أخيرا نطق الدكتور محمد البرادعى مدير عام وكالة الطاقة الذرية العالمية وقال إنه قد يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة إذا ضمن أنها ستكون نزيهة وهو تصريح أراه جيدا من شخص قال بشكل مباشر انه يفكر في الترشيح للرئاسة وهو تصريح يأتي عقب تصريحات عمرو موسي الذي يفهم منه نيته في الترشيح أيضا وقد لا يكون البرادعى تحديدا هو الأمل في رئيس مصري ذي كاريزما قادر على إحداث نقلة نوعية في البلد لكن البرادعى وزويل ومن على شاكلتهما قادرون على أن يوفروا رئيس انتقالي يعبر بمصر مرحلة الكاريزما والزعامة والأبوة التي عشناها مع عبد الناصر والسادات ومبارك والتي تنازلنا عن حريتنا سواء كان بإرادتنا أو غصب عنا إلى هؤلاء الزعماء الثلاثة وبالتالي فإن حاجتنا إلى رئيس انتقالي بمواصفات بشرية يدفعنا إلى جناح البرادعى وزويل والمستشار البسطويسى وآخرين تنطبق عليهم مواصفات القيادة الإنسانية وليست الزعامة والكاريزما في شخص مثل عمرو موسى مثلا إننا نريد في المرحلة القادمة شخصا يعتمد علينا ونعتمد عليه يعتمد علينا في دعم المواقف والقرارات والصبر على النتائج ونعتمد نحن على نظافته وأمانته وطهارة يده وسعيه للتغيير لذلك رغم وجاهة عمرو موسى إلا أنني أخشى من شخصيته الطاغية والكاريزما التي يتمتع بها والتي قد تدفعنا كشعب إلى النوم مرة أخرى والاعتماد على أفكار وأحلام الزعيم لقد أصاب هذا الشعب حالة إفاقة جعلته متأكدا من كونه شريكا في الحكم ويسعى لاختيار من يعمل عنده في وظيفة حاكم وليس من يعمل الشعب عنده في وظيفة خادم لذلك أنا أميل إلى رئيس منزوع الكاريزما يؤدى مرحلة انتقالية يتأكد فيها كل من الشعب والحاكم أن لا احد منهما –وخصوصا الحاكم – يتحدث بوحي من السماء أو أن عبقريته منقطعة النظير أو أن مصر لو قدر الله لها عدم ولادته لكانت قد ضاعت وتفرق دمها بين القبائل ( وجايز كانوا جابوها من القسم زى عبد الحليم حافظ في فيلم الخطايا ) أننا يجب أن ندعم مبادرة البرادعى وان يجد وفدا من المنظمات الأهلية المصرية والشخصيات العامة يدعمونه ويساعدونه لتوفيق أوضاعه السياسية بانضمامه إلى هيئة عليا لحزب حالي ليتمكن من ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة خاصة انه وبمنتهى الصراحة لا يوجد رئيس اي حزب حالي قادر على منافسة أي مرشح يطرحه الحزب الوطني في أي انتخابات نزيهة ارجوا اغتنام الفرصة وحث البرادعى على اتخاذ إجراءات واقعية لتفعيل أقواله مع الوضع في الاعتبار أن المسألة ليست هينة وتزوير الانتخابات احتمال موجود وعقبات كبيرة سوف تكون في الطريق لكنني أظن أن الأمر يستحق يا دكتور أن حكم مصر لن يأتي على طبق من فضة حتى للرئيس مبارك نفسه