المسجد الاقصى ليس فقط قيمه مقدسه تاريخيه عقائديه,أولى القبلتين وثانى الحرمين بناء وثالثهما أجرا وثوابا ومنه كان المعراج واليه كان الاسراء,بل انه أيضا أهم قيمه حضاريه عالميه تؤسس للسلام وحقوق الانسان,فلقد تم فيه أهم اجتماع عالمى تاريخيا,اجتماع جميع الانبياء والرسل,ويمثل ذلك المؤشروالمقيا س لتقييم الاحوال الدينيه العالميه فتاريخيا حينما يكون الاقصى محررا تحت الاشراف الاسلامى تتحقق قداسة القدس كمدينه تشمل دور العباده التاريخيه للثلاث عقائد السماويه وذلك فى اطار حرية العقيده والعباده للجميع على حد سواء--(تلك القيمه الحضاريه الواجب على المسلمين تحقيقها,ولا يمكن أن تتوافر هذه القيمه فى اليهود أو النصارى المعاصرين لانهم جميعا لا يؤمنون بالعقيده اللاحقه لعقيدتهم لكننا كمسلمين نؤمن بالتوراة والانجيل)-- وبالتالى ينعكس ذلك ايجابيا على علاقة الجميع من أتباع هذه العقائد فى انحاء العالم والذى يؤثرايجابيا على شتى الاوضاع العالميه و اقرار حقوق الانسان والسلام الدولى ومن البدهى تردىوخطورة أوضاع العالم الحاليه تبعا لحالة المسجد الاقصى والقدس تحت وطأة الاحتلال. --لذلك قضية الاقصى والقدس تمثل جوهر الصراع فى المنطقه وفتيل اشعال الصراعات الجذريه العالميه,وازالة الاقصى هو الغايه النهائيه لمشروع اسرائيل بسحق ومحق التاريخ والجغرافيا لالغاء اى علاقه بين المسلمين والقدس, الكارثه العنصريه التى لم يسبق لها اى مثيل تاريخى. --فالاقصى والقدسوفلسطين اما عربيه حضاريه اسلاميه أو اسرائيليه عنصريه صهيونيه,,اما الاقصى أوهيكل سليمان لا مجال لاحتمال ثالث اوحل وسط,(اسرائيل تعلن انها دوله يهوديه)لذلك يستحيل عقائديا او عمليا او عسكريا أو سياسيا انجاز اى تسويه للصراع الا بعودة القدس للاشراف الحضارى الذى يضمن الحريات الدينيه المذكوره.وما الحصار الاخير للاقصى الا بداية الطريق واذا تمت التدخلات أو المعالجات بالمسكنات ستتكرر محاولات الوصول للغايه النهائيه. --والتاريخ الحديث يؤكد ان نقطة القاع فى المسار الاسلامى كانت فى 1967 بسبب سيطرة اليهود على القدس دون رد فعل رسمى أوشعبى,ومنذ ذلك الحين انطلقت الصحوه الاسلاميه فى المنطقه وبدأ تصاعد المد الاسلامى عالميا,كما أن منظمة المؤتمر الاسلامى تم تأسيسها فى 1969 بسبب حريق الاقصى المعروف. --المسؤليه: معروف انها تخص مليار ونصف مسلم كفريضه شرعيه,والمسؤليه حاليا فرديه مجتمعيه فقط حيث لا يمكن ان نعول على الانظمه الحاكمه التى تمادت فى التفريط فى المقدسات والبدهيات لدرجة محاولة مسح القضيه من الواقع العربى والاسلامى فمثلا نلاحظ التعليمات الرسميه لخطباء المساجد بعدم ذكرها اثناء خطب الجمعه وصولا الى التخاذل فى مواجهة اسرائيل والقوى العالميه التى تريد الاسراع لانهاء القضيه تماما لمصلحة اسرائيل بكل المقاييس. --مجالات المسؤليه:..شتى أنواع الدعم المعنوى والمادى للمقاومه المسلحه الاسلاميه فى فلسطين بالتزام الجميع بنهج المقاومه الشامل,الفرد والاسره والمجتمع المدنى بجميع مؤسساته ,الجمعيات والنقابات والاتحادات والاحزاب والنوادى وخلافه.. اتخاذ الجميع لنهج المقاومه كمشروع حياه,كفريضه شرعيه وحتميه دنيويه فى كل المجالات,السياسيه والثقافيه والاجتماعيه والسياحيه والاقتصاديه,,,لابد أن نعترف بتخاذل الافراد والمجتمع خصوصا بشأن المقاطعه الاقتصاديه بالرغم من تأكيد فضيلة المفتى بوجوبها شرعا. --دور المقاومه المسلحه:ليس المطلوب كما يدعى البعض تحقيق نصر مادى على العدو فى عدد القتلى والجرحى بل احداث الضرر الكافى لتراجع العدو الاستراتيجى امام المقاومه مع احداث نقلة نوعيه لرؤية شعوب العالم لحقيقة الصراع ولقد تحقق ذلك تماما بعد حرب غزه الاخيره,فلم يستطع العدو انجاز الهدف الاستلراتيجى من الحرب وهو القضاء على المقاومه وحققت المقاومه هدفها بالصمود وتأكيد خيار المقاومه الاسلاميه كخيار استراتيجى لمواجهة الصراع. --مستقبل القضيه:لانها أعمق وأخطر قضيه مصيريه عالميه واسلاميه لا يمكن فهم مستقبلها الا من القرأن الكريم,فسورة الاسراء تؤكد بأن النصر للمسلمين وتحديدا بدخول المسلمين(للمره الثانيه والمصيريه) للمسجد الاقصى كما دخلوه اول مره والتىكانت بالحرب ,وليس باى شكل أخر مثل الاتفاقيات, فالقرأن والتاريخ والواقع يؤكد استحالة التزام اليهود بأى اتفاقيات,والمواجهه العسكريه قادمه لا محاله رغماعن أنف من يستميت فى محاولة تجنبها, واليقين بأن النصر محسوم للمسلمين هونصف المطلوب لانجاز النصروالباقى هو الاعداد المعنوى والمادى الشامل,قدر الاستطاعه وليس بمثل ما عند العدو من امكانات ماديه ونحن الان كأفراد ومجتمعات عربيه واسلاميه بعيدون عن ذلك تماما بكل المقاييس... يكفى أن نلاحظ أن اليهود وهم قله أقنعوا العالم بكل ما هو مزيف وباطل ونجحوا فى وصم الاسلام بالارهاب العالمى ونحن مليار ونصف لا نستطيع اقناع أحد بالحق. فعلى كل منا ,انطلاقا من موقعه فى الحياه,ان يغتنم الفرصه بتقديم شتى أنواع الجهاد.. التوعيه والدعاء والانفاق والدعم والتضحيه تجاه الواجب بشأن أعمق وأخطر قضيه مصيريه على الاطلاق. د.حسن الحيوان رئيس جمعية المقطم للثقافه والحوار [email protected]