شنت "الجماعة الإسلامية"، هجوما ضد ما وصفتهم ب "المتطرفين" من أقباط المهجر، الذين لم يدينوا الممارسات العنصرية ضد المسلمين في الغرب، وآخرها قرار الحكومة السويسرية بحظر المآذن في البلاد، في أعقاب استفتاء أجري الأحد الماضي. وفي تعليق كتبه القيادي البارز بالجماعة عصام دربالة على موقع الجماعة، تحت عنوان: "حظر المآذن في سويسرا.. وأنفلونزا التعصب"، اعتبر قرار حظر بناء المآذن في سويسرا "يكشف بجلاء الفارق بين الإسلام وغيره في مدى التسامح تجاه الآخر"، مشيرا إلى الحرية التي يتمتع بها المسيحيون في مصر في بناء دور العبادة الخاصة بهم دون التعرض لهم من جانب الأغلبية المسلمة. وقال إنه لا يوجد أحد في مصر طالب بمنع أبراج الكنائس أو بكسر الصلبان، لأن الإسلام ببساطة منع ذلك، بل إن أكثر الفقهاء ذهب إلى إلزام المسلم الذي يقوم بكسر صليب يمتلكه مواطن من أهل الكتاب بدفع التعويض له عن ثمنه، وليس هذا من باب تقدير الصليب فهو فكرة تسيء إلى عظمة وجلال الإله، لكن من باب حرية العقيدة وترك كل أحد وما يدين به فهل هناك تسامح أكثر من ذلك. في المقابل، تساءل عن سر صمت "متطرفي" أقباط المهجر الذين يزعمون حدوث اضطهاد للمسيحيين في مصر، وتوجه لهم متسائلاً: هل تقبلون بحظر أبراج الكنائس والأجراس والصلبان؟، وهل تقبلون بمنع الراهبات أو القساوسة من ارتداء الملابس التي تميزهم عن غيرهم؟، وهل تقبلون بقتل محجبة في قاعة محكمة ألمانية؟ إذا كنتم لا تقبلون ذلك فلماذا تعلنوا رفضكم لتلك الممارسات العنصرية المتعصبة، ولماذا لم نسمع صوتكم؟. وفسر ذلك بأنه يأتي متسقًا مع رغبتهم في حظر المظاهر الإسلامية ليس فقط في الغرب بل في مصر حيث يشكل المسلمون الأغلبية، وأضاف متوجها لهم: أتدرون لماذا لم نسمع صوتكم؟! لأنكم إذا كنتم تمسكون زمام الأمور في مصرنا العزيزة لن تكتفوا فقط بحظر المآذن والحجاب والنقاب، بل سوف تحظرون الإسلام نفسه وأيضًا كافة الملل المسيحية المختلفة معكم، لكن الحمد لله أن هذا لم ولن يحدث بإذن الله، والحمد لله أن الأغلبية المسيحية العاقلة بمصر لم يصبها بعد فيروس التعصب والاختلاق والعنصرية الذي أصابكم.