في اعتراف عالمي لا مثيل له بالانفراد الذي قامت به صحيفة "الشروق" ، أبرزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير مطول التفاصيل الكاملة وراء القصة الخبرية التي انفردت بها "الشروق" هذا الأسبوع عن الغارة الجوية التي استهدفت شحنة أسلحة في الأراضي السودانية كانت متجهة إلى غزة ، حيث شرحت الصحيفة كيف أن التقرير الذي نشرته الصحيفة المصرية لم يتسن التأكد منه في البداية ، ولكن كافة الصحف ووسائل الإعلام العالمية لم تجد مفرا سوى نقل كافة الأنباء المتعلقة بهذا الموضوع من تقرير الشروق. وقالت النيويورك تايمز إن الانفراد الذي قامت به جريدة "الشروق" بنشرها تقريرين في مانشيتاتها الرئيسية على مدار يومين متتالين عن الغارة الجوية التي تعرضت لها الأراضي السودانية في شهر يناير الماضي أثار جدلا كبيرا في الأوساط الأمريكية والإسرائيلية والسودانية ، خاصة مع أجواء الغموض التي ترافقت مع هذين التقريرين في البداية. وذكرت الصحيفة الأمريكية الشهيرة تحت عنوان "لغز الغارة الجوية على السودان" بقلم محررها روبرت مكاي أن التحقق مما إذا كانت هذه الغارة قد حدثت بالفعل أم لا لم يكن أمرا ممكنا في باديء الأمر ، نظرا لأن المنطقة التي ذكر السودانيون أن الغارة قد وقعت فيها قرب ميناء بورسودان على البحر الأحمر ما هي إلا منطقة نائية فقيرة لا يوجد فيها إلا الصحراء! وأشارت الصحيفة إلى أن الجانب السوداني أعلن الآن فقط عن هذه الغارة لأنه بدأ في إجراء تحقيقات في ملابساتها بشكل كامل ، وأضافت أن صحيفة "الشروق" المصرية كانت أول وسيلة إعلامية تنشر تصريحات على لسان مبروك مبارك سالم وزير المواصلات السوداني أدلى بها في مؤتمر صحفي في الخرطوم قال فيها إن "قوة مسلحة كبيرة" لم يحددها قصفت شاحنات صغيرة تحمل أسلحة متجهة إلى الحدود المصرية – السودانية في يناير الماضي. وقالت النيويورك تايمز إن محطة برس تي في الإيرانية نقلت بعد ذلك الرواية كلها باللغة الإنجليزية عن "الشروق" المصرية وحدها ، وهو نفس ما فعلته وكالة "رويترز" للأنباء ، مع الفارق في أن رويترز استخدمت أسلوبا مختلفا في ترجمة تقريرها حيث نسبت المعلومات إلى "الشروق" فقط ، وقالت إنها لم تتمكن من تأكيد المعلومات الواردة في التقرير ، حيث قال تقرير رويترز : "نقلت الشروق عن مصادر سودانية عليمة هذا الأسبوع أن طائرة أمريكية شاركت في الغارة الجوية التي أسفرت عن مقتل 39 شخصا". كما نقل التقرير نفسه عن "الشروق" أيضا موقع "سودان تريبيون" على الإنترنت باللغة العربية ، وركز على الجزئية التي تقول إن الشاحنة المستهدفة بالغارة كانت متجهة إلى غزة ، وبعد ذلك – والكلام لنيويورك تايمز – نقلت شبكة سي.بي.إس. التليفزيونية الأمريكية التقرير نفسه على شبكة الأخبار التابعة لها ، وتلتها في ذلك صحف أخرى مثل الواشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز ، وغيرها. ولكن تقرير النيويورك تايمز ذكر أن التقارير الأخرى التي نشرت في وقت لاحق في وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية أضافت مزيدا من التفاصيل على رواية "الشروق" الأساسية ، حيث ذكرت سي.بي.إس. نقلا عن مراسلها للشئون الأمنية ديفيد مارتن أن طائرة إسرائيلية هي التي نفذت الهجوم بعد أن اكتشفت المخابرات الإسرائيلية أن الأسلحة كانت متجهة إلى غزة عبر الأراضي المصرية وسيناء. أما رويترز فنقلت يوم الخميس عن اثنين من المسئولين السودانيين قولهما إن طائرة غير معروفة الهوية نفذت الهجوم ، في حين أن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ذكرت عبر موقعها الإليكتروني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لم يبذل جهدا كبيرا في نفي أنباء قيام إسرائيل بشن هذه الغارة ، كما لم يؤكد قيام إسرائيل بها ، ونقلت عنه قوله : "إسرائيل تضرب أي مكان – قريب أو بعيد - لوقف الإرهاب"!