"البناء والتنمية": تصرفات الجماعة أثرت على شعبية الرئيس "النور": فصل الإخوان عن مؤسسة الرئاسة يقلل الاحتقان الشعبى طالبت القوى الإسلامية بضرورة ابتعاد جماعة "الإخوان المسلمين" عن رئاسة الجمهورية وعدم التأثير على قرارات الرئاسة، وذلك من أجل تهدئة الأوضاع وإنجاح مساعي الحوار الوطني، في حين رفضت الجماعة هذه الاتهامات، مشيرة إلى أنها لن تبتعد عن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية طالما ظل في الحكم. وقال الدكتور نصر عبد السلام رئيس حزب "البناء والتنمية" الذراع السياسية ل "الجماعة الإسلامية"، إن هناك تحفظات كبيرة على دور جماعة "الإخوان المسلمين" منذ تولي الرئيس محمد مرسي الحكم، مشيرًا إلى أن تصريحات قيادات الجماعة ساهمت بشكل كبير في التأثير على شعبية الرئيس محمد مرسي بالسلب. وأوضح أنه طالب في جلسة الحوار الوطني التي عقدت مساء الاثنين بفصل مؤسسة الرئاسة عن جماعة "الإخوان المسلمين"، وأن يكون رئيس الجمهورية رئيسًا لكل المصريين وليس لفصيل إسلامي أو إخواني بعينه، مشيرا إلى أن هناك إشاعات أقرب للواقع بأن جماعة الإخوان المسلمين تساند الرئيس في الحكم وهو الذي يرفضه فئات الشعب المصري. وأكد الدكتور ياسر عبدا لتواب رئيس اللجنة الإعلامية لحزب "النور" أنه لا شك أن هناك بعض الممارسات والاستعلاء الواضح من قبل جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن طلب فصل جماعة الإخوان المسلمين عن مؤسسة الرئاسة يقلل من الاحتقان الموجود في الشارع المصري. وأوضح أن جماعة "الإخوان المسلمين" تلحق الضرر بالرئيس دون أن تدري، كما أن تصريحات بعض قادتها تضر بالمشروع الإسلامي كله، مشيرًا إلى أن ممارسات الجماعة قد يترتب عليها انعزال بعض التيارات الإسلامية عن تأييد الجماعة واصطفافها في صفوف المعارضة. في المقابل، قال أحمد عارف المتحدث الإعلامي باسم "الإخوان المسلمين"، إن الجماعة تعرض رؤيتها التي تراها على رئاسة الجمهورية بشكل عام كما يعرض الجميع رؤيتهم، ولا يعنى ذلك بأي حال من الأحوال تدخلها في شئون الرئاسة وعملها. وأوضح أن الجماعة ترفض مطالبات البعض بضرورة انسحابها من المشهد السياسى، خاصة أن الجماعة تعتبر أن الشق السياسى إنما هو جزء من الدعوة والرسالة، مؤكدا أن هناك فصلاً حقيقيًا بين العمل المدنى وبين عمل مؤسسات الرئاسة والحكومة. وأشار إلى أن الديمقراطية نهج جديد في مصر وأمر جديد على المصريين كلهم، لذلك يقال مثل هذا الكلام، مؤكدا أن الرئاسة لو طلبت من الجماعة أي استشارة أو مساعدة، فإننا لن نبخل بذلك على الرئيس، خاصة أن المعارضين للرئيس يبخلون عليه بالكفاءات والاستشارات ولا يفعلون شيئا سوى "الولولة" على الفضائيات. وأوضح أن الجماعة لن تترك الرئيس لأن السلطة مهمة ثقيلة على فرد واحد ولن يقوم بها إلا من يدعمه بمشروع واضح وجماعة كبرى، خاصة أن الرئيس يتحمل فساد ثلاثين سنة كاملة من الفساد. وأضاف: نحن قدمنا أنفسنا للشعب المصري في انتخابات الرئاسة على أننا جماعة ومشروع كبير، ولم نقدم لهم فرد واحد ينفرد في قراراته، موضحًا أنه لا يمكن الحكم على المرحلة الحالية خطوة بخطوة بكل التفاصيل، ولكن يحكم عليها إجمالاً بعد انتهائها، مؤكدًا أن مرسي لن يتدخل أبدًا فى تقنين وضع جماعة الإخوان المسلمين ولكن الجماعة ستقنن عن طريق البرلمان القادم.