أثار القرار بحظر المآذن في سويسرا، موجة واسعة من الغضب بين المسلمين فيما اعتبره عدد من العلماء المسلمين يعكس حالة العداء الشديد للإسلام في الغرب، مشيرين إلى أن "الإسلاموفوبيا" يقف وراء هذا الاستفتاء الذي انتهى إلى حظر المآذن هناك، متسائلين باستنكار عما إذا كانت المآذن تقل شأنا عن أبراج الكنائس، وهل مظهرها قبيح إلى الحد الذي يصدر بشأنها قرار بالحظر. وأبدوا مخاوفهم من أن تلي الخطوة خطوات أخرى مماثلة في عدد من الدول الغربية، أسوة بقرار حظر ارتداء الحجاب في المؤسسات العامة والمدارس ببعض الدول الأوروبية، متوقعين أن يتبع صدور قرار بحظر بناء المآذن في سويسرا قرار مماثل في كل من ألمانيا وفرنسا وهولندا وباقي دول الغرب. وأكد الدكتور أحمد عبد الرحمن أستاذ الفلسفة الإسلامية، أن العداء للإسلام وراء قرار الحظر الذي يكشف عن بغض شديد يحمله الكثير من المواطنين الغربيين للإسلام، متسائلا: ما الخطورة في بناء المآذن في مساجد سويسرا، وهل أصبحت أوروبا تخاف من الجاليات المسلمة هناك وحتى لا تحول أوروبا إلى مسلمة؟. وأشار بأصابع الاتهام إلى أحزاب اليمين المتطرف التي قال إنها تقف وراء موجة العداء ضد المسلمين من خلال وسائل الإعلام التي تسيطر عليها عبر تشويه صورة المسلمين وإظهارهم بأنهم متطرفون ويقفون وراء أزمة البطالة، واعتبر نتائج الاستفتاء بحظر بناء المآذن تؤكد أن المتطرفين هم الأعلى صوتا في سويسرا. وكان استفتاء أجري في سويسرا يوم الأحد الماضي خلص إلى أن 5. 57 في المائة يؤيدون حظر بناء المآذن في المساجد الجديدة في بلادهم وهي أغلبية لم تكن متوقعة على الإطلاق. من جانبها، حذرت الدكتور آمنة نصير عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والعميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية من اتخاذ قرارات مماثلة في العديد من الدول الأوروبية، متسائلة: أليس من حق المسلمين في سويسرا أن يصلوا في مساجد بكل مكوناتها الإسلامية المعروفة، وهل المآذن قبيحة حتى يصدر مثل هذا القرار؟. وأبدت استغرابها لاتخاذ أحداث 11 سبتمبر ذريعة لذلك القرار رغم إدانتها من قبل الدول العربية والإسلامية، وتساءلت: أين تلك الهجمات من الحروب الصليبية التي اتخذت من الصليب شعارا لها لنهب وقتل أبناء الشرق الإسلامي والعربي ولعدة قرون، وأين هي من مخططات بريطانيا وفرنسا الاستعمارية في الدول الإسلامية في القرن الماضي، وأين هي من احتلال العراق وتدميره ونهب ثرواته وإبادة شعبه. وحثت نصير الدول العربية والإسلامية على دعم وحدة الصف للدفاع عن المقدسات والعقيدة الإسلامية وإجبار الغرب على احترام عقائد المسلمين. بدوره، حمل الشيخ يوسف البدري الداعية الإسلامية على الشعوب والحكومات العربية والإسلامية التي عجزت عن حماية مقدساتها الإسلامية ومشاعرهم الدينية، مؤكدا أن قرار حظر بناء المآذن في سويسرا يأتي حلقة من حلقات إهانة المسلمين في الآونة الأخيرة، والتي تمثلت في الرسوم المسيئة للرسول الكريم وتصريحات بابا الفاتيكان العنصرية ضد الإسلام والمسلمين والتطاول على الإسلام من قبل بعض السياسيين الأوروبيين والغربيين. وأضاف أنه كان يجب على الحكومات العربية والإسلامية تجنيد جيش من الإعلاميين قبيل الاستفتاء لإقناع السويسريين بأن هذا الأمر ضد حرية العقيدة ويسيء إليهم وأن الإسلام دين سلمي بعكس ما يروج له المتطرفون، مطالبا بإعداد كتيبة من الإعلاميين لإقناع الشعوب العربية بعدم التصويت على حظر بناء المساجد في باقي الدول الأوروبية، لأن هذخ الخطوة ستتكرر في دول أخرى. كما انتقد الشيخ البدري موقف المؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التي اتهماها بالتقاعس حيال هذه القضية، حيث قال إنها لم تضطلع بدورها في التحذير من مغبة خطوة كهذه، ولم تتدخل للحيلولة دون إصدار قرار بحظر المآذن.