أطلعت صباح اليوم على إحدى الصحف الورقية العربية الكبرى و الواسعة الانتشار في العالم العربي ، و فوجئت بها تنشر تقريرا ، كانت "المصريون قد انفردت به وحدها و نقلته عنها عشرات المنتديات على شبكة الانترنت ، توقعت أن تحيل الصحيفة التقرير إلى مصدره "المصريون" إذ كان قد مر على نشره نحو أربعة أيام ، و استقر في يقين و وجدان الناس ، أن "المصريون" وحدها هي صاحبة السبق في الحصول عليه و نشره ، غير أني فوجئت بالصحيفة العربية ، تحيل التقرير إلى إحدى وكالات الأنباء الغربية !!. و الطريف أنه قبل ذلك بيومين ، كانت صحيفة مصرية مستقلة معروفة ، قد نقلت حرفيا خبرا انفردت به "المصريون" أيضا ، و نشرته الصحيفة المصرية في صدر صفحتها الأولى ك"مانشت" أساسي، وتجاهلت مصدره الحقيقي و صاحبة السبق و الفضل فيه " المصريون ". و عندما زارت زوجة الرئيس الأمريكي "لورا بوش" ، الإسكندرية ، نشرت "المصريون" في ذات الليلة خفايا و أسرار و تفاصيل و فضائح الزيارة ، و بعدها بأيام نقلت صحف مصرية في الداخل و أخرى عربية تصدر في لندن ، حرفيا انفرادات " المصريون " و تغطيتها المثيرة لهذه الزيارة ، و تجاهل الجميع المصدر و نسب كل منها الفضل لنفسه !!. حتى إن مراسلنا بالإسكندرية الزميل النابه و الصحفي اللامع الأستاذ أحمد حسن بكر ، و صاحب هذه الانفرادات استشاط غضبا و ساءه هذا الظلم و الغبن و غياب الشفافية و الأمانة الصحفية ،و كتب إلى إدارة تحرير "المصريون" رسالة عاتب فيها زملائه في الصحف الأخرى التي "سطت" على جهوده و نسبتها زورا و بهتانا إلى نفسها ، طالبا منا نشرها ، إلا إن إدارة التحرير رأت إرجاء النشر لوقته و لحينه و لمناسبته. غير أن تكرار و استسهال النقل من "المصريون" و استباحتها على هذا النحو ، فد فاق تحملنا على "كظم الغيظ" ، و حملنا على أن نفضفض عما يعتمر في صدورنا من حزن مشروع . و نحن هنا في "المصريون" ليس لدينا أية حساسية أو مانع من أن ينقل الآخرون عنا ما يرونه مناسبا لهم من مواد إخبارية ، و لكن ما يضيق به الصدر ، و نعاتب عليه عتاب الحريص على أن تظل صورة العاملين في مهنة الصحافة ، و كما هو حالها في وعي الناس ، صورة "صاحب الرسالة" ، الذي يستقي شرعيته و صدقيته من أمانته و من أن ينزل الناس منزلتهم ، و أن يحفظ لأهل الفضل فضلهم . ما نعاتب عليه هنا هو هذا النوع من "النقل الحرام" ، و ليعذرني زملائي لهذا الوصف ، الذي قد يستثقله البعض مني ، و لا أخفيكم أني مراعاة لمشاعر زملاء المهنة و تقديري و إجلالي لهم قد حاولت البحث له عن أية تسمية أخرى تكون أخف و أرفق ، غير أني لم أعثر بعد طول تفكر و تأمل على غير تلك التي وصفته بها بين "القوسين". و لعل زملائي يقدرون دوافع هذا العتاب الذي قد يعتبرونه "خشنا" ، فما عساي أن أفعل و أنا أرى جهود زملائي من صحافيي "المصريون" الذين يسهرون الليالي بحثا عن الانفراد و السبق الصحفي ، و حقوقهم المهنية تهدر على هذا النحو ، و يتعدى عليها بخفة لا تقيم لهم وزنا و لا لجهودهم احتراما .