علمت المصريون من مصادر مطلعة أن لقاء كوندليزا رايس مع الرئيس مبارك في شرم الشيخ تركز في المقام الأول على العلاقات المصرية الإسرائيلية خاصة بعد تدهور هذه العلاقات بشكل ملحوظ عقب عودة الوزير عمر سليمان من زيارته الأخيرة لإسرائيل والذي أخبر فيها الإسرائيليين بمجموعة من الشروط المصرية لقبول مصر تأمين الشريط الحدودي لقطاع غزة والمعروف بمحور فلادليفيا لضمان الأمن الإسرائيلي من ما تسميه هجمات إرهابية. الإسرائيليون وصفوا لقاء رايس بمبارك بالمهمة المستحيلة بعد أن تراجعت مصر عن وعودها بضمان الأمن على الشريط الحدودي حيث أخبرهم الوزير عمر سليمان بضرورة تعديل بعض بنود اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل بما يتيح لقوات الأمن المصرية إعادة انتشار جديد والاحتفاظ بتسليح جديد وهو ما رفضته إسرائيل زاعمة أن الشروط المصرية تعد بمثابة خرق لاتفاقية السلام. مصادر المصريون أكدت أن الرئيس مبارك وجدها فرصة سانحة لمبادلة الضغوط الأمريكية بشأن عملية الإصلاح السياسي مقابل تخفيف حدة التوتر في العلاقات المصرية. الوزيرة الأمريكية نجحت في حث الرئيس مبارك على أن يعلن عن زيارته المرتقبة لإسرائيل بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة لكن الإسرائيليين تشككوا في هذا الإعلان استنادا على أن انسحابهم قد يتأخر. كما نجحت رايس في حث الرئيس مبارك على إعادة النظر في مسألة حفظ مصر للأمن على الشريط الحدودي لقطاع غزة. وفي مقابل ذلك أجلت كوندليزا رايس توجيه أي انتقادات حادة للنظام المصري فيما يخص عملية الإصلاح السياسي في مصر أو فيما يخص تجاوزات الأمن كما تحاشت أي تصريحات محرجة للرئيس المصري . وكتعبير عن تقدير واشنطن لاستجابة مصر للطلبات الأمريكية والإسرائيلية بشأن حفظ الأمن في الشريط الحدودي أعلنت كوندليزا عن ضم مصر والسعودية إلى اللجنة الرباعية لرعاية عملية السلام في الشرق الأوسط إلى جانب الأممالمتحدة وأمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي. على الجانب الآخر رحبت إسرائيل بنتائج مباحثات كوندليزا مع الرئيس مبارك مؤكدة على نجاح المهمة الصعبة لكوندليزا في مباحثاتها مع مبارك ، وكان الرئيس مبارك قد حرص في حواره مع التليفزيون الإسرائيلي على التأكيد على الجهود الأمنية المصرية لتفكيك شبكات إرهابية قامت بعمليات ضد أهداف إسرائيلية في سيناء ، مؤكدا أن الأجهزة المصرية فككت إحدى هذه الشبكات الأسبوع الماضي .