علمت "المصريون"، أن عددًا من قيادات الحزب "الوطني" من المحسوبين على "الحرس القديم" يبذلون مساعي حثيثة في محاولة لتسوية أزمة محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان السابق، الذي يواجه اتهامات رسمية بارتكاب مخالفات أثناء شغله منصبه الوزاري، بزعم أنه تعرض لمؤامرة قادها وزير محسوب على أمانة السياسات . ففي دلالة على مخاوف من استغلال الأزمة في إطار الحرب الرامية لإضعاف "الحرس القديم" داخل الحزب، يقود صفوت الشريف الأمين العام للحزب "الوطني" ورئيس مجلس الشورى، والدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، وكمال الشاذلي أمين التنظيم السابق، محاولات جدية لتسوية الأزمة وإبعاد القضية عن ساحات المحاكم، ويسعى هؤلاء للحصول على دعم الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية. وتتهم قيادات محسوبة على "الحرس القديم" مسئولا بارزا بالوقوف وراء تسريب معلومات ومستندات تضر بموقف العديد من السياسيين الذين حصلوا على أراض وشاليهات في عهد الوزير السابق، حيث يخشى المستفيدون من تلك الامتيازات من الشوشرة عليهم بغرض التأثير عليهم والإضعاف من دورهم السياسي في المرحلة القادمة. ولم تستبعد مصادر حزبية وجود علاقة للأمر بالصراع القائم بين قيادتين متنفذتين بالحزب الوطني، بعد أن ألمحت إلى احتمال وقوف أحدهما وراء تفجير أزمة سليمان ردا على محاولات الآخر تشويه صورته أمام القيادة السياسية واتهامه بتجاوز صلاحياته والإدلاء بتصريحات تضر بالنظام. ورجحت المصادر فشل جهود "الحرس القديم" في تسوية القضية، لاسيما أن جهات داخل النظام ترغب في استغلالها لتحسين صورته، والتأكيد على أنه يتصدى للفساد بشكل منهجي ولا يتراجع عن محاربة المتهمين بإهدار المال العام بشكل قد يحسن من صورة جمال مبارك ويرفع من رصيده أمام الرأي العام.