بدأت في أديس أبابا اليوم أعمال "المؤتمر الاقليمي الأول للبحوث العلمية البيولوجية" بمشاركة أكثر من 150 عالما وخبيرا بارزا ومسؤولا من حكومات دول القارة الافريقية بهدف بحث وتبادل تجارب تطبيق انشطة الابتكار البيولوجي والتكنولوجيا البيولوجية بمنطقة شرق افريقيا. ويشارك ايضا في الاجتماع الذي ينظم برعاية "منظمة الابتكار البيولوجي لافريقيا" ولجنة الاممالمتحدة الاقتصادية لافريقيا ويستمر ثلاثة ايام ممثلون من القطاع الخاص والجهات المانحة الدولية وغيرهم من الاطراف المعنية بالابتكار البيولوجي والتكنولوجيا الحيوية بهدف التركيز على بحث التحديات في استغلال الابتكارات العلمية البيولوجية من أجل دفع التحول الاجتماعي والاقتصادي في شرق القارة ومنطقة جنوبي الصحراء الافريقية. وشارك في الجلسة الافتتاحية كارلوس لوبيز الرئيس التنفيذي للجنة الاممالمتحدة الاقتصادية لافريقيا وجيمي سيمث المدير العام للمعهد الدولي للبحوث الحيوانية وجيري امبالي المدير العام لادارة اعداد البرامج بمبادرة الشراكة الجديدة من اجل تنمية افريقيا "هيئة النيباد" التابعة للاتحاد الافريقي . وتشير وثائق الاجتماع الى أن المؤتمر يهدف الى تعزيز أنشطة التكنولوجيا البيولوجية واستغلالها في دفع التنمية بمنطقة جنوبي الصحراء بعد ان احرزت نجاحات بمنطقة القرن الافريقي حيث يقدم الابتكار البيولوجي منصة لاستخدام العلوم والتكنولوجيا البيولوجية في التعامل مع التحديات التنموية الاقليمية الملحة في دول القارة. وتتركز تطبيقات التكنولوجيا والانشطة البيولوجية في القارة على التعامل مع تحديات مثل تعزيز الامن الغذائي وتوفير الطعام والتخفيف من مشاكل تغير المناخ ومشكلة التخلص من النفايات الزراعية والصناعية الضارة وكذلك تعزيز القيمة المضافة للمحاصيل الزراعية التقليدية. كما تتضمن تطبيقات البحوث البيولوجية اختيار النباتات والزراعات المقاومة للآفات والجفاف وخاصة المحاصيل التي توفر السلع الغذائية الرئيسية مثل الذرة، ويركز المؤتمر على بحث تيسير واعداد سياسات أكثر تقبلا للابتكار وادماج البحوث في السياسات الانمائية. وقال المدير العام لبرنامج الابتكار البيولوجي بمنظمة "الابتكار البيولوجي لافريقيا" الدكتور سيوم ليتا ان هناك امكانيات وافرة لاستكشاف الموارد البيولوجية عبر شرق افريقيا من خلال بحوث العلوم البيولوجية، داعيا الحكومات الوطنية والجهات المانحة الى التركيز على العلوم والتكنولوجيا والابتكار. وأضاف أن دول منطقة شرق افريقيا والقارة بشكل عام تتعاون بشأن أجندة التنمية مع أجهزة اعداد السياسات الاقليمية ومن بينها مبادة الشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا والمعروفة باسم "هيئة النيباد" ومع برنامج التنمية الزراعية الشامل في افريقيا ولجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لافريقيا. لكنه حذر من أن قدرات دول القارة في مجال العلوم البيولوجية مازالت نادرة وغير منظمة ولا توجد مبادرات اقليمية قوية كما ان شبكات البحث والتنمية داخل المؤسسات المحلية ومنظمات البحث الاقليمية والدولية لا ترتبط بشكل فعال مع القطاع الخاص في استغلال العلوم البيولوجية الحديثة كأداة من أدوات دفع التنمية في القارة. واشار الى أن برنامج الابتكار البيولوجي دشن عام 2010 للتعامل بشكل مباشر مع هذا النقص في المبادرات الاقليمية موضحا أن احد اهم بنود البرنامج هو اقامة شبكة قوية بالشراكة مع القطاعين العام والخاص في دول القارة. وقال الخبير السويدي البارز جيني برافان وهو مستثمر رئيسي في هذا البرنامج ان هذا المؤتمر سيكون ميثاقا حقيقيا لجهود تعزيز استخدام التكنولوجيا البيولوجية بالشراكة مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والاطراف المعنية الرئيسية لدفع التنمية في القارة. وقال ان المشاركة الكبيرة في المؤتمر من القطاع الخاص أمر مشجع وحيوي لاقامة صلات مع العلماء المختصين من اجل اعداد نظم عمل مبتكرة. ويستعرض هذا المؤتمر نتائج البحوث المطروحة ويستكشف حلولا لتعزيز شبكة العلوم البيولوجية في القارة بهدف بلورة استراتيجيات للتعامل مع التحديات التي تواجه استخدام الابتكارات البيولوجية والتعجيل باستخدام وادماج الموارد البيولوجية لدفع التنمية الاجتماعية والاقتصادية في القارة. ويدعم برنامج الابتكار البيولوجي مشروعات بالتعاون مع 57 مؤسسة شريكة في 6 دول في شرق القارة وهي بوروندي واثيوبيا وكينيا ورواندا وتنزانيا واوغندا وكذلك بدول أخرى خارج المنطقة.