كان صحفيًا وروائيًا، وهو ابن السيدة روز اليوسف اللبنانية المولد والنشأة وذات الأصول التركية، وهى التى أسست مجلة روز اليوسف، ومجلة صباح الخير. ولد الأديب الكبير صاحب القصص المشهورة، ليلة أول يناير سنة 1919م، ونشأ فى بيت جده لوالده الشيخ رضوان، والذى تعود جذوره إلى قرية الصالحية محافظة الشرقية، وكان من خريجى الجامع الأزهر، ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، وهو بحكم ثقافته وتعليمه متدين جدًا، وكان يفرض على جميع العائلة الالتزام والتمسك بأوامر الدين، وأداء فروضه والمحافظة على التقاليد، بحيث كان يحرم على جميع النساء فى عائلته الخروج إلى الشرفة بدون حجاب. أما والدته الفنانة والصحفية السيدة روز اليوسف، فقد كانت سيدة متحررة، تفتح بيتها لعقد ندوات ثقافية وسياسية، يشترك فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن، وكان ينتقل وهو طفل من ندوة جده حيث يلتقى بزملائه من علماء الأزهر ويأخذ الدروس الدينية التى ارتضاها له جده، وقبل أن يهضمها يجد نفسه فى أحضان ندوة أخرى على النقيض تمامًا لما كان عليه فى منزل جده.. إنها ندوة روز اليوسف. ووالدة إحسان "روز اليوسف" اسمها الحقيقى "فاطمة اليوسف" وهى لبنانية الأصل، نشأت يتيمة، إذ فقدت والديها منذ بداية حياتها، واحتضنتها أسرة (نصرانية) صديقة لوالدها، وقررت تلك الأسرة الهجرة إلى أمريكا، وعند رسو الباخرة التى تقلهم بالإسكندرية طلب إسكندر فرح صاحب فرقة مسرحية من الأسرة المهاجرة التنازل عن البنت اليتيمة فاطمة ليتولاها ويربيها، فوافقت الأسرة، وبدأت حياتها فى الفن!. وتعرفت فاطمة اليوسف على محمد عبدالقدوس المهندس بالطرق والكبارى فى حفل أقامه النادى الأهلى، وكان عبدالقدوس عضوًا بالنادى ومن هواة الفن، فصعد على المسرح وقدم فاصلًا من المونولوجات المرحة، فأعجبت به فاطمة وتزوجته، فثار والده وتبرأ منه وطرده من بيته لزواجه من ممثلة، فترك الابن وظيفته الحكومية وتفرغ للفن ممثلًا ومؤلفًا. تخرج إحسان عبدالقدوس فى كلية الحقوق عام 1942م، وفشل أن يكون محاميًا، ويتحدث عن فشله هذا فيقول: "كنت محاميًا فاشلًا لا أجيد المناقشة والحوار وكنت أدارى فشلى فى المحكمة إما بالصراخ والمشاجرة مع القضاة، وإما بالمزاح والنكت، وهو أمر أفقدنى تعاطف القضاة، بحيث ودعت أحلامى فى أن أكون محاميًا لامعًا". تولى إحسان رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، وهى المجلة التى أسستها أمه وقد سلمته رئاسة تحريرها بعد ما نضج فى حياته، وكانت لإحسان مقالات سياسية تعرض للسجن والمعتقلات بسببها، ومن أهم القضايا التى طرحها قضية الأسلحة الفاسدة التى نبهت الرأى العام إلى خطورة الوضع، وقد تعرض إحسان للاغتيال عدة مرات، كما سجن بعد الثورة مرتين فى السجن الحربى وأصدرت مراكز القوى قرارًا بإعدامه. وصل إنتاجه الأدبى إلى أكثر من ستمائة قصة، وقدمت السينما عددًا كبيرًا من قصصه، وتوفى فى مثل هذا اليوم من عام 1990.