افتقدنا الحب بيننا، وذهب إلى مثواه الأخير، وأصبحت قلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة، فأصبح الكل يبحث عن مصلحته ويعطيك من أجلها معسول الكلام، وكما يقول الشاعر: "يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب"، كم من صديق تخلى عنك فى أول شدة تحل بك، وأنكر كل ما فعلته من أجله، وتحدث عنك بالصدق والكذب، ونسب إليك ما ليس فيك، ولذلك أقول: إذا أردت أن تعرف صديقك المحب، فاسمع ما قاله الحكيم عندما سئل عن ذلك إذ قال: هو من يسأل عنك ويهمه أمرك ويحمل همك ولا يمل منك ويغفر زلتك ويذكرك بربك ويصلك إذا قطعك الناس، فهل يعرف العقلاء من هم الأحبة؟