ما نحتاجه الآن هو «4 جُمَع» لمصر.. لا نتظاهر فيها تجمعات ترفع شعارات «سلمية.. سلمية» «4 جُمَع».. ثم تهرق فيها دماء شبابنا الطاهر، على يد «بلطجية مندسين». «4 جُمَع».. فقط دون مليونيات وتصادمات نعبر فيها عن آرائنا في كل شيء.. وتنتهي بإلقاء «المولوتوف» على المنشآت العامة والخاصة لتشتعل، ويحترق معها اقتصادنا وسمعتنا وصورتنا أمام الدنيا. «4 جُمَع» نصلي فيها «الجمعة» ونعود لبيوتنا، نحتضن أطفالنا ونفكر في المستقبل الذي سنتركهم يواجهونه، والنظرة التي سينظرون إلينا بها عندما يكبرون ويفهمون ويستوعبون ماذا فعلنا بهم وببلدهم؟! «4 أيام جمعة».. يتخللها 4 أسابيع من العمل الجاد الذي يرضي الله، ويرضي ضمائرنا، نصوم خلالها عن تبادل الاتهامات بين الحكومة والمعارضة، وتبادل الشتائم والسباب على شاشات الفضائيات، ونعود كما كنا، وكما عرفنا العالم.. ذلك الشعب الطيب.. الودود.. العطوف.. الخدوم.. الذي يقدم المساعدة للقريب، والابتسامة لا تفارق وجهه.. .. هذه «الجمع» الأربعة، وما بينها من أيام عمل حقيقي قد تنجح في استعادة ثقة العالم فينا، وعودة السياح إلى ربوع بلادنا، وإعادة المستثمرين العرب والأجانب للتفكير في الرجوع للاستثمار في مصر التي هجروها مرغمين بسبب عدم الاستقرار الأمني، والانفلات في كل شيء، والذي أصبح سمة الحياة في مصر المحروسة للأسف. لا أعلم لمصلحة من المكابرة، وتكرار «أكذوبة» أن اقتصادنا قوي، واحتياطياتنا صلبة، وبورصتنا حديد، وتجارتنا نشطة.. يا سادة يا كرام.. ما نعانيه واضح لكل ذي عينين، ابحثوا عن «السبب» وامنعوه بدلًا من التركيز على نفي «أعراض المرض» الذي استشرى في بدن مصر، ويحاول أن ينهش ما تبقى من جسدها. وزير المالية د.المرسي حجازي أكد في اجتماعات الهيئات المالية العربية في دبي أن الوضع المالي لمصر حاليًا صعب للغاية، وأن الاحتياطي النقدي يكفي فقط لمدة 3 شهور، وهناك تحدٍ شديد بأن يتمثل في بلوغ نسبة العجز 11%، ومعركة قوية لخفضه إلى5% خلال السنوات الثلاث المقبلة. أعلم أن «لغة الأرقام» لا تكذب، لكنها قاسية في الأغلب فوزير المالية يؤكد أن العجز بنهاية العام سيصل 185 مليار جنيه مصري،.. ووزير التخطيط أعلن خفض المستوى «المأمول» لرفع احتياطي النقد بنهاية يونيو ليصبح 16 مليار دولار بعد أن كان الطموح في مستوى 19 مليارًا. ومع تأخر قرض «صندوق النكد» واستمرار «حالة الثورة المستمرة.. والإنتاج المتوقف» التي تمر بها مصر فإن المستقبل لا يبشر بأي خير.. والحل؟. الحل وللمرة الألف.. البدء بالعمل والعودة للإنتاج فورًا، وجلوس «فرقاء» السياسة جميعًا على مائدة المفاوضات للوصول إلى حلول، بالتأكيد لن ترضي جميع الأطراف، لكنها على الأقل ستنقذ مصر مما هي مقبلة عليه.. {…إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم…}. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. [email protected] twitter@hossamfathy66