حذر الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية من مغبة السباق الدولي على امتلاك السلاح النووي، مبديا مخاوفه في ضوء استمراره أن تكون نهاية البشرية خلال فترة تتراوح ما بين خمس لعشر سنوات. وقال البرادعي لبرنامج "الطبعة الأولى" على فضائية "دريم" من فيينا، إن هناك تسع دول تمتلك السلاح النووي، والمجتمع الدولي حاليًا يرغب في أن يصبح العالم خاليًا من السلاح النووي، لأنها أسلحة غير إنسانية ويكفي ما حدث في هيروشيما وناجازاكي، ولهذا فإن النظام الذي أديره حاليًا يسعى لخلو العالم من أسلحة الدمار الشامل، وهذا النظام لن يكون له صفة الديمومة إذا لم تتخل الدول التسع عن أسلحتها النووية . وأوضح أن الفرصة كانت مواتية لإجبار إسرائيل للتخلي عن أسلحة الدمار في مفاوضات السلام المصرية – الإسرائيلية، وتابع: للأسف منذ اتفاقية كامب ديفيد لم يكن هناك أي إشارة من قريب أو بعيد حول ضرورة أن تتخلى إسرائيل عن السلاح النووي، وهذا ما أخذه على مبادرة السادات للسلام. واستدرك قائلا: "كان من حسن حظي أو من سوء حظي أني لم أكن متواجدا في هذه الاتفاقية ولو كنت موجودا لكنت صممت ولو بلساني على أن تتخلى إسرائيل عن أسلحة الدمار الشامل، وكان على السادات أن يضغط على إٍسرائيل وقت الاتفاقية بأن تكف عن تصنيع السلاح النووي ولكن هذا لم يحدث للأسف" . وأضاف البرادعي، أنه كان يعمل آنذاك ضمن الفريق المساعد لوزير الخارجية المصري إسماعيل فهمي والذي تقدم باستقالته يوم زيارة السادات لإسرائيل، مؤكدا أن اعتراضه لم يكن احتجاجا على عملية السلام، لكن كان إيمانًا منه بأن السلام لابد أن يكون عربيا متكاملا وليس مصريا منفردا. وحول ما وصلت إليه الأوضاع بالمنطقة، قال البرادعي: للأسف المنطقة منذ مائة عام وهي تقوم على الخوف وعدم الأمن بسبب عدم وجود حوار شامل مع إسرائيل، موضحًا أن إسرائيل لا تشعر بالأمان لذا فهي لن تتخلى عن السلاح النووي إلا في حال تكتل الدول العربية كلها، فحينها يمكن ممارسة الضغط على إسرائيل حتى تتخلى عن أسلحة الدمار الشامل، لكن لا يوجد حوار عربي مع إسرائيل حتى إن وجد حوار مصري إسرائيل فهو على مستوى ثنائي، بينما المطلوب وجود حوار عربي شامل مع إسرائيل، وأنا أرى أنه حتى لو هناك خلافات بيننا وبين أي دول مثل إيران أو إسرائيل، فليس معنا هذا أن نقاطعهم بل لابد من المواجهة والحوار كي نحل مشاكلنا معهم . وأردف قائلا: للأسف حال الدول العربية لا يعجبني فمثلاً نجد الرباعية الدولية كما يطلقون عليها لحل المشكلة الفلسطينية لال يوجد ممثل الدول العربية فيها، وهي مكونة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا، ولا وجود للدول العربية التي تقف موقف المتفرج، ولو استمر العالم العربي في دور المتلقي سنظل على هامش العالم ننتظر الصدقات. واستطرد: للأسف نحن قادرون على إطلاق قمر صناعي بأنفسنا وبمواردنا وقادرون على أن يكون لدينا إستراتيجية عربية موحدة وقوية تقوم على الطرق الدبلوماسية في مواجهة إسرائيل من خلال الحوافز والضغوط، سواء كانت ضغوط سياسية أو اقتصادية من أجل أن تكف عن أسلحة الدمار الشامل، لكن مطلوب مننا كدول عربية أن يكون لدينا الفهم والعلم وإلا لن يكون لنا قائمة في هذا العالم، وسنصبح مهمشين كما نحن الآن في الموقف الأضعف.