أدان مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز، موقف الدول العربية خاصة مصر تجاه قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مطالبًا بتدويل قضية 11 ألف أسير حيث يعيشون الأوضاع المأسوية في سجون الاحتلال الصهيوني، التي ترفض توفير الحد الأدنى لسبل المعيشة الإنسانية التي تكفلها الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان. وطالب مركز سواسية - خلال مؤتمر صحفي اليوم بعنوان "الأسرى الفلسطينيين.- أوضاع مأساوية وحقوق ضائعة"، باختيار أحد الشخصيات العامة مثل الدكتور أحمد زويل ليكون سفيرًا للأسرى الفلسطينيين معتبرين أن ذلك سيدعم كبح جماح العدو الصهيوني في تضليل العالم حول الأسرى الفلسطينيين، وتحسين صورة الأسير الفلسطيني الذي تم وصمه بالإرهابي، رغم انه يدافع عن أراضيه المغتصبة. وطالب المؤتمر بإلزام إسرائيل باتفاقيات والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والتي لا تجيز أن يتعدى سجن الأسير 30 يومًا ودعا الدول العربية والإسلامية، لاستخدام ما لديها من أوراق ضغط على إسرائيل لإجبارها على التخلي عن سياستها العنصرية. حضر المؤتمر أسامة الحلو "عضو المكتب التنفيذي لمركز سواسية " ، د.أيمن الرقب " أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة ومسئول العلاقات الخارجية في حركة فتح إقليمالقاهرة مصر" ، د. حامد أصرف " مستشار التحكيم الدولي وناشط سياسي فلسطيني "، وأيمن سمير "الصحفي ورئيس تحرير جريدة السياسية المصرية". وأكد الدكتور أيمن الرقب على مسئولية إسرائيل الكاملة عن اعتقال أكثر من 11 ألف أسير فلسطيني، ومعاملتهم معاملة غير آدمية تتنافي مع الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وأشار إلى أن هناك العديد من الأسرى يتم الإفراج عنهم، ثم يتم اعتقالهم مرة ثانية دون أي اتهامات، مما أدى إلى قيام العديد من الأسرى باتخاذ الإضراب عن الطعام سبيلًا للتنديد بما يحدث معهم من انتهاكات جسيمة وصارخة للحقوق والحريات ، ولكن إسرائيل لم تهتم بذلك مما نتج عنه استشهاد الأسير الفلسطينيعرفات جرادات والذي استشهد نتيجة التعذيب الذي لاقاه في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأكد أن هناك العديد من الأسرى مازالوا يمارسون الإضراب عن الطعام ومنهم الأسير ياسر العيساوي المضرب عن الطعام منذ مائتي يوم والذي ساءت حالته الصحية بطريقة ملموسة. وأشار الدكتور حامد أصرف، في بيان صادر عن الحملة الشعبية لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، إلى أن ما يقرب من 800 ألف أسير فلسطيني حصيلة من تم اعتقالهم في الفترة مابين 1967 حتى 2012 ، وهو ما يشكل حوالي 20% إلى 25% من الشعب الفلسطيني. وأوضح أن السجون الإسرائيلية بها آلاف الأسرى الفلسطينيين ، منهم 106 أسير تم اعتقالهم قبل اتفاق أوسلو 1994 ، وتضم 71 أسيرًا قد مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عامًا ، و24 أسيرًا أمضوا أكثر من 25 عامًا على رأسهم الأسير كريم يونس، والذي أمضى أكثر من 30 عامًا ، بالإضافة إلى 26 طفل أسير منهم 70 طفلاً أقل من 16 سنة ، بالإضافة إلى 12 أسيرة فلسطينية، و12 نائبًا فلسطينيًا منهم 3 وزراء سابقين، وأضاف أن هناك 1400 أسير أو يزيد يعانون من أمراض متنوعة وظروف اعتقال صعبة وسوء تغذية بالإضافة لعدم تلقيهم أي رعاية صحية لازمة، منهم 16 أسيرًا مريضًا بالسرطان، 50 أسيرًا يعانون من أمراض القلب وأكثر من 150 أسير يعانون من ألأمراض مزمنة كأمراض الكلى والضغط والسكر والشلل النصفي، وهناك 85 أسير محتجزين في سجن مستشفى الرملة وغيره من السجون وهم غير قادرين على الحركة، بالإضافة إلى 532 أسير صدر بحقهم أحكام بالسجن المؤبد لمرات عديدة وعلى رأسهم الأسير القائد مروان البرغوثي وهو نائب بالمجلس التشريعي وأحمد سعدات وفؤاد الشوبكي. وأكد أيمن سمير علي أهمية دور الإعلام " المرئي والمسموع والمقروء" في نشر هذه القضية والعمل علي مساندة الشعب الفلسطيني عامة والأسرى الفلسطينيين خاصة فيما يلاقونه من انتهاكات جسيمة مخالفة لكافة الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان عامة وحقوق الأسرى خاصة، والعمل علي تدويل تلك القضية وفضح الممارسات اللا إنسانية واللا أخلاقية التي يمارسها الكيان الصهيوني، والعمل على توثيق تلك الانتهاكات وإرسالها للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي للوقف ضد هذه الانتهاكات والخروقات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأسير على مدار عقود متتالية، وأوضح أن الإعلام بأنواعه الثلاثة مقصر في دوره في الدفاع عن القضية الفلسطينية وعن الشعب الفلسطيني عامة وعن الأسرى الفلسطينيين خاصة، وطالب الجميع بالاتحاد والصمود ضد هذا العدو الغاشم الذي لا يحترم أي اتفاقات أو معاهدات أو مواثيق، ودائمًا ما ينتهكها على مرأى ومسمع من العالم أجمع. وأشار أسامة الحلو أن الأسري الفلسطينيين والذين بلغ عددهم ما يزيد على 11 ألف أسير يعيشون أوضاعًا مأساوية في سجون الاحتلال الصهيوني التي ترفض توفير الحد الأدنى لسبل المعيشة الإنسانية التي تكفلها الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان. وأشار إلى أن الكيان الصهيوني نجح في تضليل العالم بأسره، بعد أن قام بترويج نفسه بأنه واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط لدرجة جعلت شعوب العالم الحر تصدق أكاذيبه وافتراءاته وتتجاهل الانتهاكات والمأساة الحقيقية التي يعيشها الشعب الفلسطيني. وطالب الحلو الجميع بتبني قضية الأسرى الفلسطينيين حتى يتم الإفراج عنهم جميعًا، ووضع قضية الأسرى في أولويات الفصائل والحركات الفلسطينية ، ودعوة الجهات الرسمية والمنظمات الحقوقية لتتحرك للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وكذلك أيضًا، دعوة الأممالمتحدة إلى الاضطلاع بدورها ومسئوليتها تجاه إعمال قواعد القانون الدولي والالتزام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة، ودعوة الدول العربية والإسلامية لاتخاذ موقف موحد تجاه المأساة التي يعانيها أسرى فلسطين وأن يكون لهم موقف رادع تجاه تلك الممارسات اللاإنسانية، والعمل على تدويل تلك القضية. ودعا إلى توحيد صفوف الحركات الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة ليكون هناك مرصد إعلامي موحد يضع قضية الأسرى ضمن أولويات الإعلام دون الاكتفاء بيوم الأسير فقط، وإنتاج أفلام وثائقية عن الأسرى لنقل الصورة الحقيقية عن الأسير الفلسطيني الذي اعتقل وأسر دون سبب أو جريمة والتكاتف الإعلامي لتغيير الصورة الذهنية عن الأسير الفلسطيني. شاهد الفيديو