جيل الخمسين ... هو الدفعه التى ولدت على أرض مصر بعد عام 1950 أو قبل هذا التاريخ أو بعده " بشويتين" ... وهو الجيل الذى شاهد بداية الحكم العسكرى فى مصر عام 1952 ثم إلغاء دستورعام 1923 كما أن هذا الجيل هو الذى شهد المحاكم الإستثنائية والعسكريه فى عام 1953 مثل محكمة " الغدر" ومحكمة الثورة ومحكمة الشعب والتى كانت تحكم على المتهم بالإعدام أو السجن خلال 24 ساعه كما شهد هذا الجيل إعلان حاله الطوارئ فى عام 1958 والتى مازالت تقيم على أرض مصر حتى يومنا هذا ... واستمرت معايشه هذا الجيل للحكم العسكرى حتى وصل سعر كيلو السكر إلى خمس جنيهات وشاهدنا المعجزات والإنجازات فى القطارات ففى العياط ولأول مره فى التاريخ يركب القطار فوق القطار ... مع إن معلوماتنا أن القطارات تحترق فقط أو تصطدم أو يسقط منها الركاب من أرض دوره المياه فى القطار كما حدث فى قطار الصعيد أما أن يركب القطار فوق القطار فهذا لم يحدث حتى فى بلاد الصين واليابان أو حتى فى تايوان ... وهو إنفراد مصرى أصيل ويسمى هذا الجيل بجيل الخمسين أيضاً لإن أعمار كل هذه الدفعه تعدت الخمسين بل ووصل بعضها إلى سن المعاش ومازالوا يناضلون من أجل الإصلاح ... يعنى روحهم طويله ... ويؤمنون بالغد ويعتقدون أن فلسطين هى أرض العرب والمسلمين وأن ما فرطت فيه الحكومات سوف تسترده الشعوب ... وهم الذين يصرون على أن يعيدوا لمصر ريادتها الفكريه ويعيدوا إليها " طه حسين والعقاد وحقى والسباعى ومحفوظ وغيرهم " وينبت على أرضها العلماء من جديد ... " يعقوب وزويل والباز " ... وأن يحرروها من جديد فيكون قرارها بيدها وأمرها شورى حتى ولو كان بالقائمة النسبيه يعنى جيل " دماغه ناشفه " لإنه على الأقل استقبل الحياة وكانت إنجلترا مديونه لمصر بعشره ملايين من الجنيهات الذهبيه أما الآن فمصر مديونه لطوب الأرض ... وقد كان الشعب المصرى عند ميلاد هذا الجيل يعرف معنى الإحتجاج ويسقط الوزارات ويخرج فى مظاهرات أما الآن فالشعب يدفع الضرائب وهو الذى يخرج الجثث من تحت الأنقاض وأحيانا من بين القطارات ومع ذلك فإن هذا الجيل قد إمتلأ بالزهور الجميله ... واتسم بالصمود والعناد ... ومن زهور هذا الجيل كان" مجدى حسين " والذى يسكن حالياً فى سجن "المرج" ونحتفل الآن بمرور " سنه سجنيه " على حبسه والذى بدأ فى شهر يناير من هذا العام ... والسنه السجنيه لمن لا يعرف إلا السنه الميلادية والهجريه فهى سنه تزيد وتنقص حسب مزاج الحكومة ... فهى فى الأصل تسعه أشهر إلا أنها قد تتحول بقدره قادر إلى أكثر من ذلك أو أقل حسب نوع المسجون ووزنه ... وأقاربه وبيان نوع " مخه " وما إذا كان من النوع المفتوح أم من النوع " المقفول " وما إذا كان السجين محلى الصنع أم أنه عابر للحدود والقارات ... المهم يا سادة إن الجريمة التى أرتكبها " مجدى حسين " هى أنه وطنى " بحق وحقيقى " وليس من النوع " الحنجورى " فكان ينظم القوافل إلى غزه حتى إذا ما تم منعها فى الإسماعيليه وعادت به الحكومة إلى بيته قهراً عاد وفكر فى التسلل إلى غزه ليقدم الدعم المعنوى لشعب غزه المحاصر ... وبدأ رحلتة مختبئاً فى صندوق سيارة حتى دخل إلى غزه ليعلن بطريقته عن دعمه لشعب غزه ثم عاد مرفوع الدماغ والتى هى أنشف من الصلب وكانت عودته من المنافذ الرسميه وطبعاً استقبلته الحكومة المصريه بكلابشات حديديه وتم ترحيله ثم اتهامه بمخالفه القرار الجمهورى رقم 298 لسنه 95 وتم الحكم عليه بالسجن لسنتين مع تغريمة بالفين جنية ولمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعه المحكمة العسكرية والقضيه رقم 33 لسنه 2009 وقد استغرقت المحاكمة عشرة أيام فقط لاغير ... وهكذا يا سادة فنحن نحتفل الآن بمرور أول " سنه سجنيه " على زهره من " زهور الخمسين " من أصحاب الدماغ الناشفه ويستعد المؤرخون لكتابه تاريخ مصر الحديث وتتناول مراكز البحث العلمى دور جيل الخمسين فى النضال المصرى ... فهو الجيل الذى كان يهتف فى أواخر السبعينيات ضد رئيس البرلمان وكان وقتئذ المرحوم " حافظ بدوى " ... فكانوا يهتفون " حافظ بدوى يا حافظ بيه ...كيلو اللحمة بقى بجنيه" ... أما الآن وبعد أن أصبح كيلو اللحم بأربعين جنيهاً فالشعب لا يمكن أن يردد هذا الهتاف لحكمين أولهما ... حكم القافيه ... وحتى لا ينكسر وزن البيت الشعرى وثانيهما ... حكم القوى على الضعيف وحتى لاتنكسر رقبتنا كلنا.... وبمناسبه ما يمر به الشعب المصرى من فقر بسبب الفشل الحكومى فيروى أن شاباً ذهب إلى الشيخ الحكيم ليسأله عن مستقبله فقال له الحكيم " ستمر عليك يا ولدى خمس سنوات من الفقر والجوع " وهنا تهلل الشاب المصرى وسأل الشيخ " ومذا بعد السنوات الخمس " فأجابه الرجل الحكيم .... " حتاخد على كده طبعاً " وعجبي www.mokhtarnouh.com