الأجواء المحتقنة فى مصر، والمشاكل والأزمات الاقتصادية والاجتماعية ليست وليدة اليوم أو الليلة، بل هى نتيجة استبداد وطغيان وفساد، ظل جاثمًا على الصدور البلاد والعباد أكثر من 30عامًا.. نعم ورثنا بعد ثورتنا العظيمة تركة ثقيلة من الفساد لا تحل بعصا سحرية، وإنما تحتاج إلى جهد كبير وتعاون وتكاتف من أبناء الوطن بل خطة استراتيجية فى ظل أوضاعٍ هادئةٍ مستقرةٍ.. وهو ما كان يستوجب على القوى المعارضة تترك حالة العناد والتربص بالرئيس وتصطف وطنيًا من أجل بناء مصر واستكمال أهداف الثورة . لكن قوى المعارضة وجبهة الإنقاذ على رأسها ما فعلت شيئًا من ذلك بل راحت تساعد الفوضى والاضطرابات، وتتربص بالرئيس وتعرقل المسار الديمقراطى وتساعد الثورة المضادة وفلول النظام السابق دون أن تدرى بمنح العنف غطاء سياسيًا حتى رأينا الوطن ينزف دمًا والبلاد يجرها العنف إلى حالة من الفوضى والخراب ويفتح أبوابًا كبيرة للشر.. المصيبة الكبرى أن جبهة الإنقاذ والمعارضة تلعب على كل الحبال توقع على نبذ العنف فى المساء وتمارسه وتدعو إليه فى الصباح وتنادى باحترام شرعية الرئيس وبعد قليل تطالب بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس منتهى التناقض الانتهازية السياسية التى لم يعرفها التاريخ. تتبرأ من العنف وترعى وتنظم المظاهرات التى ينفذ منها العنف، وتسيل فيها الدماء ويطل منها الخارجون على القانون.. تناقض غريب وعجيب أصبحنا فى ظله حائرين مع هؤلاء النفر الذين كل همهم المصالح الشخصية والمناصب فما يدور الآن هو صراع على السلطة ليس للوطن فيه موضع ومن يقول غير ذلك من المعارضة فهو "كذاب أشر". الآن نقولها بصراحة الخاسرون فى سباق الرئاسة والمفلسون شعبيًا يزاحمون الرئيس فى حكمه، ويضغطون لمشاركة الرئيس فى السلطة دون مسوغ شعبى أو سند قانونى، حيث لم يتم اختيارهم عبر انتخابات حرة لا فى البرلمان ولا الشورى ولا فى الرئاسة هم للأسف الشديد فاشلون شعبيًا عبر صناديق الاقتراع اليوم يحاولون فرض رؤيتهم بالقوة عبر وسائل غير ديمقراطية.. بل وسائل غير شريفة وسائل انتقامية تناقض الديمقراطية ويريدون بكل بجاحة مزاحمة الرئيس فى إدارة البلاد.. بدلًا من الانشغال فى الاستعداد لانتخابات البرلمان القادمة والمقرر لها بعد شهرين من أجل الحصول على أغلبية تحمل رؤيتهم فى حكم الوطن الآن يريدون أن يحصلوا على مكاسب سياسية عبر الضغط بالعنف حتى إن كان الثمن إغراق سفينة الوطن. نحن نقول لجبهة الإنقاذ وغيرها من الذين فى قلوبهم مرض والمرجفون فى المدينة أن الحل الصحيح هو الحفاظ على سلمية الثورة ونبذ العنف الحل فى الصندوق الانتخابى وليس فى الشغب, إنما الحل فى الحوار والالتزام بمعايير الديمقراطية وإعلاء سيادة القانون ضد الخارجين لحماية وحفظ أمن البلاد والعباد.. ومن الديمقراطية أن الرئيس معنى باختيار معاونيه والحكومة التى تدير البلاد فإذا أخطأ فيجب الاعتراض عليه بوسائل سلمية ومعاقبة حزبه بعدم التصويت له فى الانتخابات القادمة لكن استخدام العنف والقنابل لضرب قصر الرئاسة فهذا أمر مرفوض.. أيضًا فى المقابل نحن نريد تطبيق القانون على الخارجين بالقانون، وليس بالسحل ولا بالضرب وانتهاك حقوق الإنسان لا نريد من الداخلية أن تخيرنا بين الانفلات الأمنى وسحل المواطنين فهذا أمر غير مقبول.