يبدو أن الدوري هذا الموسم سيكون صورة طبق الأصل من الموسم الفائت ، وهو الموسم الذي كان نسخة كربونيه من سابقه وما قبل سابقه ، لا جديد فيه تتوقعه ، الأهلي يسير نحو حصد اللقب ، بيسر وسهوله _ يستحقه في الواقع _ ، يساعده في ذلك الزمالك بقيادة مستر عباس ، والإسماعيلي بقيادة الخوجه أبو الحسن ناظر العزبة الجديد .. السيد عباس لا يريد أن يستمع لأحد ، ولأنه صاحب المال ، فهو يتحدث بماله ، وآه من لغة المال تلك ، عندما تصبح هي اللغة السائدة ، فقل علي الدنيا السلام ، وتستطيع أن تقولها أيضا علي الزمالك هذا الموسم ، وهو سلام ( مربع ) ، بإعتبار أن المربع الذهبي المضحك هو الأمل الوحيد لأصحاب الرداء الأبيض هذا الموسم .. وعلي الرغم من وجود حازم إمام بتاريخه الكروي الكبير ، والمستشار أحمد جلال ، وارث المستشاريه من والده السيد جلال إبراهيم ، بما له من خبرة كبيرة في المجال الإداري ، إستقاها بكل تأكيد من الأب ، فإن كل ذلك ينكسر وينحني أمام مفردات المال ، الذي يفتقده كلا منهما ، فلا تسمع صوتا لأحد ، وعندما يتحدث أحدهما أو كليهما ، فكأنما يتحدثان لأحد حلقات برنامج طبق اليوم ، أسماء أكلات رنانه ، لكن بلا طعم أو قيمة ، ولا ميزانية في الجيب لتجهيزه .. أما عمونا أبو الحسن فهو يستمع بإنصات وإهتمام ، وذلك إحقاقا للحق ، لكن ليس لجمهور الدراويش ومحبيه ، وإنما للكابتن حسن حمدي وباشمهندس الصفقات عدلي القيعي ، والواضح أن هناك خطأ ما حدث من قبل جماهير الإسماعيلي ، فحسب معلوماتي أنه لم يشارك أحد منهم في إنتخابات مجلس إدارة الأهلي الصيف الماضي ، فكيف نجح إذن المهندس نصر أبو الحسن علي قائمة الكابتن حسن حمدي !!! .. الإسماعيلي أصبح في عهد المجلس الحالي كما المنصورة والمحله ، مع كامل إحترامنا للفريقين ، فهو ليس الإسماعيلي المبدع ، صاحب الأداء الراقي السريع ، لا متعه ولا روح ولا مهارة ، وهو نفس حال الإسماعيلي منذ الموسم الماضي ، لم يتغير فيه شيئ علي الإطلاق ، الشيئ الوحيد فقط الذي تغير في الإسماعيليه هو جمهورها .. بعد أن كان مضرب الأمثال في الثورة والتعصب لفريقه ، أصبح الجمهور الطيب المسالم علي رأي محمد صبحي ، الفنان ... لا حارس المرمي ، بإعتبار أن الاثنين في الهم سواء .. ما يحدث من السيدين ، عباس وأبو الحسن ، يؤكد بوضوح أن للإدارة ناسها ، فلا الأموال علي كثرتها متمثلة في الأول تنفع ، ولا قلتها مع الأخير تشفع ، بإعتباره من محدودي الدخل كما العبد لله .. وهي إشكاليه غريبة ، من تلك النوعيه التي تحتاج إلي إجتماعات تاريخيه علي شاكلة الدائرة المستديرة ، أو سايكس بيكو ، لمعرفة السبب وراء إنهيار النظام الرأسمالي في الزمالك ، والإشتراكي في الإسماعيلي .. النظام الرأسمالي الزملكاوي ، نسبة إلي الرأس الكبير فيه ، لا يستطيع أن يطوع المال لخدمة ناديه ، همه الوحيد فقط ، إثبات القدرات والتعالي علي الجميع ، كما الرأسماليه في كل أرجاء المعمورة .. أما النظام الإشتراكي الأخير ، فهو نكته ، بعد أن أتي بمبدأ جديد ( لانج ) لا علاقة له بالإشتراكية المعمول بها أو التي كان ، (من كل حسب قدرته ولكل حسب حاجته ) .. ليتغير في العهد الجديد ويصبح ( من الإسماعيلي حسب قدرته وللأهلي حسب حاجته ) .. ولأنه يعلم الدراويش ، كيفية الإشتراك في حصد البطولات للأهلي ، من هنا كان لابد أن ننعته بالإشتراكي ، بل و يسجل في موسوعة ( جينيس ) بإسم مجلس إدارة النادي .. وهو مبدأ مطبق منذ زمن بعيد في الإسماعيلي ، لا يجد من يصده أو يردعه ، كل ما في الأمر أن الإشتراكية زادت جدا في عهد المجلس الأخير .. الأهلي هو الفريق الوحيد الذي إستطاع أن يجمع بين النظامين ، وهو ما يعبر عن حذق وكفاءة إدارته ، التي تعلم جيدا كيفية تدبير أمورها ، و ( تسليكها ) ، تضرب حيث تستطيع أن تضرب ، وتهادن عندما تجد أن الوقت يتطلب ذلك ، فلا تثريب عليها عندما تبحث عن صالح فريقها ، وجمهورها ، بل هي في رأيي تستحق الثناء علي ذلك ، و لا أبالغ إن قلت الإحترام من جانب محبي الأحمر ، لأنها إدارة تعلم جيدا كيف تحترم جمهورها ، فيحترمها هو الآخر .. أما اللوم فيستحقه بكل تأكيد جمهور الأسماعيلي الذي جعل من مدرجات ملعبه خرابات ، ينعق فيها البوم ، وتعشش فيها الخفافيش ، فتجرأ من لم يكن له أن يتجرأ ، والصبر هو الدواء الوحيد الصالح الآن لجماهير الزمالك ، تتناوله بمرارة ، ولسان حالها ينطق ببيت الشعر الشهير ، ألا ليت الهواية تعود يوما لتري ماذا فعل بي الإحتراف ... !!!