فى ظل تصاعد أحداث العنف الطائفى فى الآونة الأخيرة والتى بدأت باشتباكات (الخصوص) وقد لا تنتهى بأحداث كاتدرائية العباسية، ومع استمرار الحملات الإعلامية التى تهاجم الإسلاميين مُحملة إياهم انتشار ثقافة الطائفية وعدم قبول الآخر وتتهم المسلمين بالتعصب والجهل والرغبة فى التعدى على المسيحيين، ومع تصاعد حفلات النواح التى يقيمها كهنة فضائيات الفلول بكاءً على المسيحيين المضطهدين المنزهين عن كل خطيئة والأبرياء من إسالة الدماء ومن حمل السلاح براءة الذئب من دم بن يعقوب، يبدو أننا ننجر لمستنقع من المغالطات المفتراة على يد التحالف الكنسى العلمانى الفلولى. وعلى خلفية تلك الأحداث المتجددة يعن لنا طرح بعض الأسئلة على كتائب الإعلام العلمانى الموالى للكنيسة، والسياسيين الليبراليين واليساريين الشيوعيين الذين يزايدون على المسلمين بالتبتل فى محراب الدفاع عن أقباط المهجر الذين يروجون لقضية اضطهاد الأقباط فى مصر منذ عهد السادات حتى الآن، ونحن نتحدى أن يجيبنا المتباكون على أعتاب الكنيسة على التساؤلات الآتية: 1-من الذى ينشر ثقافة كراهية الآخر؟ هل هى بعض الأصوات الإسلامية الضئيلة محدودة الأثر، بينما نرى كل وثائق الأزهر وكتابات الشيوخ والمفكرين الإسلاميين والخطاب الدعوى لجماعة الإخوان المسلمين ولمعظم الاتجاهات السلفية جميعهم يعتمدون القاعدة الشرعية (لهم ما لنا وعليهم ما علينا) والآية الكريمة ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة 8). أم أن نشر الكراهية للآخر يتم منهجيًّا عن طريق الكنيسة عبر مدارس الأحد وعبر الرحلات والمسرحيات وغيرها؟ والتى تزرع فى العقول ثقافة كراهية الإسلام والسخرية من شعائره والهجوم على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى أمهات المؤمنين والصحابة رضوان الله عليهم، ولا ننسى هنا مسرحية (كنت أعمى والآن أبصر) التى تسربت من كنيسة مارجرجس بالإسكندرية فى صيف 2005، وهى غيض من فيض من الحض على كراهية الآخر والاستهزاء به والسخرية من مقدساته، وحين تنكشف تلك الخطايا للعيان نرى هؤلاء المتباكين صمُ بكمُ عمىُ لا ينطقون. 2-إن الفتنة الطائفية لم تظهر فى مصر يتلك الوتيرة عالية التكرار إلا بعد وصول البابا المتنيح شنودة إلى كرسى البابوية فى1971 ويبدو أن البابا تواضروس يسير على نهج خلفه فى الاصطدام بالدولة المصرية طامعاً أن يحافظ على المكتسبات التى نالتها الكنيسة فى زمن المخلوع إذ أضحت دولة داخل الدولة لا تخضع للقوانين (عدم الخضوع لحكم المحكمة باتاحة الزواج الثانى للأقباط)، كما أصبحت تملك احتجاز الأفراد من رعايا الكنيسة وسلبهم حرية العقيدة بل وتغييبهم داخل أقبية الأديرة فمن يعرف مصير وفاء قسطنطين أو مارى عبدالله وغيرهما كثيرون؟ هذا بخلاف التعدى على آلاف الأفدنة من أراضى الدولة كما حدث فى واقعة دير أبوفانا الشهيرة بالمنيا فى 2008 ، وما يزيد الطين بلة أن البابا تواضروس يريد أن يحاكى سلوك شنودة مع السادات ليصطدم مع أول رئيس شرعى منتخب فى تاريخ مصر، والسؤال هنا من الذى يعمل على التصعيد ومن يريد أن يفرض شروطه على جموع المصريين كما تم حين فازت الكنائس بالمادة الثالثة من دستور مصر الجديد والتى تنص لأول مرة صراحة على احتكام المسيحيين لشرائعهم، بينما امتلك البابا من الجرأة أن يهاجم نص المادة 219 التى تشرح معنى مصدرية الشريعة الإسلامية للدستور واصفًا لها بأنها مادة كارثية مشترطًا إلغاءها حتى يتسنى للكنيسة قبول الدستور المصرى الجديد!! 3- متى تتوقف الكنيسة الأرثوذكسية عن زرع الفرقة والكراهية فى عقول أبنائها؟ وعن الادعاء بأن النصارى هم أهل مصر وأصحاب البلاد الاصليين وأن المسلمين عرب غزاة محتلون، وهو ما صرح به علنًا الأنبا بيشوى فى2010 أن المسلمين ضيوف على مصر!!!، وليت الأمر يقتصر على تصريح هنا أو عظة هناك بل إنها ثقافة ممنهجة يتم تلقينها فى الكنائس وهو ما يظهر بوضوح فى مواقع الإنترنت والمنتديات القبطية الشهيرة التى يصف فيها كثير من شباب الأقباط مصر بأنها محتلة كما احتلت الأندلس طويلاً وأنهم سيحرورنها قريبًا من الاحتلال الإسلامى!!! وأخيراً نختم بعظة المسيح لأتباعه: (وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مُبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم)(متى 44:5) فهل نطمع أن يعاملنا شركاء الوطن كما يعاملون أعدائهم؟!!أم أن دولة الكاتدرائية تتنصل من تعاليم السيد المسيح؟ @ShahinFawzy