كشفت مصادر مطلعة داخل الحزب الوطني أن تعليمات صدرت خلال اليومين الماضيين بتسريح أعضاء " مش كفايه" ، المؤيدة للرئيس مبارك ، وذلك على خلفية تورط أعضاء الحركة في الاعتداءات التي تعرض لها ناشطو وناشطات المعارضة على يد أعضاء الحركة . وأشارت المصادر إلى أن أعضاء حركة " مش كفايه" تلقوا نبأ تسريحهم شفاهة من احد مسئولي الحزب الحاكم ، خلال مكالمة هاتفية بينه وبين الوسيط الذين يتولى تجميع أعضاء الحركة ، والذي اقترح قيام تنظيم مظاهرة جديدة تأييدا للحزب الوطني ، لكن مسئول الحزب رفض ذلك ، وأخبره بقرار تسريح أعضاء الحركة . ويذكر أن هذا الوسيط هو احد اسطوات حي الجيارة بالقاهرة. وقد أصيب عناصر حركة " مش كفايه" ، ومعظمهم من سكان المناطق الشعبية الفقيرة ، بخيبة أمل كبيرة حينما توجهوا من تلقاء نفسهم يوم الأربعاء الماضي نحو نقابة الصحفيين للمشاركة في قمع مظاهرة كفاية لكنهم فوجئوا بصدور تعليمات إليهم بالعودة لمنازلهم. الطريف أن مجموعة من هؤلاء توجهوا نحو عدد من رموز حركة كفاية بغرض تقديم خدماتهم ظنا منهم أن كلا الطرفين كفاية ومش كفاية يحصل أعضاؤها علي أجر يومي. وشدد جورج اسحق المنسق العام لحركة " كفايه" في تصريحات ل " المصريون" على رفض الحركة لأي اتصالات أو مفاوضات مع "هؤلاء البلطجية" ، وأكد أن حركة كفاية حركة محترمة ترفض التعامل مع مثل هؤلاء الرعاع . واعتبر اسحق أن ذلك التسريح لجحافل البلطجية مؤقت وان النظام خلال الأيام القادمة سوف يلجأ للعنف ولكن بعيدا عن أعين الكاميرات. وأضاف أن الضغوط شبه اليومية التي تمارس علي النظام من الخارج دفعت بالعقلية الأمنية لإعادة حساباتها من جديد بحثا عن تطور نوعي يفيد باستمرار القمع والتنكيل بالمتظاهرين بعيداً عن أعين كاميرات الفضائيات وجمعيات حقوق الإنسان. وأكد اسحق أن أجهزة الأمن باتت في مأزق حقيقي بسبب الرصد الذي تقوم به الجهات الدولية التي ترفض لجوء الدول للقمع الوحشي تجاه المعارضين. من جانبه ، أكد أحمد بهاء الدين شعبان احد رموز حركة كفايه أن هؤلاء البلطجية يجب أن يكونوا محل عطف وشفقة وذلك لان النظام حريص علي أن يستفيد من قهرهم وجوعهم فيحولهم لكلاب ضالة من اجل نهش أجساد المعارضين. وأعرب شعبان عن قناعته بأن الفترة المقبلة سوف تشهد عودة الرشد للعديد من فئات البسطاء وربما يكتشف جنود الأمن قريبا أنهم يحاربون في الجبهة الخطأ وان حربهم الحقيقية ضد النظام الذي جوع أسرهم وحرمهم حتى من الحصول علي معشار حقوقهم.