فى أول رد فعل على تصريحات الدكتور محمد البرادعى، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية،التى أكد فيها إنه لا يستبعد خوض انتخابات الرئاسة فى مصر، اعتبر الدكتور يحيى الجمل الفقيه الدستورى أن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون بمثابة «ديكور» إن لم يتم تعديل دستورى حقيقى يشمل المادة 76 التى وصفها بأنها خطيئة دستورية، فيما رحب الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية ومنسق الحملة المصرية ضد التوريث بتصريحات البرادعى، مؤكدا على أن الانتخابات المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل مصر. وكان البرادعى قد أشار فى مقابلة مع شبكة CNN التليفزيونية الأمريكية بثت أمس الأول إنه لا يستبعد خوض انتخابات الرئاسة فى مصر، تاركا اتخاذ قرار بهذا الصدد لحين ترك منصبه خلال الشهر الحالى. وأوضح أنه لا بد من وجود ضمانات أساسية على أن الانتخابات المقررة عام 2011 ستجرى بصورة حرة ونزيهة قبل أن يتخذ قرارا بخوضها. وأكد الدكتور يحيى الجمل، أنه فى حالة إجراء انتخابات حقيقية فإن البرادعى سيحصد أصواتا كثيرة، لكنه أشار فى الوقت ذاته إلى أن الانتخابات الرئاسية فى ظل الوضع الحالى لا ضمان لنزاهتها. وقال الجمل ل«الشروق»: «إذا لم يكن هناك تعديل دستورى حقيقى يشمل المادة 76 فيصبح من يشارك فى الانتخابات بمثابة ديكور، لعدم وجود حياة سياسية وحزبية حقيقية» وأضاف «فى وقت تعديل المادة 76 من الدستور قلت إنها خطيئة دستورية والآن أقول إنها جريمة فى حق هذا البلد، ولا يوجد مادة شبيه لها فى أى دستور، ومن صاغوها أهانوا مصر، أهانهم الله». وقال «ياريت المعارضة تتفق على مرشح واحد لكن إذا ظلت الأوضاع على ما هى عليه أؤيد مقاطعة الانتخابات». ورحب الدكتور حسن نافعة، بتصريحات البرادعى، مؤكدا أن الانتخابات المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل مصر. وقال نافعة الذى كان أول من دعا البرادعى للترشح «هذا أمر مرحب به ويجب أن ترحب به كل القوى السياسية، وعلى هذه القوى أن تبحث عن الطرق والوسائل لتمكين شخصيات بثقل البرادعى وموسى وزويل من خوض الانتخابات الرئاسية، سواء من خلال الانضمام لهيئاتها العليا أو الاتفاق على مرشح وحيد لخوض الانتخابات». وأكد نافعة أن هناك وسيلتين للاقتراب من انتخابات 2011 الرئاسية، الأول هو الدفع بأكبر عدد من الرموز الجادة، أو بالتنسيق بين الفرقاء السياسيين للاتفاق على مرشح وحيد للمعارضة أمام مرشح الحزب الوطنى. وقال إن إعلان البرادعى عن تفكيره فى مسألة ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية سيضع ضغوطا على النظام الحالى لتقديم ضمانات فإذا ما جاء فى مرحلة من المراحل وقال إنه لن يرشح نفسه فسيكون لهذا الأمر صدى على المستوى الدولى لأن البرادعى شخصية تحظى بالاحترام على المستوى العالمى وله صوت مسموع. وحول ترشيح البرادعى فى حالة خوض الرئيس مبارك الانتخابات قال نافعة «ترشيح مبارك مشكلة وترشيح ابنه مشكلة أيضا، فترشح مبارك معناه أن مصر سيقودها شخص تجاوز الثمانين ويقترب من التسعين وهذا لا يليق لا بالرئيس ولا ببلد بحجم مصر تحتاج إلى شخصية حية وديناميكية وقادرة على العطاء» وأضاف «ترشيح مبارك الابن مشكلة أيضا لأن نقل السلطة من الأب للابن لا يليق بمصر، وتولى جمال فى ظروف كهذه معناه أن هذا النظام المستبد سيستمر معنا لمدة 40 عاما أخرى يكون الطريق للديمقراطية خلالها مقطوعا».