الإستياء هو أقل شعور إنتاب العبد لله عندما شاهد الحركات الصبيانيه التي إفتعلها لاعبي الجزائر فور وصولهم مطار القاهرة ، تحول بمرور الوقت إلي إمتعاض ، خاصة بعد إشتراك الأخ روراوه في فصول مسرحية دون كيشوت ( العبيطه ) التي حاول إخراجها علي مسرح مطار القاهرة . وسر عبطها أنها ذكرتني بما يحدث في ملاعب الدرجة الثالثة أو الترسو تبعنا ، يحدث فيها كل شيئ إلا كرة القدم ، حيث لا صوت يعلو فوق صوت المكسب بالتحطيم والقوة والشغب ، بعيدا عن أية قوانين أو إعتبارات أخلاقية .. أما الإزدراء التاريخي ، فهو لسان حال كل من شاهد حركات الجماهير الجزائرية ، وأفعالها تجاه كل ما هو مصري ، والتي إنتهت بحرق العلم مصر داخل المدرجات .. وإن كنا ندرك جيدا أن هناك أصوات خضراء ، ستخرج معلله أن تلك الفعله حدثت من موتور لا يمثل جماهير الجزائر الشقيقة التي تحترم مصر وتقدرها ، فماذا عن حكاية ( التدريع ) القبيحه التي إخترقت بيوتنا جميعا دون سابق إنذار ؟؟ .. هل هي موتوره أخري من مشجعي الجزائر ؟؟ فعلت ما فعلت لمجرد أن الحاله أصابتها وهي في المدرجات ، كما إسماعيل ياسين ( ساعة تروح وساعة تيجي ) .. نعم قد يخرج من يبرر تلك الفعلة الحمقاء بنفس التعليل المعلب السابق التجهيز ، أو علي طريقة اسماعيل ياسين ، وهو إن لم يكن مقبول من الناحية الأخلاقية ، خاصة أنه صدر عن فتاة جزائرية ، فسوف نتغاضي عنه ونبتلعه علي مضض ، مقابل تفسير أخير وأرجو أن يكون عمليا يوضح لنا السر في قيام مجموعة من جماهير الجزائر قبل اللقاء ، بخلع ملابسها كاملة في شارع الهرم أمام مشجعي مصر من رجال ونساء وأطفال ، حتي أصبحوا عراه تماما ، وأقول عراه تماما ، والجميع يعلم ما أقصد ، في مشهد فاضح منفر ، لا معني له إطلاقا .. حتي تدخل رجال الأمن المصريين لإقناع من خلعوا ملابسهم ، بإرتداءها مرة أخري ، بعد أن أفهموهم أنهم يسيرون وسط القاهرة المحافظه ، وليس علي شاطئ ( نيس ) أو ( كان ) أو حتي ( قسنطينه ) .. نحن لا نتجني علي أحد ، ولكن هذا ما حدث بالفعل ، وبكل صراحة لم أكن لأتناوله في مساحة خصصت لنقاش سوي قويم ، إلا أن السيل الذي بلغ الزبي مما يحدث من الأشقاء تجاه مصر ، هو ما دفعني لوضع أفاعيلهم أمام الرأي العام الجزائري قبل المصري ، وذلك برؤوس موضوعات فقط ، حتي نكشف للجميع الفارق بين الأشقاء .. أعود للموضوع الأهم ، وأؤكد علي إستطاعة الشاطر حسن ورجاله الفوز في السودان ، وهو الذي كان في متناولهم لو إستطاعوا إستغلال حالة الإختلال وإنعدام الثقه لمنتخب محاربي الصحراء في الربع ساعة الأولي من المباراة ، ولو كان هناك نصف تركيز فقط ، لخرجت الجزائر بهزيمة ثقيلة ، لم تكن لتنساها طيلة العمر .. علي كل لم يتبق سوي لحظات فاصلة ، يتحقق فيها حلم بعض الملايين من المصريين ، ولا أقول ثمانين مليون ، كما يتشدق البعض ، لأن هناك من لا يضع علي أجندة أحلامه الوصول إلي كأس العالم ، خاصة أن أجندته متخمه بأحلام أهم من ذلك بكثير ، أقلها حياة كريمة يحياها .. ثم نسدل الستار بعد ذلك علي أسوأ لقاء كروي بين الأشقاء ، والذي أتمني عدم تكراره ، بعد أن إنفضحنا أمام الجميع ، بتصرفات غير مسئولة وكراهية غير مسبوقة .. أما حكاية الفنانين المصريين فلها العجب هي الأخري ، فلا يألوا أحدهم جهدا للظهور في الكادر وخطف الأضواء بأية وسيلة ، وكأن كرة القدم المصرية قد كتب لها أن تكون هي المطية التي يمتطيها البعض ، أو القنطرة التي يستغلها هذا وذاك ، من أجل الظهور والتلميع علي حساب الغلابة من مواطني مصر ، وكأننا قوم من المغفلين والبلهاء ، لا ندرك ولا نعي المغزي الحقيقي من وراء ما يحدث .. أصحاب الملايين وشاليهات مارينا والسيارات الهامر من فناني مصر ، ينتظرون بفارغ الصبر رحلة السيد وزير الإعلام المجانية علي نفقة الوزارة لمساندة المنتخب في السودان ، تماما كام ينتظرون تسول قرار العلاج علي نفقة الدولة ، دون أدني خجل أو حياء ، بعد أن قرروا إمتصاص دم المصريين حتي آخر قطرة .. وكأنهم من الفقراء المعدمين ممن لا يجدون قوت يومهم ، بقي فقط أن نخصص لهم قدرا من زكاة المال ، حتي تكتمل الصورة ، وكان الله في عونكم يا بسطاء مصر ..