رئيس جامعة بنها يشهد ختام المهرجان الرياضي الثالث لجامعات الدلتا وإقليم القاهرة الكبرى    مجلس الوزراء يكرم الأمين العام السابق للمجلس ويهنئ نظيره الجديد بتوليه المسئولية    نقيب المحامين يترأس جلسة حلف اليمين القانونية للأعضاء الجدد    اقتصادية قناة السويس تستقبل وفدا أمريكيا لتفقد أعمال تطوير ميناء السخنة    إشادة كويتية بإنجازات النقل البحري المصري خلال زيارة ميناء الإسكندرية    مدبولي: كلمة الرئيس السيسي في قمة الدوحة عكست موقف مصر الثابت تجاه أوضاع المنطقة    سوريا وإسرائيل.. أمريكا تسعى إلى تفاهمات أمنية وتل أبيب تطالب بقيود واسعة على الجنوب    وزير الرياضة يشهد احتفالية استقبال كأس الأمم الإفريقية في مصر    ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة أرنولد    ضبط عامل تعدى على شقيقه بالضرب بسبب خلافات مالية في القاهرة    تأجيل محاكمة المخرج محمد سامي بتهمة سب الفنانة عفاف شعيب ل22 أكتوبر للاطلاع    اليوم.. ندوة عن سميرة موسى بمكتبة مصر الجديدة للطفل    اليوم.. مؤتمر صحفي لإعلان تفاصيل الدورة الثالثة لمهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 17سبتمبر2025 في المنيا    المنيا.. تنظيم قافلة طبية مجانية في بني مزار لعلاج 280 من المرضى غير القادرين    محافظ سوهاج يعتمد المرحلة الثالثة لقبول طلاب الإعدادية بالثانوي    من بيت الأمان إلى لحظة الوجع.. زوج يذبح زوجته في العبور وضبط المتهم    شاب يلقى مصرعه حرقًا بعد مشادة مع صديقه في الشرقية    أسيوط تبحث مستقبل التعليم المجتمعي ومواجهة التسرب الدراسي    وزير الري: الاعتماد على نهر النيل لتوفير الاحتياجات المائية بنسبة 98%    قبل عرضه بالسينما أكتوبر المقبل.. تعرف على أحداث فيلم «فيها إيه يعني»    محافظ شمال سيناء يفتتح مهرجان الهجن بالعريش    مدبولي: الحكومة ماضية في نهج الإصلاح الاقتصادي الذي تتبعه    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 7 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    فيديو - أمين الفتوى: تزييف الصور بالذكاء الاصطناعي ولو بالمزاح حرام شرعًا    الأزهر للفتوى: يجوز للزوجة التصدق من مال زوجها دون علمه في حالة واحدة    عالم أزهري يكشف لماذا تأخر دفن النبي بعد موته وماذا جرى بين الصحابة وقت ذلك    انخفاض أسعار الدواجن اليوم الأربعاء بالأسواق (موقع رسمي)    "عليهم أن يكونوا رجالًا".. هاني رمزي يفتح النار على لاعبي الأهلي عقب تراجع النتائج    مصر تطلق قافلة "زاد العزة" ال39 محملة ب1700 طن مساعدات غذائية وإغاثية إلى غزة    «جوتيريش»: سيذكر التاريخ أننا كنا في الخطوط الأمامية من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني    تحرك الشاحنات المحملة بالمواد الإغاثية من معبر رفح البري إلى كرم أبوسالم لتسليمها للجانب الفلسطيني    24 سبتمبر.. محاكمة متهم في التشاجر مع جاره وإحداث عاهة مستديمة بالأميرية    تمديد عمل تيك توك في الولايات المتحدة حتى 16 ديسمبر    وزارة العمل: 3701 فُرصة عمل جديدة في 44 شركة خاصة ب11 محافظة    تخفيضات وتذاكر مجانية.. تعرف على تسهيلات السكة الحديد لكبار السن 2025    «ڤاليو» تنفذ أول عملية مرخصة للشراء الآن والدفع لاحقًا عبر منصة «نون»    الليلة.. أيمن وتار ضيف برنامج "فضفضت أوي" مع معتز التوني    ملكة إسبانيا فى زيارة رسمية لمصر.. أناقة بسيطة تعكس اختياراتها للموضة    قبل بدء الدراسة.. تعليمات هامة من التعليم لاستقبال تلاميذ رياض الأطفال بالمدارس 2025 /2026    أبو مسلم يهاجم ترشيح فيتوريا لقيادة الأهلي    وزارة الشباب والرياضة تستقبل بعثة ناشئات السلة بعد التتويج التاريخي ببطولة الأفروباسكت    إسرائيل تعلن عن ممر آمن لإخلاء سكان غزة جنوبا| لمدة 48 ساعة    عاجل- انقطاع الإنترنت والاتصالات الأرضية في غزة وشمال القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي    نائب وزير الصحة تعقد اجتماعًا بمستشفى قنا العام لتطوير مراكز التميز في خدمات ما حول الولادة    «ليه لازم يبقى جزء من اللانش بوكس؟».. تعرفي على فوائد البروكلي للأطفال    صحة المرأة والطفل: الفحص قبل الزواج خطوة لبناء أسرة صحية وسليمة (فيديو)    بتقديم الخدمة ل6144 مواطن.. «صحة الشرقية» تحصد المركز الأول بمبادرة «القضاء على السمنة»    وزير الدفاع السعودي ولاريجاني يبحثان تحقيق الأمن والاستقرار    فون دير لايين تبحث مع ترمب تشديد العقوبات على روسيا    أكلة فاسدة، شوبير يكشف تفاصيل إصابة إمام عاشور بفيروس A (فيديو)    بتر يد شاب صدمه قطار في أسوان    بهدف ذاتي.. توتنام يفتتح مشواره في دوري الأبطال بالفوز على فياريال    خطوات إضافة المواليد على بطاقة التموين 2025.. الأوراق المطلوبة والفئات المستحقة    مسلسل سلمى الحلقة 25 .. خيانة تكشف الأسرار وعودة جلال تقلب الموازين    «تتغلبوا ماشي».. مراد مكرم يوجه رسالة إلى إمام عاشور بعد إصابته بفيروس A    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. الأسد: كلمة منك قد تغير كل شيء    أوقاف الفيوم تنظّم ندوات حول منهج النبي صلى الله عليه وسلم في إعانة الضعفاء.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحذيرات للحكومة من ثورة بدأ الإعداد لبيانها الأول .. ودفاع حار عن الضغوط الخارجية المؤيدة للإصلاح .. ومخاوف من تولى أصحاب الثقة الأمنية قيادة الصحف القومية .. ونصائح للإخوان بالتخلي عن التعالي عن القوى السياسية الأخرى .
نشر في المصريون يوم 02 - 06 - 2005

جددت المظاهرات التي شهدتها القاهرة أمس ، وبالتحديد أمام نقابتي المحامين والصحفيين ، شجون الصحف المصرية اليوم حول الاعتداءات التي تعرض لها نشطاء وناشطات المعارضة على يد أنصار الحزب اليوم صباح يوم الاستفتاء على التعديل الدستوري ، حيث عادت الموضوع ليحتل مساحة واسعة من السجال ، ما بين المؤيدين للحكومة ، الذين يطالبون بوقف الكاتبة في الموضوع بدعوى انه منظور أمام النيابة ، وبين المعارضين ، الذين وجدوا فيما حدث سقطة وخطيئة من جانب الحزب الوطني ، يريدون استغلالها لأقصى مدى . وكان لافتا للنظر اليوم ، وجود تحذيرات صريحة للحكومة من ثورة مقبلة ، بل تطرق الأمر للحديث عن البيان الأول لتلك الثورة ، وقريبا من هذا الشأن ، استمرت الاجتهادات حول طبيعة التغيرات التي طرأت على جماعة الإخوان المسلمين في الآونة الأخيرة . وفي التفاصيل المزيد من المساجلات . نبدأ جولة اليوم من صحيفة " الأهرام" الحكومية ، وبالتحديد مع تلك المقدمة المؤثرة التي بدأت بها الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد مقالها اليوم ، قائلة " تبدو الكتابة في هذه اللحظات المصيرية مهمة بالغة الصعوبة‏,‏ فالنفس تعاف ما يجب أن يكتب ويوصف به ما حدث الأربعاء الماضي بالشارع المصري‏..‏ انتهاكات وممارسات لم يستطعها المحتلون والغزاة‏...‏ بأي ديمقراطية نتشدق إذا كان من يختلف يضرب ويسحل ويغتصب؟‏!‏ الأقوياء والواثقون والمحترمون يحتمون بمحبة الشعوب وتأييدها‏..‏ وبالعصي والسفلة يحتمي الخائفون‏..‏ لحظات أليمة في تاريخنا‏,‏ فالمخططات الخارجية تستكمل أجندتها والإصرار يستحكم لإطفاء بصيص نور لإصلاح يأتي من الداخل‏..‏ استخدام التخويف والترهيب لمواصلة فرض الإرادة الواحدة أصبح مستحيلا‏..‏ إنه إهدار لكرامة مصر وكرامة تاريخ طويل من النضال السياسي والوطني‏,‏ وشهادة موثقة بدماء المصريين بنفاد زمن الصلاحية لجميع أصحاب المحاولة‏ ".‏ ونترك سكينة فؤاد ، ومقدمتها الحزينة ، لكن نبقى في موضوع الاستفتاء ، الذي كان موضوع مقال إبراهيم عيسى في صحيفة " الدستور" المستقلة ، والذي تساءل في سخرية " هل كان أحد من الحكومة ستهتز شعرة من رأسه أو يتحرك سنتيمتر واحد من ضميره ضد انتهاك حرمات المواطنات والضرب والاعتداء على المتظاهرين في شوارع القاهرة لو لم يكن سيدهم وسر بقائهم على مقاعدهم جورج بوش قد أعلن غضباً على ما فعله الحزب الوطني وقواده "جمع قائد" وضباطه ووزير الداخلية الهمام في مصر تلك التي يموت في سجونها المتهمون وتغتصب أمام ضباطها النساء أمام العالم كله وفي مؤتمر صحفي مخصص للقضية الفلسطينية غضب بوش من صديقه المصري على ما جرى للمتظاهرين وللديمقراطية وحرية الرأي في يوم "اسم الله عليه" الاستفتاء التاريخي والجغرافي بتاع أنس الفقي وسمير رجب واحتج البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية على انتهاك الحزب الوطني وحكامه لحقوق الإنسان " . وأضاف عيسى " إذن لم تتحرك الدولة وتعير مواطنيها المضروبين والمنتهكين أي اهتمام باعتبار أنهم كلاب يرفضون سيدهم وتاج رأسهم وزعيمهم وصاحب الطلعة الجوية إلا حينما نطق جورج بوش وأدان وأمر وتأمر هل معني ذلك أن نخرج نحن ونطالب بوش بعدم التدخل حتى يترك للسادة الحكام حرية ضربنا بالجزمة ضرباً وطنياً سياديا بدون تدخل بوش وأمريكا وأوروبا ونقولهم ابعدوا أنتم هؤلاء هم حكامنا ويغتصبونا "مال أهل اللي خلفوكم" " . واعتبر عيسى " أن رفض تدخل المجتمع الدولي في مهزلة انتهاك الحرية والديمقراطية في مصر ووقائع الاستبداد والديكتاتورية وأبدية الحكم وتوريث الرئاسة رفض التدخل الإنساني والسياسي والدولي هو مراهقة سياسية كاملة ورعب أرعن من فكرة الاتهام بالموالاة أو العمالة للغرب فالمؤكد أن القوى المعارضة في مصر تطالب بالديمقراطية الحقيقية من قبل أن ترفع أمريكا يدها أو تزعم ذلك عن المستبدين العرب والذي لاشك فيه ولا لبس حوله أننا نعارض هذا الحكم الفاسد من قبل جورج بوش والمحافظين الجدد ما نسمع عنهم أساساً والحاصل أن معظم معارضي الحكم في مصر من اليسار والإخوان المسلمين وهؤلاء لم يكونوا في يوم من الأيام من طائفة الموالين لأمريكا على الإطلاق ". ثم تساءل " ثم لو جاءت الولايات المتحدة غداً وأعلنت رضاها عن مبارك وحبها المتفاني له ولنظامه وتحالف مع الحكم المستبد ورضيت به ودعمته ساعتها لن يتخلى المعرضون عن معارضتهم للنظام ولن يتحول المعارضون لزفة تأييد ومبايعة إذن الموقف الأمريكي ليس هو الدافع كي نعارض حكم الاستبداد بدليل أننا نعارضه قبل أن يزعم الأمريكان غضبهم عليه والموقف الأمريكي ليس شرطاً كي نستمر في معارضة حكم التأبيد والتوريث بدليل أن الأمريكان لو عادوا وتحالفوا مع استبداد الحكم في مصر فلن تصمت معارضتنا ولن نمشي في موكب النفاق والمبايعة " . ومهزلة الاستفتاء كانت أيضا ، موضوع المقال الأسبوعي للشاعر عبد الرحمن الابنودي في صحيفة "الوفد "المعارضة ، ولفت الابنودي إلى أن " احتكاكات العناصر التي يربيها الحزب الوطني في معالفه بالثائرين الرافضين للاستفتاء الذكي حول المادة 76 من الدستور أثارت التأمل في هول الهوة بين الطرفين. بين شباب »مهذب« يسعي - متحضرا - للتغيير. شباب من كافة ألوان طيف المعارضة، وهؤلاء الذين يخرجون علينا في كافة أنواع الانتخابات يرفعون أصواتهم بفاحش القول ويستعملون أصابعهم في إشارات داعرة، وينتهكون الحرمات فيمزقون ثياب الصحافيات والمحاميات وكأنما انطلقوا من سجن مؤبد فانسعروا وفتح لهم باب القفص وأشير لهم علي أبناء وبنات مصر " . وأضاف " وإني - وغيري - لأعجب من أن مصر تؤوي في ظلماتها هذه الخفافيش، وأتساءل عما لو كانت هناك جهات في الدولة تمرنهم وتؤويهم وتطعمهم وتعلمهم كيف تكون قلة الحياء وتحويل القضايا من سياسية إلي جنسية ومن هتافات وطنية إلي دعارة معلنة فقد رأينا جميعاً صورة هؤلاء المعارضين يقاتلون بالإصبع الوسطي في صورة جماعية حميمة لو تحققت في مشروع وطني أو نية بناءة لصرنا من أعظم الأمم، لكنها الثقافة السياسية لمن لا يؤمنون بمواطنة المواطنين ولا في حقهم في أن ينبهوا إلي الأخطار التي قد تتهدد وطنهم!! " . وتساءل الابنودي " كيف لم يتنبه من أرسل بهؤلاء الذين قمعوا مظاهرات رافضي الاستفتاء أن الأمر لم يعد كما كان في »كل« انتخابات مجلسي الشعب والشورى السابقة وأن ثمة عيوناً متربصة بأنظمة الحكم العربية مبحلقة تستوعب ما يدور، وإذا كانت صحف الأحزاب والصحف المستقلة قد قالت فان الإعلام الأجنبي حول الأمر إلي فضيحة يصرخ منها من تسبب في فعلها ويرفع صوته بأن ما تحويه الصحف الأوروبية والأمريكية إن هو إلا مبالغات وتهاويل لا ظل لها في الواقع ". وأضاف " لا أظن أحدا صدق أن ديمقراطية ستتم. كنا نعرف جميعاً أساليب الدولة من واقع سوابقها ووقائعها القديمة وقرأنا السيناريو المقبل جميعا لا فضل لأحدنا علي الآخر في التخيل. لكننا استبعدنا - قليلا - مسائل الاحتكاك علي هذه الصورة ولم نتخيل أو يدور بخلدنا مسألة التحرش ". واعتبر الابنودي أن " الدولة قد تقنطرت لتمشي عليها تلك العصابات فلتتحمل نتيجة ما فعلت. هل رأينا من قبل دولة تحارب شعبها بالبلطجية؟ إن الواقع يعج بالقوي من ثورية إلي سلفية ومن حزبية إلي مستقلة، إلي هؤلاء الفرط الذين يملأون أرض مصر يبحثون عن لقمتهم بعسر من الفلاحين إلي العمال. هل لم تجد الدولة في كل هؤلاء من يصلح حليفا لها؟.. هل خافت الدولة من تلك القوي أن تقاسمها مغانمها أو أن تطلع علي أسرارها الشخصية والعامة؟ " . وإذا كان الابنودي قد تعجب من أن الدولة قد لجأت إلى البلطجية ، فان مجدي مهنا في مقاله اليومي بصحيفة " المصري اليوم " المستقلة " اعتبر أن مأزق النظام قد تعمق وإن مصر باتت في حاجة لعملية إنقاذ ، قائلا " منذ شهرين تقريبا أعلن عن تشكيل ما يسمى بجبهة إنقاذ مصر من الخارج .. من بعض الهاربين والصادر ضدهم أحكام بالسجن. ويوم السبت المقبل سيتم إعلان في مؤتمر صحفي عن تشكيل جبهة إنقاذ مصر من الداخل برئاسة عزيز صدقي رئيس الوزراء الأسبق وتضم الجبهة بعض الشخصيات العامة والرموز الوطنية . وأضاف مهنا " لا توجد علاقة أو تنسيق بين جبهة إنقاذ الخارج وبين جبهة إنقاذ الداخل سوى في الاسم فقط . والإنقاذ الذي تسعى إليه الجبهتان لا يختلف في المعنى أو المغزى من وراء شعار كفاية الذي رفعه آلاف المثقفين منذ عدة شهور كما لا يختلف عما تسعى إليه جماعة الإخوان المسلمين من البحث عن شرعية وعن وجود لها على الخريطة العمل السياسي. وكل هذه الحركات والتنظيمات تتفق وتتوحد في كثير من مطالبها مع ما تنادي به أحزاب المعارضة الرئيسية وهي الوفد والتجمع والناصري وينضم إليها حزب الغد بالإصلاح السياسي والدستوري في البلاد ." واعتبر مهنا أن " كل هذه الأحداث بعد تجميعها قد تكون مقدمة لأحداث أكبر إلى الأوضاع التي عاشتها مصر قبل ثورة 1952 فالاتهامات هي نفسها الموجهة إلى نظام الحكم الحالي مع قليل من الفروق الصغير والذي تبقى هو أن يتم الإعلان عن بيان رقم واحد فماذا ينتظر نظام الحكم ؟ . المواجهة والعنف والفوضى سيكون هو الخاسر فيها وليس أمامه سوى الاستجابة لدعاوى الإصلاح والبديل كما قلت انتظار البيان رقم واحد ". وفي مقابل هذا الهجوم الكاسح ، جاء الرد الحكومي على يد سمير رجب في صحيفة "الجمهورية" الحكومية ، إذ اعتبر " أن التمادي في تصوير ما حدث يوم الاستفتاء علي غير حقيقته إنما يسيء إلينا كشعب إساءة بالغة. نعم.. لقد حدث تصادم هنا. أو هناك ووقع تشاحن بين فريق مؤيد. وآخر معارض.. فلماذا نتخذ من هذا أو ذاك وسيلة مغرضة لإشاعة الاستفزاز في المجتمع. واستثارة مشاعر الجماهير..؟؟ " . وأضاف رجب " ن هؤلاء الذين ينصبون أنفسهم مدافعين عن شرف البنات.. يجب أن يعلموا أنهن أولاً وأخيراً بناتنا اللاتي لا يرضي أحد المساس بهن بأي شكل من الأشكال.. مثلما لا نسمح بأن يتعرض رجل أو شاب للضرب أو الإهانة أو شيء من هذا القبيل. لكن قبل ذلك كله ينبغي أن نحكم العقل.. وألا نكيل الاتهامات جزافاً.. وألا نوجه سهامنا الطائشة إلي قوات الشرطة تارة. وأعضاء الحزب الوطني تارة أخري وكأن ذنبهم الوحيد أنهم يمثلون الأغلبية في الشارع السياسي المصري ". اعتبر رجب " أن الذين يريدون أن يشعلوا النيران من واقعة أو واقعتين "مغلوطتين".. لا يكفي أن نقول لهم اتقوا الله بإخلاص ويقين بدلاً من أن تتاجروا بتعاليم دينه متاجرة رخيصة. وتزايدوا علي سُنة رسوله الكريم. ولقد أثبتت التحقيقات في إحدي الوقائع أن الشهود عجزوا عن تحديد شخصية المعتدين.. وبالتالي هل المنطق أن يدفع إنسان ثمن ذنب لم يرتكبه..؟! ثم..ثم.. ومن أدرانا أن الذين يملأون الدنيا صياحاً الآن.. ليسوا هم البادئين بالعدوان.. أو علي الأقل بإطلاق الشائعات الخبيثة.. مما هيأ المناخ تلقائياً لوقوع الصدام..؟! " . ونترك موضوع الاستفتاء بكافة ملابساته ، وننتقل إلى موضوع الإصلاح بمفهومه الواسع ، إذ وجه الدكتور عمرو الشوبكي في مقاله بصحيفة "الدستور" المستقلة عدة نصائح لجماعة الأخوان المسلمين ، قائلا من "المؤكد ‘ن الإخوان شهدوا تطوراً حقيقياً وانفتحوا على قضايا الديمقراطية والإصلاح السياسي وسيبقى تجاوزهم لهذا الشعور الداخلي بالتفوق أو التمايز لأنهم إخوان ومسلمون هو المدخل الحقيقي لدمجهم كحركة سياسية مثل باقي القوى الأخرى فإيمانهم الأعمق أو ارتباطهم الفكري والعقائدي بنص مقدس هو خيار فردي محمود أما أن بتصور كثير منهم أنه نتيجة لهذا الخيار يجب أن يتمتعوا بوضع خاص فوق النقد هي مسألة مرفوضة أو أنهم إذا طبقوا الشريعة الإسلامية في ظل نظام سياسي غير ديمقراطي وعديم الكفاءة والرشادة فسيكون ذلك كارثة بكل المعايير ". ومضى الشوبكي في نصائحه قائلا " المهم أن يعي الإخوان وباقي القوى السياسية أن الإصلاح السياسي والديمقراطي هو ليس مجرد وسيلة للوصول إلى السلطة إنما هو طريق بناء دولة عصرية قادرة على تلبية حاجات مواطنيها والتأثير بكبرياء في محيطها الإقليمي ولا يمكن أن تستمر الحكومة في استبعاد الإخوان من مسيرة الإصلاح وحان الوقت لكي لا يستثنى الإخوان أنفسهم من تلك المسيرة " . والنصائح كانت أيضا محور مقال الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة في صحيفة " الأهرام " ، لكنها كانت خاصة للحكومة بشأن كيفية التعامل
مع الصحف القومية ، إذ رأى سلامة أن " الصحافة القومية ، التي تملكها الدولة تتعرض لمنخفض جوي سياسي واقتصادي عاصف، ظهرت أعراضه بشدة في مرحلة السيولة الحالية‏.‏ وقد بدأت بوادر هذا المنخفض الحاد منذ سنوات‏.‏ ولكنها انعكست وبشدة أخيرا في تراكم الخسائر المالية لدي بعضها‏,‏ نتيجة سوء الادارة‏,‏ أو بسبب عجزها عن مجاراة التطورات والتقنيات الحديثة في عالم الصحافة‏,‏ مما أدي إلي مضاعفة اعتمادها علي ما تتلقاه من دعم مالي من الدولة‏,‏ انتقص بالتالي من استقلاليتها وزاد من ركودها المهني "‏.‏ وأوضح سلامة أنه " ولسبب أو لآخر وفي ضوء بروز تيارات جديدة صاعدة علي سلالم الحزب الحاكم‏,‏ قفزت إلي السطح توجهات تدعو إلي ضرورة تغيير الهياكل الصحفية القائمة وتجديد دمائها‏.‏ وبينما كان من المحرمات في وقت سابق الحديث عن خصخصة الصحافة القومية‏,‏ باتت تتردد الآن نغمة جديدة تدعو إلي إعادة النظر في هياكلها المالية والإدارية وقياداتها الحالية‏,‏ وإعفاء الدولة من أعبائها وقد ظن بعضهم ممن لا يدركون مدي تعقيد أوضاع هذه المؤسسات أن الوقت قد يكون مناسبا لتغيير قياداتها هذه المؤسسات التي ارتبطت بالنظام ارتباط الشفتين‏ " . واعتبر سلامة أن " الأمر الذي لا خلاف عليه هو أن حاجة الصحافة إلي إصلاح جذري كان أمرا مطلوبا منذ سنوات‏.‏ ولكن هذا الإصلاح لا يمكن أن يتم بدون دراسة متأنية شاملة‏,‏ وعقلية واعية متفتحة تدرك أهمية حرية الصحافة‏,‏ وتضع حلولا جذرية لمؤسساتها في حالة تجديدها وإعادة النظر في ملكيتها‏,‏ مع تعديل قوانين الصحافة بإلغاء عقوبات الحبس في جرائم النشر‏,‏ وتمكين النقابة من ممارسة دورها‏.‏ أما الظن بأن تغيير القيادات هو الحل‏,‏ ومسارعة بعض الجهات للدفع بمرشحيها الذين لا يمتلك بعضهم الحد الأدنى من الكفاءات المهنية والمؤهلات القيادية اللازمة‏,‏ إلا لأنهم من أهل الثقة الأمنية أو من أعضاء الشلة الحاكمة‏,‏ فهو ما سوف يكفل القضاء علي هذه المؤسسات أمام منافسة الفضائيات المنطلقة بقوة من ناحية‏,‏ والقوي الإعلامية الشابة الصاعدة الأكثر تحررا واقترابا من نبض الحقيقة من ناحية أخري‏!!‏ " .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.