شهدت جامعة المنصورة أحداثا مؤسفة أشبه ب"حرب الشوارع"، استخدم فيها الطوب والحجارة والألعاب النارية والعصي، مما تسبب في وقوع عشرات المصابين، الأمر الذي دفع الدكتور السيد عبد الخالق رئيس الجامعة إلى تعليق الدراسة لمدة يومين والمطالبة بعودة "حرس الجامعة"، بشكل جديد يتواءم مع الظروف السياسية. واندلعت الأحداث عقب تجمع المئات من طلاب الجامعة أمام مبنى كلية طب الأسنان الجديد للتنديد بمقتل الطالبة جهاد موسى، والتي لقيت مصرعها دهسا تحت سيارة الدكتورة ليلي الزلباني، أحد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة عن طريق الخطأ، مرددين الهتافات التي تطالب بحق "جهاد"، والمطالبة بإسقاط الدكتور السيد عبد الخالق رئيس الجامعة، وتحولت الوقفة الاحتجاجية إلى مسيرة طافت كافة أنحاء الحرم الجامعي والتحم بها أعضاء حركة "أحرار"، مطالبين بمحاسبة المتورطين في الحادث. واستقرت الوقفة أمام مبنى إدارة الجامعة وقاموا بمحاصرة العاملين به ومنعهم من الخروج، مما أثار غضب واستياء العاملين بالإدارة، كما شهدت الوقفة انقساما بين المحتجين بين مؤيد لبقاء عبد الخالق رئيسا للجامعة والآخر يطالب برحيله، إلى أن بدأت الاشتباكات، وبدأ طلاب حركة "أحرار"، وطلاب جامعة المنصورة يتراشقان بالطوب والحجارة والعصي واستخدم الأسلحة البيضاء، مما تسبب في وقوع عشرات المصابين. وأكد مصدر مسئول بمستشفى الطلبة الجامعى أن المستشفى استقبل حالات إصابة عديدة جراء الاشتباكات، تنوعت ما بين إصابات بخرطوش وسلاح أبيض وكسور. وانتقلت الاشتباكات إلى خارج أسوار الجامعة، حيث شهد شارع "الجمهورية" تراشق الطلاب بالطوب والحجارة، مما أدى إلى توقف حركة المرور، وعززت مديرية أمن الدقهلية من تواجدها خارج أسوار الجامعة بقوات الأمن المركزي برئاسة اللواء سامى الميهى مدير الأمن، والعميد السعيد عمارة، مدير المباحث الجنائية، فى محاولة لإخراج المقبوض عليهم لعرضهم على النيابة والتحقيق في الأحداث، حيث تم الدفع بعشر سيارات أمن مركزي و3 مدرعات لتأمين محيط الجامعة. فيما تمكن طلاب الجامعة من إلقاء القبض على كل من عبد الله صبحى جوهر، من الزاوية الحمرا، وعماد عيسى إبراهيم، هندسة القاهرة، وعيسى حسين عثمان من الطالبية، وأحمد على الجندى من زفتى بمحافظة الغربية، وطارق أحمد علاء الدين هندسة حلوان، تابعين لحركة "أحرار"، وتم احتجازهم داخل مبنى إدارة الجامعة، رافضين خروجهم مطالبين بقدوم المباحث للتحقيق معهم بالجامعة. وتمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على 21 متهما، لبدء التحقيق معهم بإلقاء المولوتوف واستخدام الأسلحة البيضاء فى اشتباكات بينهم وبين طلاب الجامعة أمس الثلاثاء، مما تسبب فى إصابة العشرات من الطلبة، وتم نقلهم إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة، وعثرت الشرطة معهم على منشورات وفلاشات وأسطوانات وإيصالات أمانة. وأكد مصدر أمني بمديرية أمن الدقهلية أنه تم إلقاء القبض على أحمد محمد محمود عرفة، الشهير بأحمد عرفة، القيادي بحركة "حازمون"، وكان عرفة قد سبق اتهامه بالمشاركة في اقتحام وإحراق حزب الوفد، وقامت الداخلية بالقبض عليه من منزله وبحوزته سلاح ناري. من جانبه، أصدر التيار الإسلامى العام بيانا متهما إدارة الجامعة بالاعتداء على طلاب حركة "أحرار"، بالتعاون مع بلطجية وزارة الداخلية فى إطار خطة لإغلاق ملف مقتل الطالبة جهاد موسى. وأكد البيان أن إدارة الجامعة قامت بشحن طلاب الجامعة بمعلومات مضللة عن مسيرة الحركة، مما ساعد على اشتعال الأوضاع ومع توارد الأنباء بسقوط الكثير من الحرجى، وما يقال عن سقوط قتلى، فإننا نحمل إدارة الجامعة والداخلية مسئولية المساس بشباب حركة أحرار، مؤكدا أن ملف الشهيدة جهاد موسى لن يُغلق حتى يتم القصاص من قاتليها.