الوطن ينزف ومصر تحترق.. والغضب سيد الموقف والاستقطاب والانقسام السمة البارزة فى المشهد.. الدماء فى العروق تغلى ومع ذلك جبهة الإنقاذ ترفض الحوار بل تفرض شروطًا تعجيزية أقرب أن تكون ابتزازًا سياسيًا ولا عجب فى ذلك, فجبهة الإنقاذ تعطى غطاءً سياسيًا للعنف لجر البلاد للفوضى وهو ما يفسر دعوتها لثورة ثانية فى الاحتفال بالعام الثانى للثورة فهى تريد خلق ثورة زائفة لا تملك لها أسبابًا أو مقومات وهى تفتح بابًا كبيرًا للشر... لأن مرسى ليس مبارك فمرسى رئيس منتخب جاء عبر إرادة شعبية حرة لم يمض على حكمه سوى 6 شهور، أما مبارك فهو رئيس مستبد ظل 30عامًا على الكرسى ينهب ويخرب مصر.. بون شاسع بين حريات نعيشها ودكتاتورية استباحت الأرض والعرض..لكن جبهة الإنقاذ كفرت بالديمقراطية وآلياتها لأنها لم تحملها إلى السلطة إذن نحن أمام أقلية لفظها الشعب فى الانتخابات والاستفتاءات تمارس الديكتاتورية على الحاكم وتريد فرض آرائها بالقوة ناسية أن الشعب لا يزال سيد الموقف ولا يحتاج إلى وصاية من أحد. وفى الوقت الذى ترفض فيه جبهة الإنقاذ الحوار مع الرئاسة والقوى الوطنية تتواصل مع شباب المتظاهرين فى ميدان التحرير الذى اختطت فيه وسائل العنف والدمار والحرق بالسلمية وأصبح الشغب والبلطجة فيه هو سيد الموقف.. لقد أصبح لدينا اليوم قناعات أن جبهة الإنقاذ تختلق المشاكل وتفتعل الأزمات وترفض آليات الديمقراطية والصندوق الانتخابى وتسلك وسائل غير شريفة فى العمل السياسى وتتحالف مع العنف لإسقاط الرئيس المنتخب، وتلك جريمة فى حق الوطن يجب أن تحاسب عليها جبهة الإنقاذ.. فهى تعبث بأمن واستقرار البلاد من أجل مصالحها الشخصية وتصدر المشهد الإعلامى والسياسي. إذا كنا نقول إن الحوار لا مفر منه ولا بديل عنه إلا أنه من الضرورى إعمال القانون ضد مَن يعبث بأمن البلاد ويخرج من دائرة السلمية إلى العنف.. لابد من استخدام الشدة والحزم مع هؤلاء لذلك نحن نطالب الدكتور مرسى بترك السياسة الناعمة والرخوة إلى سياسة القوة.. فالقانون يحتاج لقوة تحميه وسياسة إرضاء الجميع لا تصلح فى مصر أمام هؤلاء. بلا شك أحسن الرئيس صنعًا بإعلان الطوارئ فى مدن القناة وإن كنا نريد أن تمتد الطوارئ إلى محيط ميدان التحرير والإسكندرية ليجد الخارجون على القانون عقاباً يردعهم.. فسياسة الحلم والحكمة لا تجدى مع هؤلاء. لابد للجميع أن يتحرك فالثورة على المحك تكون أو لا تكون .. مستحيل أن يسكت الإسلاميون على هذه المهزلة التى تديرها جبهة الإنقاذ لجر البلاد إلى فوضى.. الرابح فيها فلول نظام مبارك البائد.. لابد من مشاركة إيجابية وطرح الحلول والبدائل لهذا الوضع المتأزم.. فكل مشكلة لها قطعاً حل.. اللجان الشعبية لمواجهة البلطجية والخارجين على القانون ربما تصبح حلاً حتى يرتدع كل من فى قلوبهم مرض وكل العابثين بالأمن وهم قلة وحفنة مأجورة تسعى إلى إرجاع البلاد إلى الوراء.. وهذا مستحيل.. التحرك اليوم واجب أمام هذه الفتنة والمؤامرة التى تحاك بليل والله تعالى يقول" وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ".