سلطت صحيفتان أمريكيتان صدرتا اليوم الخميس الضوء على زيارة فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران ، وسط تضاؤل احتمالات إجراء جولة مفاوضات نووية جديدة رغم رغبة طهران في إنهاء أزمتها الاقتصادية. فمن جانبها..ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) أنه عقب مرور أربعة أسابيع على موافقة إيران على مبدأ إجراء مفاوضات نووية جديدة ، خيم الصمت من جديد في طهران حول كشف ملامح خطط إجراء هذه المفاوضات مما وضع الدبلوماسيين الغربيين والأمريكيين في حيرة من أمرهم فيما ظهرت مؤشرات حول وجود خلاف داخلي على ما سماه المحللون ب"الفرصة الأفضل" منذ سنوات بشأن التوصل لاتفاق نووي مع الغرب. وقالت الصحيفة - في تقرير لها أوردته على موقعها الالكتروني - إن احتمالات إجراء مفاوضات نووية مع طهران ، والتي أكد مسئولون أمريكيون الشهر الماضي أنها وشيكة ، باتت أكثر غموضا والتباسا عقب رفض إيران الاستجابة للمقترحين الأخيرين بشأن مواعيد إجرائها /وفقا لدبلوماسيين غربيين/. وأعرب محللون سياسيون من كلا الجانبين /الإيراني والغربي/ عن مخاوفهم من تدمير فرص إبرام اتفاق نووي ، نظرا لكثرة الانقسامات السياسية في طهران وأيضا بالعواصم الغربية ..مشيرين إلى أن المتشددين في إيران تحدثوا علانية عن رفض تقديم أي تنازلات نووية في حين حذر المحافظون في الكونجرس الأمريكي من امتلاك إيران لأية قدرة نووية حتى لو كانت لأغراض غير عسكرية. ومن جانبه..قال سيد حسين موسويان مفاوض نووي إيراني سابق يعيش في الولاياتالمتحدة "إن مشكلة الإيرانيين لا تكمن في تحديد موعد إجراء المفاوضات بل تكمن في حقيقة خوفهم من عدم نجاحها ؛ فهم يرغبون في إجرائها على وجه السرعة لكنهم يخشون من لومهم على أي فشل يحدث خلالها". وأوضحت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن المناورات بشأن مواعيد المفاوضات ألقت بظلالها على زيارة فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران ، والذي يبذل جهودا حثيثة في إقناع إيران بالسماح لهم بتفقد المنشآت العسكرية ، للوقوف على ما إذا كانت تجرى أبحاثا تتعلق بتطوير أسلحة نووية. وأشارت الصحيفة إلى أن المقترحين الأخيرين بشأن موعد المفاوضات تم تمريرهما دون التعليق عليهما ، مما أثار تكهنات حول رغبة الإيرانيين في نهج سياسة كسب الوقت أو انشغالهم بمناقشات داخلية حول تحديد حدود البرنامج النووي في مقابل تخفيف العقوبات. وذكرت أن هناك مسئولين بارزين من كلا الجانبين يرون أن ظروف إبرام اتفاق نووي أصبحت مناسبة أكثر من ذي قبل ، لافتين إلى مخاوف الغرب من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط إلى جانب رغبة إيران في تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة ضدها وهو ما تجلى في تصريح عدد كبير من المسئولين الحاليين والسابقين بطهران بضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي ينهي ما سموه ب"السبب الرئيسي لمعظم مشاكل إيران". وبدورها..ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن حديث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمام البرلمان عن ضرورة السماح لخطط الحكومة بخفض الدعم الحكومي بالمضي قدما كوسيلة لإنعاش الاقتصاد الذي يعاني من تشديد العقوبات الغربية على البلاد أثار انتقادات العديد من نواب البرلمان ، الذين أعلنوا أن ما تبقى لنجاد في الحكم هو ستة أشهر فقط فكيف له تحقيق هذه الخطط الاقتصادية الطموحة؟!.واعتبر هؤلاء النواب - في تصريحات لهم أوردتها الصحيفة على موقعها الالكتروني - أن خطبة نجاد أمام البرلمان تعزز من فرص ترشيح حليفه إسفانديار رحيم مشائي للانتخابات الرئاسية القادمة ليسير على نفس خطاه السياسية والاقتصادية. وفي السياق ذاته..اعتبر محللون سياسيون أن الاعتراف الصريح الذي أدلى به نجاد بشأن تكبيل الاقتصاد الإيراني بسبب العقوبات الغربية ، يعد إشارة تعكس رغبة طهران في التوصل إلى اتفاق نووي مع القوى الغربية رغم أنها لم تحدد بعد موعد إجراء المفاوضات في هذا الصدد. وأوضحت الصحيفة أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الاستراتيجية الغربية الرامية إلى زيادة الضغط الاقتصادي على إيران ستضيق الخناق عليها بنحو يدفعها للموافقة على تسوية نووية.