السلام عليكم أختي أميمة, أنا إمرأة أبلغ من العمر 43 سنة, متزوجة حالياً منذ سنة, بعد طلاقي الذي كان منذ 3 سنوات، عندي 3 أولاد من طليقي, مشكلتي أني تعرفت على زوجي هذا عن طريق النت صدفة بغير سابق رغبة مني, فبعد طلاقي من زوجي الأول لأسباب كثيرة من بينها الخيانة حيث كان يخونني مع الخادمة و كل الجيران يشهدون و هم من أخبروني, المهم تركته و أقسمت أن أتحمل مسؤولية أولادي وأكرس حياتي على تربيتهم، أستقدمت خالي للبلد التي أعيش فيها ليكون محرماً لي و لا أترك فرصة لألسنة الناس لأني مطلقة، فاتهمني طليقي بأني على علاقة بخالي ، المهم يا أختي أن طليقي كان يحكي للناس أني فاسدة و كان خالي يحثني على الزواج مرة أخرى من رجل له أخلاق و يعرف ربنا, المهم كما قلت لكِ تعرفت على زوجي و قد ركزت على الأخلاق و الدين و بالرغم من أنه لم يكن في مستوى التدين الذي أردت، إلا أنني وافقت على أمل أن نحسن من أنفسنا معاً، المشكلة أني بعد مرور سنة على زواجنا إكتشفت أنه يحاول تكوين صداقات نسائية عن طريق النت, لا أخفي عنك أن العلاقة بيننا ليست بالممتازة و السبب أنه عاطل عن العمل و أنا التي أصرف على البيت و هو ليس مرتاح في العيش في هذا البلد, للعلم نحن نسكن في بلد أوربي و أنا التي أجريت له لم الشمل, تصوري أني بعد أن إعترضت على تعرفه على نساء أخريات إتهمني بأني أنا كذلك على علاقات مع آخرين, أختي أميمة أني أشعر بالإهانة أفكر جداً في الطلاق مرة أخرى بعد أن تأكدت أن الحب و الحنان من الرجل وهم كبير، إن زوجي هذا لم يتزوجني إعجاباً بي أو حباً, بل فقط أنا كنت قنطرة العبور إلى أوروبا,,فهل أطلب الطلاق ؟؟ أنا حائرة جداً أفكاري مشتتة ساعديني جزاك الله خيراً. (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, أختى الكريمة صاحبة الرسالة...إسمحى لى ,,أنتِ المخطئة فى حق نفسك وفى حق أبنائك..أخطأتِ منذ تعرفتِ على شخص عبر الإنترنت هذا العالم المليىء بالأكاذيب وطمس الحقائق,ثم تعمقتِ معه فى العلاقة التى إنتهت بزواج أساسه على خطأ وبالتالى "ما بنى على خطأ فهو خطأ".. لم أجزم وأعمم بأن جميع العلاقات أو الزيجات عبر الإنترنت محكوم عليها بالفشل أو أساسها خاطىء,ولكن أغلبها لا يكون أساسها الصدق والصراحة بين الطرفين,فكلاً منه يتخيل نفسه فى عالم وهمى لن تظهر حقيقته للأخر,ومع ذلك فإذا إفترضنا صحته ونية الخير للطرفين فعلى الأقل لابد أن يعامل هذا العالم بواقعية ما نعيشه ونتعايشه , ولا يتم إرتباط أو زواج عن طريقه إلا بعد التدقيق والتمحيص وسؤال أولى الأمر أو الأصدقاء المقربين الموثوق بهم, عمن سيرتبط به كل طرف.. أختى..أخطأتِ أيضاً حين علمتِ أن الزوج الثانى إستحل تعبك وشقائك وحق أولادك فى المال الذى أنفقتيه عليه,فأنتِ بزواجك منه كررتى نفس الخطأ مع شخصية متقاربة جداً من زوجك الأول فى مبدأ الخيانة, وبعد علمك وتأكدك من أن هذا الشخص تزوجك لمصلحته الشخصية وحتى يحصل على إقامة فى البلد الأوروبى الذى تعيشون به,وهذا أمر كان خطأك به أكبر لأن وضعه كان أمامك واضح وضوح الشمس, فما هى الضمانات التى أخذتيها عليه حتى تضمنى إستقراراً فى العيش معه,طبعاً لا شىء,وبالتأكيد تسرعك هذا جاء نتيجة لحالتك النفسية التى كنت عليها ,والتى زادت بالطبع بعد زواجك منه وإفاقتك من غفلتك على واقعه الأليم,مشاعرك المتخبطة وقتها هى من ساقتك لتتعرفى عليه وأن ترتضيه زوجاً لايستحقك, ولذلك ..عليكى أختى أن تنأى بنفسك وبأولادك ورزقكما الذى قسمه الله لكم بعيداً عن هذا الشخص الوصولى الأنانى,حتى لا تقعين معه فى مشكلات أكبر يسببها لكِ ولأولادك, وحتى لا تتاح له الفرصة فى إستنزاف أموالك وتعبك وشقائك وغربتك, فالتستخيرى الله أختى وتتوكلى عليه عز وجل ,وتطلبين الطلاق منه فوراً,وصدقينى لن تخسرى شيئاً,بل ستكسبين نفسك وأعصابك وجميع من حولك. وسامحينى حبيبتى إن كنت ألقِ باللوم عليك فى الكثير,ولكنها أمور حدثت وربما تتكرر ,ولهذا وددت أن أنبههك لها جميعاً,, أمر أخر أخطأتِ فيه...وهو ما أحزننى عليكِ جداً , وشعرت بمرارته حين ذكرتيه حبيبتى,حين قلتِ :"تأكدت أن الحب والحنان من الرجل وهم كبير"...لا يا عزيزتى فهناك الكثير من الرجال الافاضل المحترمين الكثير,وخاصةً من يقتدون منهم بسنة رسولنا الحبيب مع زوجاته,هناك من تكون قلوبهم أنقى من الماء الصافى,وبينهم من هم نياتهم دائماً خالصة لله تعالى,,فأرجو ألا تتسرعى فى الحكم على جميع الرجال من خلال تجاربك التى لم تحسنِ أنتِ فيها الإختيار,, ولذلك..أقول لكِ عليكِ بعد أن تنفصلى عن هذا الشخص,أن تعطى لنفسك فرصة لرؤيا جديدة للحياة بل ومختلفة تماماً عن إعتقاداتك وتصوراتك وأسلوب معاملاتك,ولتتقربى أكثر من الله تعالى وتستعينى به فى جميع خطواتك,ولا تفكرى فى غيره أو أن تبحثين مرة أخرى عن الإرتباط السريع غير المحسوب ,ولا تهتمى أيضاً لنظرة المجتمع للمرأة المطلقة ,فإذا كنتِ على حق وتتقين الله تعالى,فما الذى يقلقك وقتها, ولكن إن أتتكِ الفرصة المناسبة للزواج من رجل بمعنى الكلمة يقدرك ويحترمك ويحبك فالتستخيرى الله أولاً ثم تسألى عنه جيداً وتتحرى السؤال عنه بدقة وليتك تستعينى بعد الله بأصدقائك مصدر الثقة حتى يفيدونك فى أمره,ثم تستفتى قلبك وإن إطمأننتِ له فالتتوكلى على الله وتتزوجيه,وليكن إختيارك وقتها أساسه الإلتزام الدينى. وبالنسبة لما أشاعه عنكِ طليقك الأول ..فلا تعبئى به,,ولتتركى أمركِ كله لله ,ويكفيكى قول "حسبى الله ونعم الوكيل",,وطالما أنت تثقين فى تصرفاتك أمام الله تعالى فلا تهتمى لهذه الشائعات وهو وحده عز وجل القادر على أن يعيد لكِ حقك فيما قذفك به طليقك,وما إتهمك به زوجك الثانى ,,والله وحده هو من سيعوضك خيراً مما عانيتِ. ................................................................................... *ملحوظة غير متعلقة بمشكلة اليوم..... لقد تم تغيير كلمة "الحل" إلى كلمة "الرد"...بناءً على وجهة نظر القارىء المحترم والدائم للباب الأستاذ الفاضل / Mohmed Morad .. والذى إقتنعت برأيه تماما حينما إقترحه فى مشكلة الأمس,فتحيتى وتقديرى له على المتابعة الدائمة لباب"إفتح قلبك" وعلى مشاركاته الطيبة المهذبة,والذى أتمنى دوام مشاركته معنا ,مع شكرى الكبير لجميع القراء المهذبين الدائمين للباب..جزاكم الله خيراً. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد [email protected]