نظم عدد من شباب الثورة مؤتمرا صحفيا اليوم الأحد بمقر جريدة الجمهورية، وذلك لتدشين منتدى شباب الثورة للحوار من أجل تحقيق كامل أهداف الثورة والحفاظ على سلمية الثورة المصرية ورفض العنف. وشارك فى المنتدى عدد من شباب الحركات والأحزاب السياسية إسلامية وقومية وليبرالية ويسارية بحضور عدد كبير من شباب الثورة منهم محمد السعيد منسق اتحاد شباب الثورة وأحمد محيى منسق لجنة الدفاع عن الحقوق المدنية. من جانبه أكد معاذ عبد الكريم المنسق العام للمنتدى شكره على استضافة جريدة الجمهورية لشباب الثورة فى حين أغلقت فى وجههم عدد كبير من النقابات ومؤسسات الدولة معتبرا ذلك ليس غريبا عن جريدة ثورة يوليو والجرية الشعبية الأولي. وألقى عبد الكريم بيان المنتدى الذى أكد فيه "أن مصر تمر بفترة عصيبة من الانقسام والتصعيد اللفظى للغة الخطاب السياسى مما أدى إلى حشد الجماهير بشكل مبالغ فيه فى تظاهرات شعبية لرفض وتأييد قرارات صدرت عن الموسسة الحاكمة فى الدولة واستمر هذا الانقسام حتى فى إقرار دستور البلاد ولكن الآن قد دق ناقوس الخطر بتصعيد الخلاف السياسى لشحن جماهيرى وتصادمات واعتداءات من جميع الأطراف أدت إلى مقتل عدد من شباب مصر الأبرياء وكذلك الاعتداء على منشآت خاصة و عامة وذلك مؤشر سلبى ينم عن انحراف فكرى و تنفيذى لبعض الأفراد عن مبادئ الثورة التى تميزت بسلميتها بالرغم من تعرضنا للعنف من قبل النظام السابق الذى وصل إلى قتل أعداد كبيرة من الثوار ولم يحمل أحد من خندق الثورة أى سلاح للاعتداء بل دافع عن نفسه بشكل سلمى . وتابع :" أن ما نعانى منه إنما هو نوع من التطرف والعنصرية إن كانت على أساس أيدلوجى أو حزبى أو دينى إنما ينم عن تراجع فى قيم بعض أفراد المجتمع ممن ارتكبوا هذه الحماقات و من شجعوا على ذلك ومن لم ينكر هذا الشكل العنصرى فهو مشارك فيه أيضا فلابد أن نتصدى لذلك إنقاذاً للوطن لكى لا تقع مصر فى وحل العنصرية الذى لم نشهده بلادنا على مر الزمان . وأكد أن الشباب كانوا يعتقدون أن مصر تحتوى على نخبة ناضجة قادرة على التفاهم والتواصل مع بعضها البعض من أجل أن تعبر سفينة الوطن لبر الأمان و لكن ما حدث من أفعال غير مسئولة من كل النخب باختلاف أيدلوجيتها و تنوعتها الحزبية و أثبتت للجميع عدم نضجها وأشعرتنا جميعا بالقلق على مستقبل مصر وأبنائها ونحملهم جميعا مسئولية الدماء التى سالت بسببهم . وأوضح البيان أنه بعد عامين من الثورة نذكر الجميع إننا خرجنا كشباب مصر لكى نعبر عن رفضنا لكثير من ممارسات النظام السابق الفاسدة وانضمت القوى السياسية بالكامل إلى المسيرات الشبابية بعد ما نجحت فى الدخول إلى ميدان التحرير وإننا لم ننجح إلا بتوحدنا على هدف وتوافقنا عليه بالرغم من اختلافاتنا الفكرية . وأعلن عبد الكريم أن المشاركين فى المنتدى قرروا إقرار مبدأ الحوار كوسيلة لحل كافة الخلافات السياسية مع نبذ العنف و تجريمه ورفضه التام بأى حال من الأحوال، وعدم الخوض فى الماضى وأخطائه وتركه للقضاء والسعى لصنع مستقبل أفضل لأبناء مصر وإعلاء المصلحة العامة، مؤكدا ضرورة تمكين الشباب ومشاركتهم فى القرار السياسى و إدارة البلاد ووجه المشاركون فى المؤتمر الصحفى رسالة إلى كل النخب من قادة الإخوان و الجبهة الإسلامية و جبهة الإنقاذ الوطنى و الأحزاب قالوا فيها "إنكم أسأتم إدارة الأزمة فإما أن تتوافقوا وتصوبوا أخطاءكم أو تتركوا الإدارة لجيل يحلم بوطن يسع جميع أطيافه ويحتكم لإرادة شعبه ". وقال صفوت عمران المنسق الإعلامى للمنتدى إن ميثاق العمل الوطنى الذى يطرحه يهدف إلى تهذيب الخطاب الحوارى والإعلامى والسياسى بحيث يكون ملزماً لنا نتعاهد على الالتزام به ومخالفته تعد نقضاً للعهد عبر التأكيد على أن السلمية هى أساس العمل الوطنى والسياسي، وعدم التكفير والتخوين فى الخطاب السياسى والوطني، الحوار هو الوسيلة الوحيدة الفاعلة لحسم الخلاف السياسية فإذا لم يحسم الخلاف بالحوار فلابد من وسيلة منطقية لحسمه، كالتحكيم و الاقتراع أو غير ذلك، ومطالبة كل القوى الوطنية قبول كافة القواعد الديمقراطية لحسم أى خلاف ينشأ على الساحة السياسية كالاقتراحات والاستفتاءات، والتعاون المشترك فيما يحقق الأهداف المتفق عليها لصالح الوطن، مشيرا إلى أنه سيتحدد خلال الساعات القادمة موعد عقد المنتدى بمشاركة جميع شباب الثورة من مختلف التيارات والحركات السياسية.