بعد احتلال إسرائيل لسيناء، بدأت في نهب ثرواتها الطبيعية، وأهمها البترول، كانت واقعة نية إسرائيل التنقيب عن البترول في سيناء كما سبق القول نية سياسية لا اقتصادية. ومن أجل ذلك اشترت حفارًا بحريًا من كندا، لاستخدامه في البحث والتنقيب عن البترول في مياه خليج السويس وهو الحفار "كينتج". في شهر فبراير 1970، صدرت الأوامر إلى قيادة القوات البحرية، لمنع وصول هذا الحفار إلى منطقة خليج السويس، وأن يتم تدميره قبل دخوله حقل البترول المصري "مرجان"، في خليج السويس. شكل رجل المخابرات محمد نسيم فريق عمل من أفضل رجال المخابرات العامة وخبراء الملاحة وضباط القوات البحرية.. وقام بتجنيد عملاء المخابرات العامة في الدول التي سيمر الحفار عبر سواحلها، واستقدم فريق من أكفأ رجال الضفادع البشرية التابع للبحرية المصرية، حيث استقرت الخطة على زرع متفجرات شديدة التدمير في قلب البريمة الرئيسية للحفار لإبطال مفعوله، بعد توفير رسم تفصيلي للحفار. تلخصت الخطة في تقسيم قوة الهجوم، المكونة من سبعة أفراد، إلى مجموعتين، مجموعة مكونة من أربعة أفراد تتوجه إلى باريس، ومجموعة ثانية مكونة من ثلاثة أفراد تتوجه إلى زيورخ، ثم من باريس وزيورخ يحصل كل منهم على تأشيرة دخول إلى السنغال، ثم يتوجهون، بعد ذلك، بطريقة فردية إلى داكار. جاءت المعلومات تفيد أن الحفار لجأ إلى ميناء أبيدجان، في ساحل العاج، وفي اليوم التالي كان الأفراد بمعداتهم وألغامهم في القاهرة، استعدادًا للسفر إلى ميناء أبيدجان بساحل العاج. فى فجر يوم العملية الموافق لمثل هذا اليوم عام 1970 تسلل أبطال الضفادع البشرية، تحت إشراف نسيم إلى موقع الحفار وغادر الأفراد الشاطئ، واتخذوا خط السير في اتجاه الحفار، حيث وصلوا إليه في الساعة الخامسة، وخلال ساعة واحدة كانت المتفجرات فى أماكنها بقلب البريمة الرئيسية، وثبتوا الألغام مضبوطة على السابعة صباحًا ثم عادوا إلى الشاطئ الساعة الخامسة وعشر دقائق. بعد فترة قصيرة من الراحة، توجهت مجموعة الضفادع إلى الفندق، فجمعوا ما كان لهم من متاع، ثم توجهوا مباشرة إلى المطار، الذي وصلوا إليه في الساعة الثامنة، وأقلعت الطائرة إلى باريس في الساعة العاشرة والنصف صباحًا، وقبل إقلاع الطائرة من أبيدجان، علم الفريق أن الألغام الأربعة انفجرت في الحفار، فيما بين الساعة السابعة والنصف والثامنة والنصف. وبقي نسيم وحده ينتظر نتيجة العملية.. ومن شرفة فندقه المطل على البحر أخذ يعد الدقائق والثوانى التى تمضي ببطء قاتل.. حتى التقى عقربا الساعة عند السابعة صباحًا ليتعالى دوي الانفجارات من قلب البحر.. ويصبح الحفار أثرًا بعد عين فى الانفجار الذى هز أبيدجان.. وبعدها توجه نسيم إلى أحدى مكاتب البريد ليرسل تلغرافًا إلى جمال عبد الناصر يقول له كلمتين فحسب "مبروك الحج".