اشتدت حدة الصراع على النفوذ بين أركان النظام الحاكم في مصر بصورة غير مسبوقة حيث شن الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية هجوماً حاداً على الدكتور أحمد فتحي سرور وكمال الشاذلي وزير مجلسي الشعب والشورى بصفتهم المسئولين عن الاحتقان السياسي التي تعاني منه الساحة السياسية ووقوفهم خلف الأزمة التي يعاني منها النظام حالياً التي تسببت في تنامي الغضب الشعبي إزاء استمرار سرور والشاذلي في منصبهما رغم عدم تمتعهم بأي شعبية. وقد جاءت اتهامات عزمي في جلسة سرية بمقره الانتخابي بدائرة الزيتون حيث يتواجد بكثافة هذه الأيام في الدائرة لدحض الشائعات التي تتردد حول حرمانه من ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة بعد القرار الجمهوري بمنع الوزراء من الترشيح في انتخابات مجلس الشعب حيث أكد عزمي أنه ليس وزيرا كما أنه سيسعى لانتزاع فتوى من مجلس الدولة بكونه موظفاً في رئاسة الجمهورية بدرجة رئيس ديوان. وقد أرجعت مصادر تنامي الصراع بين عزمي من ناحية وسرور والشاذلي من ناحية أخرى إلى ردود شائعات قوية على تزايد احتمالات تكليف عزمي برئاسة مجلس الشعب خلفاً لسرور في إطار التغييرات التي سيجريها مبارك بعد فوزه بالولاية الخامسة لتحسين مظهر النظام أمام الرأي العام المحلي والعالمي وإحساس عزمي بوقوف سرور والشاذلي وراء القرار بمنع الوزراء من الترشح لمجلس الشعب خصوصاً أن عزمي يرى أن منصبه التشريعي لا يقل أهمية عن رئاسته لديوان رئيس الجمهورية. نقلا عن نفس المصادر صرحت أن عزمي يستغل صلاته القوية بالقيادة السياسية والتيار الإصلاحي بالحزب الوطني للتخلص من سرور والشاذلي بزعم أنهما وراء تشويه صورة النظام أمام الشعب في ظل تنامي الاستياء إزاء ممارستهما مع الشعب والنخبة السياسية على حد سواء وأن التخلص منهما سيرفع من شعبية النظام وينزع أوراقاً مهمة من أيدي المعارضة والحركات المطالبة بالإصلاح. الجملة الشديدة التي شنها الدكتور عزمي وتأكيده أن تجاوزات سرور والشاذلي قد فاقت الحدود ولا يمكن السكوت عليها أججت الصراع بين الطرفين حيث ينوي كل من سرور والشاذلي شن حملة مضادة واستغلال ثقلهما لحرمان عزمي من الترشح لمجلس الشعب حتى لا يكتب نجاحه وتربعه على عرش الزيتون نهاية لتاريخ الاثنين في مجلس الشعب ويتحولان كذلك لممارسة أقصى درجات الضغوط لإجبار الحزب على التمسك بأكبر عدد من نوابه الحاليين ليؤمنوا أنفسهم ثقلاً سياسياً يجعلهم بمأمن من أي تغيير سياسي ويدعمهم في حرب تكسير العظام بينهم وبين عزمي.