألعن " يدور فى المكان الذى تدور فيه مصلحته الشخصية ومآربه الخاصة وأغراضه الدنيئة، ليس مهماً على الإطلاق مصلحة الشعب المصرى، المهم مصلحته الشخصية .. فقط مصلحته الشخصية . بكم تبيع هذا الوطن الذى يسكن فى الأحداق وينام كل ليلة فى أهدابنا ..؟! لماذا لا تلتفت إلى أسماء باعت كل شىء لأجل عيون الوطن فخلدها التاريخ بين عيون صفحاته، أم ترى أن الإنضمام لباطن التاريخ هو انضمام لفئة الحفريات ؟ هل ترى أن عمر مكرم ومصطفى كامل وأحمد عرابى ومحمد فريد وسعد زغلول ومكرم عبيد ورفاعة الطهطاوى والعقاد وويصا واصف وسينوت حنا وعلى عبد الرازق وأحمد بهاء الدين وإحسان عبد القدوس وخالد محمد خالد وصلاح جاهين ونجيب محفوظ من الحفريات ..؟! أنظر إلى موقعك منهم وماذا فعلت لأجل هذا الوطن وماذا فعلوا لتعرف أين تكون الآن، وما الذى وصلت إليه ؟! إنه التاريخ الذى لا يرحم، والوطن الذى لا يسامح ابناً خرج من رحمه ثم أصبح عاقاً وكافراً به، إنه الحلم المتبقى لهذا الشعب فلا تبيعه فى سوق نخاسة رخيصة، لأنه لم يتبقى لهذا الشعب سوى أن يحلم .. أرجوك لا تصادر أحلامه [email protected]