من أسابيع قليلة نشرت جريدة الرأي العام الكويتية مقالا بقلم الأستاذ محمد العوضى بعنوان "شقراء وسط الملتحين " عن صحفية بريطانية اعتقلها نظام طالبان فى أفغانستان جاء فيها : " ("الملتحون" عُرف عنهم التشدد ، وحرص الإعلام الغربي وفي مقدمه الإعلام الأميركي على التأكيد أنهم شريرون، أما الشقراء فهي صحافية انكليزية الأصل والفصل ... باختصار إنها ( إيفون رايلي ) التي اعتقلها نظام طالبان قبيل القصف الأميركي على أفغانستان بأيام والتي زارتنا في الكويت الأسبوع الماضي بدعوة من مركز «الوعي» للعلاقات العربية الغربية، الذي يهدف إلى فتح الحوار مع الغرب، ويدعو إلى التعرف على حقيقة ما عندنا لا من خلال الإعلام وإنما من خلال التواصل والحوار، ورغم أن عمر هذا المركز لم يتجاوز سنتين إلا انه بذل جهوداً إيجابية وأعلن أكثر من 90 فردا إسلامهم من خلاله. الصحافية الإنجليزية إيفون رايلي التي خطفت الأضواء أيام الحرب الأميركية على الأفغان ، ألقت محاضرة ممتعة الأسبوع الماضي في المركز ، تحكي فيها قصة إعتقالها من البداية إلى النهاية، وماذا خرجت من هذه التجربة من مفاهيم وانطباعات عن أشياء كثيرة بما فيها مهمة الإعلام والإعلاميين ، ما شكل لها إنقلابا وثورة على كثير مما يجري في عالم السياسة والاقتصاد والدين وحقوق الإنسان والدعاية المسيسة للجماهير وتضليل الشعوب ... الخ أطالت السيدة رايلي الحديث عن المعاملة الغريبة والحسنة والمبهرة لحركة طالبان تجاهها، مدة الأيام العشرة التي اعتقلت فيها، لقد ذكرت جرأتها عليهم وشتمها لهم وسخريتها منهم وتحديها لهم، وأخيرا البصقة القوية التي قذفتها في وجه أحد محاوريها !! كل هذا وغيره من الإهانات والتحدي لم يكن له أثر على رجال الطالبان الذين استمروا في حسن معاملتها. قالت: حتى عندما اكتشفوا من أول لحظة أنني إنجليزية متخفية في لباس أفغانية بعد أن سقطت مني الكاميرا وفضحتني على الحدود ، لم يفتشوني شخصيا ، بل استدعوا امرأة قامت بتفتيشي بعيدا عن أعين الرجال .. وقالت أنهم عندما عرفوا من التحقيق معها أنها ليست عدوا ، وعدوها بإطلاق سراحها ووعدتهم هي بدورها أن تقرأ القرآن مصدر الأخلاق الإسلامي تقول الشقراء الانكليزية إيفون رايلي ، التي أخفت شقار وجهها بحجابها بعد إسلامها: بعد إطلاق سراحي اجتمع مئات الصحافيين ينتظرون قنبلة تصريحاتي ضد الطالبان ، فكان جوابي: لقد أحسنوا معاملتي ، فصدموا وخيم عليهم الصمت !! ووفيت بوعدي وقرأت ترجمة القرآن، وتعرفت على الإسلام ، ثم أسلمت وختمت محاضرتها بخاتمة تقولها في كل بلد وفي كل لقاء ، وقالت: إنني ألقي محاضرتي عليكم باللبس الشرعي الإسلامي الذي أعطاني إياه نظام طالبان في السجن هناك ، وأحمد الله أنني سجنت في نظام طالبان الذي يصفونه بالشرير ، ولم أسجن في معتقل غوانتانامو أو أبوغريب للنظام الأميركي الديمقراطي ، كيلا يغطوا رأسي بكيس ويلبسوني مريولا برتقاليا ، ويربطوا رقبتي بحزام ، ويجروني على الأرض بعد أن يعروني !!) وصلنى هذا الخبر بالإيميل من بعض الأصدقاء ،وكان الغالب على الظن هو الشك فى صحته وأنه مجرد "فبركة " بغرض الدعاية،إلى أن سألت أحد الأطباء المصريين فى بريطانيا جاء ليقضى عيد الأضحى فى مصر،فأكد لى أن الخبر صحيح ،وأنه قرأه فى جريدة الإندبندت البريطانية،كما شاهد هذه الصحفية على التليفزيون ،وهى السيدة: ، ولها موقع على الإنترنت عنوانه :Yvonne Ridley نشر فيه كل ذلك بالإنجليزية .http://www.yvonneridley.org فإذا دخل القارئ على موقع جوجول أو ياهو وبحث عن إسمها بالعربية" إيفون رايلي" فسوف يجد مواقع كثيرة بالعربية تتحدث تفصيلا عن هذا الموضوع مع الكثير من التقارير والتعليقات . أما موقعها بالإنجليزية فقد تضمن كما هائلا مما قالته السيدة " إيفون رايلي" دفاعا عن الحجاب والنقاب فى إطار دفاعها عن الإسلام الذى اعتنقته اختيارا وعن المسلمين ، ونقدها لمن يناصبون الإسلام العداء التقليدى المتعمد أو عن جهل به ،ومنهم الساسة والصحافيون ، نعرض بعضه كما يلى : تحدثت عما يشاع عن اضطهاد المرأة في الإسلام،وقالت إنهم ببساطة ليس لديهم فكرة عن أوضاع المرأة المسلمة وحمايتها واحترامها في اطار العمل الاسلامي الذى تأسس منذ أكثر من 1400 سنة مضت. تحدثت عن بعض القضايا مثل جرائم الشرف والزواج القسري ، وعدم السماح للمرأة بقيادة السيارة فى بلد ما،وقالت إنها قضايا بكل بساطة لا علاقة بها بالإسلام إلا أن الكتابة والحديث عنها ما زال يجرى فى جو من الغطرسة، ومن الخطأ إلقاء اللوم على الإسلام، فيجب عدم الخلط بين السلوك الثقافي و الإسلام. قالت : (لقد ُطلب مني أن أكتب عن كيف أن الإسلام يسمح للرجال يضربون زوجاتهم. آسفة ، ليس صحيحا. نعم ، أنا متأكدة من منتقدي الإسلام سوف يقتبسون آيات قرآنية أو أحاديث بشكل عشوائى ولكن عادة ما تكون أُخرجت من سياقها. فإذا كان الرجل لا يجوز له أن يرفع اصبعه لزوجته ، ولا يسمح له بترك علامة على جسدها... فيمكن أن نعبر عما جاء بالقرآن الكريم فى هذا الشأن بعبارة مثل "لا تضرب زوجتك يا أحمق". الآن دعونا نلقي نظرة على بعض الإحصاءات مثيرة للاهتمام حقا ،فوفقا لتقارير للجنة الوطنية لمكافحة العنف المنزلي ، فإن أربعة ملايين امرأة أمريكية خلال كل سنة تعاني من اعتداء خطير من قبل شريكها. وفي المتوسط ،فإن أكثر من ثلاثة نساء ُيقتلن يومياعلى أيدي أزواجهن وأصدقائهن ، وما يقرب من 5،500 من النساء يتعرضن للضرب حتى الموت منذ 11 / 9. وربما يقول البعض أن ذلك يشكل صدمة ولائحة الاتهام في مثل هذا المجتمع المتحضر ، ولكن قبل أن أبدو متعجرفة ، أود أن أقول إن العنف ضد المرأة هي قضية عالمية. إن الرجال الذين يمارسون العنف لا يأتون في أي فئة معينة دينية أو ثقافية. الواقع هو أن واحدة من كل ثلاث نساء في جميع أنحاء العالم قد تعرضت للضرب والإكراه على ممارسة الجنس أو إساءة المعاملة أثناء حياتها.إن العنف ضد المرأة يتجاوز الدين ، والثروة ، والطبقة ، لون البشرة ، والثقافة. ومع ذلك ، وحتى جاء الإسلام ،فإن النساء على الساحة يُعاملون ككائنات أدنى. في الواقع نحن النساء لا تزال لدينا مشكلة في الغرب حيث الرجال يعتقدون أنهم متفوقون." المرأة الغربية لا تزال تعامل على أنها سلع ، حيث الاستعباد الجنسي آخذ في الارتفاع ، تتخفى وراء العبارات الملطفة مثل "التسويق "، وحيث المرأة أجساد يتم تداولها في جميع أنحاء العالم الإعلانية ، وهذا هو المجتمع حيث الاغتصاب والاعتداء الجنسي. والعنف الموجه ضد المرأة هو أمر شائع فى المجتمع، حيث المساواة بين الرجل والمرأة ليست سوى وهم ، مجتمع يمكن أن تكون فيه للمرأة 'سلطة أو نفوذ ،لا يتم عادة إلاحسب حجم ثدييها. !!) وقالت إنها كصحفية تغطي الشرق الأوسط أدركت انها بحاجة الى توسيع معرفتها للدين الإسلامى الذي كان من الواضح أنه منهج للحياة. وعند قراءة القرآن إعتقدت أنها ستكون عملية أكاديمية وبسيطة للغاية ،و لكنها ذهلت عندما اكتشفت بوضوح أن النساء متساوون في القيم الروحية والتعليم وقيمته والحقوق و الواجبات. وعلاوة على ذلك فإن النبى صلى الله عليه وسلم قال إن أهم شخص في المنزل هوالأم ، والأم ، والأم،وقال أيضا إن الجنة تحت أقدام الأمهات. وتساءلت السيدة رايلى :أليس مضحكا ماتنشره صحف الاثارة حول قيام بعض نجوم السينما والمشاهير بالمعاشرة بدون زواج ؟ ولايوجد مثل ذلك فى الإسلام . وقارنت بين العُرى والحشمة التى تتجسد فى الحجاب والنقاب ،وقالت أنها كانت من أنصار الحركة النسائية لسنوات عديدة ،ولكن الآن بوصفها مدافعة عن النسائية الإسلامية ،فإن كلنا نكره هؤلاء ملكات الجمال وصورهن الشنيعة ، وأنه مما يثير الضحك ظهور ملكة جمال البيكيني في أفغانستان،حيث لقيت إشادة بوصفها قفزة عملاقة للتحرر المرأة في أفغانستان.!! تقول السيدة رايلى:الإسلام يقول لي أن لى الحق في التعليم وأنه من واجبي أن أخرج لطلب العلم سواء كنت عازبة أم متزوجة ،وإن النقاب والحجاب رمز سياسى وواجب ديني، حيث يقول البعض بحق أنه طريقهن ليظهرن للعالم أنهن يرفضن تجاوزات أنماط الحياة الغربية مثل الخمر، والجنس ، وتعاطي المخدرات وما إلى ذلك. وتؤكد أن التفوق في الإسلام يتم ذلك عن طريق التقوى ، وليس الجمال ، والثروة ، والسلطة ، والموقف أو الجنس. وطرحت السؤال التالى: هل باستطاعتكم أن تقولوا لي ما هو الأكثر تحررا؟ أن يجري الحكم علي المرأة بناء على ما إذا كانتِ جميلة طويلة القامة نحيلة وحجم ثدييها؟ أو بناء على شخصيتها ، عقلها و ذكاءها ؟ أعز الله السيدة إيفون رايلى،وحفظها من كل سوء.آمين..