السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, سيدتى الفاضلة الأستاذة/ أميمة السيد.. لقد شجعتنى متابعتى الجيدة لبابك المتميز "إفتح قلبك" لأن أستشيرك فى أمر يؤرقنى ويحيرنى للغاية فأرجو أن أجد لديكِ الرأى السديد.. أنا عبد الله 36 عام مطلق منذ 3 سنوات وأشغل مكانة متميزة بالمجتمع, رزقت بطفلين من زوجتى الأولى, ومنذ إنفصالى عنها وأنا أبحث عن زوجة بمميزات ومواصفات وطباع معينة تتوافق معى تماماً حتى لاتتكرر مأساتى مع زوجتى الأولى, وكان لا يهمنى حالتها الإجتماعية بقدر ما يهمنى ذلك التوافق فى الفكر والكيان والسلوك الذى كنت أبحث عنه ,إلى أن هدانى الله تعالى ,وبعد كل هذا البحث,إلى سيدة ملتزمة ومحترمة وهى تقريباً فى نفس ظروفى , ولا أخفى عليكِ سيدتى..فإننى تعلقت بها كثيراً ,فأنا بعدما أتعبنى البحث عن كل ما آمله فى شريكة حياتى ,فقد وجدته فيها,ذهبت بالفعل خطبتها من والدها,الذى إشترط على من إلتزامات الخطوبة والزواج ما يشترطه أب متشدد لإبنته البكر,مما وضعنى فى حيرة وعجب شديدين!! وقبل إتمام الخطبة صارحتنى هى بأمر كان بالنسبة لى مفاجأة مؤلمة جداً حيث صارحتنى بأنها وللأسف مصابة بفيروس سى وعلى حد علمى أنه معدى نسبة الشفاء منه ضعيفة ,إلى جانب مضاعفاته.. و أنا والآن فى حيرة من أمرى بين ظروفها المناسبه لى و طيب أخلاقها و طبعها وتوافقها الكبير معى و بين مرضها الذى علمت أنه معدى و المستقبل الذى لا أعلم ماذا سيحدث فيه جراء هذا المرض و مضاعفاته !! وليس من السهل على أن أجد الزوجة المناسبة لى مثلها وتتحمل ظروفى وفى نفس الوقت مللت الحياة بدون زوجة ... (الحل) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أهلاً بك أ/ عبد الله..ويشرفنى أنك متابع جيد لباب "إفتح قلبك" وأتمنى دوام المتابعة وأرجو أن أكون عند حسن ظن قرائى الأفاضل بى .. وحقيقةً ..بعد أن قرأت رسالتك, وقبل أن أسدى إليك برأيى المتواضع ,وجدت أنه من دواعى الأمانة وحتى تكون نصيحتى على أسس طبية وموثق بها,فقررت إستشارة طبيب متخصص فى الكبد لأعرف منه أبعاد المرض ومدى تأثيره على الحياة الزوجية وما إذا كان هناك خطورة منه على شريك الحياة.. وقد وفقنى الله تعالى ,لأن أستشير أحد الأطباء المتخصصين بل والمتميزين فى ذلك الأمر .. وهو دكتور/محمد سعد زغلول "إستشارى الجهاز الهضمى والكبد " والذى أفادنى بأنه فى حالة التأكد من إصابة الشخص سواء رجل أو إمرأة بفيروس C فإنه لا يشكل خطورة على شريك الحياة,ونسبة العدوى عن طريق الإتصال الجنسى تكاد تكون منعدمة,أما نسبة العدوى بوجه عام بالفيروس وجد أنها لا تتعدى 2% , ولكن على المريضة أن تقوم ببعض التحاليل لمعرفة مدى الإصابة بالفيروس حتى يتثنى علاجها بالطريقة السليمة,وأهم تلك التحاليل هو تحليل PCR تحليل كمى,وعلى أساس نتيجته يمكنها العلاج بعقار الإنترفيرون تحت إشراف الطبيب المختص,وعليها متابعة العلاج جيداً حتى لاتتعرض لمضاعفات وتبدأ فى التحسن حتى تمام الشفاء إن شاء الله.. وعند سؤاله.. عما إذا حدث حمل فهل يحمل الجنين الفيروس من الأم؟؟ فكانت إجابته بالنفى الأمر الذى أدهشنى بالطبع وقال بأن الأم التى تحمل فيروس C لا يحمل جنينها الفيروس ,بل ربما يحمل فيروس B و"سبحان الله !",, ولهذا فقد أقر دكتور / سعد زغلول بأن فيروس C لا يمثل خطورة على الحياة الزوجية بإذن الله,فى حال إن كان الزوج أو الزوجة مصابين بالفيروس. * أخى عبد الله...وأستطيع أن أبدى رأيى بعد رأى الطب فى أمر الإصابة بفيروس C ,بأن أقول لك إطمئن,وإستخير الله فى أمر زواجك من هذه السيدة الفاضلة,وإن وجدت أن الأمور ميسرة بدون تعقيد, فتوكل على الله وأتمم زواجك منها ,فالإنسان لايدرى بما سوف يصيبه فى الغد,وطالما رأيت فيها ما إنتظرته طوال ثلاث سنوات,فتوكل على الله وتزوجها ,وربما كنت تزوجتها سليمة معافاة ثم أصيبت بعد ذلك بالمرض, وللأمانة لو كان أكد لى الطبيب عكس ذلك وبأن المرض معدى ,فكنت أنا أول الناصحين بترك الأمر برمته ,فلا ضرر ولا ضرار,وكما أمرنا الله تعالى فى محكم أياته بأن " وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ " .. الأمر الثانى..فأنا أحيي تلك السيدة على أمانتها بأن صارحتك قبل إتمام الزواج بل وقبل الخطبة بأمر مرضها ورزقها على الله.. ولذلك فهى تستحق كل الخير ,ووالدها يعلم بقيمة إبنته لذلك فهو يغالى فى طلبات الزواج,وإن كنت أرى أنه لاداعى لهذه التعقيدات والمغالاة من أولياء الأمور لمن يتقدم لخطبة بناتهم سواء كانت بكراً أم ثيب, فهذه أمور تُأخر الزواج وتأتى بمشكلات إجتماعية كبيرة. ولكن أ/ عبد الله إن كنت تجد بأن أباها متشدد فى طلباته وأنك لن تستطيع القيام بها, فعليك أن تفكر فى الأمر من البداية جيداً, وتحسب المميزات والعيوب وما يريحك ومالايريحك بالورقة والقلم,,فإن وجدت أمر الزواج منها غير مجدى فلاداعى منه.. أسأل الله أن يجعل لك من أمرك رشدا وأن يهديك للخير ولما يحب ويرضى,وأن يتمم شفاء هذه السيدة على خير وأن يشفى مرضانا ومرضى المسلمين. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد [email protected]