بعد التحية لقد شجعتني متابعتى لبابك باستمرار أن أكتب لكِ على أجد حلا لمشكلتى لديكِ... فأنا شاب فى العقد الثالث من عمرى .. أعمل مهندسا فى إحدى الدول العربية ودخلى عال. متزوج من زوجة جميلة، تزوجنا بعد قصة حب عنيفة ولى من الأولاد ولد وبنت لظروف قاهرة فى عملى اضطررت أن أفترق عنهم فهم يعيشون فى مصر وأنا فى دولة عملى, مشكلتى أننى أعانى انفصام حاد فى شخصيتى فأنا على المستوى الثقافى والفكرى والأخلاقى يشار إلى بالبنان من كل من حولى إلا أننى عندما اختلى بنفسى أتحول إلى إنسان آخر .. شهوانى ولا أخلاقى بالمرة مدمن على المواقع الإباحية .. أضيع الكثير من الوقت فى تنزيل الأفلام والصور وترتيبها وحفظها, حريص كل الحرص أن تبقى صورتى ناصعة لكل من حولى. دائما ما أقدم النصح والإرشاد للآخرين أحس فى نظراتهم لى بإعجابهم وإشادتهم بأخلاقى وتدينى وهنا تكمن المشكلة, فأنا غير منبوذ اجتماعياً وغير ملام ممن حولى, راض بحياتى على هذا الوضع خاصة فى ظل بعدى عن أسرتى وزوجتى, مقتنع تماماً أن كل المشكلات التى صرت فيها وأدت إلى بعدى عن زوجتى وأولادى هى نتاج عن حالة الإدمان والانفصام التى صرت فيها, هذه هى مشكلتى باختصار التى تكاد أن تقضى على حياتى. (الحل) أخى صاحب المشكلة...أولاً: معذرة على التأخير فى الرد على رسالتك, حيث أننى أقوم بالرد على المشكلات التى تصلنى حسب أسبقية وصولها على إيميل باب "افتح قلبك", ونظراً لكم المشكلات الكبير الذى يصلنى بالباب عبر الإيميل, فقد تأخرت فى الرد عليك بعض الشىء, فأرجوا أن تعذرنى وتسامحنى أنت وجميع القراء الأفاضل الذين تأخرت عليهم فى الإجابة, وليكون جميعكم على ثقة بأننى أعمل جاهدة بعون الله تعالى لإرضائكم ومشاركتكم حل مشكلاتكم والله المستعان . ثانياً: لن أخوض معك فى الكلام عن مدى حرمة ما تفعله بخلوتك مع الشيطان, فليس من حق أى إنسان أن يضطلع على عورة أخيه إلا فيما أحل الله, وأعتقد أنك تبلغ من العلم والثقافة ما يجعلك تثق تماماً فى مدى حرمة ما تفعله, وهو الأمر الذى يجعلك تختنق لهذه الدرجة وترضخ دائماً لتأنيب الضمير ونفسك اللوامة تشتعل رفضاً لذلك, ولذلك تعتقد بأنك تعانى من انفصام فى الشخصية وهذا ما استبعده أنا عنك, فحالك أخى مثل حال كثير من الشباب وخاصة غير المتزوج إلا من رحم ربى فمنهم من أدمن بالفعل رؤية الأفلام الإباحية وما حرم الله, وبسببها يعانى مشاكل نفسية وصحية لا حصر لها, فبخلاف حرمة هذه الأفلام, فإن سلبيات مشاهدة هذا النوع من الصور والأفلام أثبتت الدراسات والأبحاث على مدار سنوات أن لها تأثيراً سلبياً على ملازميها فى كل جوانب حياتهم وصحتهم وحتى فى مخارج أصواتهم وتركيزهم العام وضعف الذاكرة لديهم. ولكن إذا كان الشباب الذين لم يتزوجوا بعد ليس لهم أية أعذار لمشاهدة تلك الأفلام اللعينة الخبيثة, فما بالك بالمتزوج المحصن المسئول عن أبناء وجيل فى رقبته أمام الله؟؟ أعلم بمدى قسوة كلامى ولومى لك, ولكن أرجوا أن تتحملنى, فهى رسالة يجب أن أدق بها ناقوس الخطر لكل من هو مثلك, ويقوم بما تقوم به, فلا تهاون فى حرمة من حرمات الله تعالى ولا حد من حدوده عز وجل "فأشد الألم يأتى حين ننظف الجروج ", ولهذا فنصيحتى لك أخى أن تعمل جاهداً على أن تأتى بزوجتك وأولادك ليقيموا معك حتى ولو تطلب منك الأمر التضحية بكثير من الأموال والوقت, فأنت كما ذكرت ميسور الحال ودخلك المادى عال, وهو أكبر عقبة أمام غيرك ممن يعملون خارج بلدهم ولا يستطيعون أخذ زوجاتهم معهم, وإن لم تستطيع أن تكون هى وأولادك معك, فآلتكن أنت معهم!! نعم ..أى أن تبحث عن عمل آخر داخل بلدك حتى ولو اضطررت للتضحية بمنصب أو بدخل من الراتب أعلى, فأن تعف نفسك عما حرم الله وتعف زوجتك وتراعى أبناءك أهم وأفضل بكثير مما أنتم عليه من حال الآن,, ولتكن بذلك أخى المحترم الفاضل مثالاً يحتذى به أمام الناس وفى خلوته بنفسه يفخر بكونه عبداً مطيعاً مجاهداً لنفسه وشهواته وشيطانه,, وأوصيك أخى الفاضل.. وإلى أن يجمعك الله بأسرتك الكريمة أن تبدأ بأعظم الجهاد "جهاد النفس"عن المعاصى وما حرم الله, فثوابك حينها أكبر فاترك مشاهدة هذه الأفلام لله تعالى واحتسب الأمر كله لله حتى ييسر لك لم شملك على أسرتك ويعوضك خيراً مما تشاهد حلالاً طيباً وعليك أن تستعين به فى كل أمر وأن تواظب على صلواتك وتقرأ ورداً يومياً من القرآن الكريم فهو خير صاحب فى غربتك, وتحاول دوماً أن تشغل وقت فراغك بالعبادة والجلوس مع من تراهم صحبة صالحة حتى يعينوك على مجاهدة نفسك وهواك, أخى ..ألمس فيك أصلاً طيباً وقلباً كبيراً ومشاعر طيبة لزوجتك, فأنت كما ذكرت أنها جميلة وتحبان بعضكما كثيراً, فلا تضيع هذه النعم الكثيرة والكبيرة بذنوب لن تفيدك, واتقى الله فى صحتك وزوجتك وأولادك فكما قال تعالى: " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذريةً ضعافاً خافوا عليهم فاليتقوا الله" صدق الله العظيم. لا تضيع وقتك وتذهب عمرك وأنت مقيد بسلاسل إدمان مشاهدة تلك الأفلام التى لا جدوى منها غير الذنوب..حرر نفسك منها, انظر للحياة نظرة أخرى متفائلة أقبل على حياة يملؤها النقاء, خذ قراراً حاسماً مع نفسك, وعاهد ربك أن تتركها له وحده عز وجل وقم فوراً وبدون تردد بحذف كل رصيدك من هذه الأفلام, وأغلق تماماً المواقع التى تدخلك إلى عالمها الكريه .. وهناك برامج عبر الإنترنت تقوم بغلقها تماماً إن كان لديك العزيمة والإرادة لذلك وأصبحت أقوى من شهواتك وشيطانك. وأحب أن أكرر وأذكرك بحديث رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم حين قال: "لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع..عن عمره فيما أفناه, وشبابه فيما أبلاه, وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه" وأدعو الله أن يهديك لذلك ويثبتك عليه ونحن جميعاً فليس منا بمعصوم وإن اختلفت المعاصي فاللهم تب علينا جميعاً من كل ما لا يرضيك عنا وارحمنا فأنت خير الراحمين. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد [email protected]